"سور الأزبكية" يتحدى معرض القاهرة للكتاب

حسن المصري-القاهرة
هل ترغب في كتاب مميز لكنه مرتفع الثمن، أو تريد كتبا عدة لكنك لا تملك القدرة المالية، هل تبحث عن كتاب نادر توقفت طباعته ونفدت نسخه.. إليك الحل السحري، إنه سور الأزبكية لتجارة الكتب المستعملة في القاهرة.
لكن الخبر الحزين هو أنك لن تجد هذه الكتب في الدورة المقبلة من معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام التي تنطلق بعد أيام، وذلك بعد قرار التجار مقاطعة المعرض.
"أمر غريب وقرار ظالم"، هكذا وصف تجار سور الأزبكية عدم مشاركتهم في النسخة المقبلة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب التي ستقام للمرة الأولى في أرض المعارض الجديدة بالتجمع الخامس شرق القاهرة.
ويقصد بسور الأزبكية المنطقة المحيطة بحديقة الأزبكية الواقعة في منطقة العتبة بوسط القاهرة والتي بدأت بافتراش الرصيف لبيع الكتب، ثم أصبحت تضم أكثر من مئة مكتبة صغيرة تعمل في تجارة الكتب المستعملة، وتعتبر ملاذا للباحثين عن الكتب بأسعار زهيدة أو الباحثين عن الكتب النادرة أو الكتب التي نفدت من دور النشر وتوقفت طباعتها أو حتى الكتب التي تمت طباعتها بطريق غير قانوني.
اعتاد تجار سور الأزبكية تنظيم معرضهم كجزء من معرض القاهرة الدولي للكتاب إلا أنهم رفضوا المشاركة هذا العام، مبررين ذلك بارتفاع أسعار الاشتراك وقرار إدارة المعرض قصر مشاركتهم على 33 فقط من أصل 108 تجار، مما اعتبروه إخلالا بفرص المشاركة.
اعتذار ومقاطعة
وقدم التجار مذكرة جماعية إلى الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين للاعتذار عن المشاركة، لكن الهيئة المصرية العامة للكتاب أعلنت خلال المؤتمر الصحفى الأسبوع الماضي مشاركة ستة تجار فقط من سور الأزبكية، في حين نقلت الصحافة المحلية تأكيد تجار سور الأزبكية على التزام الجميع بقرار المقاطعة.
ويقول الحاج حربي أقدم بائع كتب في سور الأزبكية للجزيرة نت إن التجار آثروا إقامة مهرجان للكتاب في "سور الأزبكية" لاستغلال فرصة إجازات منتصف العام، ولتعويض الخسائر من عدم المشاركة في معرض القاهرة، مؤكدا تقديم تخفيضات كبيرة على الكتب تصل لأكثر من 50%.
ويقول حربي الذي يبيع الكتب في سور الأزبكية منذ خمسين عاما إن التجار آثروا عدم المشاركة بالمعرض وانسحبوا بعد هذا الموقف "الذي بين لهم وجود انحياز سلبي ضد مشاركتهم في المعرض".
وأوضح أن المعرض رفع سعر إيجار المتر إلى 1500 جنيه (الدولار نحو 18 جنيها)، وبعد التخفيض وصل سعر المتر إلى 1200 جنيه، في حين حصل أعضاء اتحاد الناشرين على المستر بسعر 960 جنيها فقط.
من جهته، يرفض محمود صاحب مكتبة في سور الأزبكية الاتهامات بتزوير الكتب، ويقول "في العام الماضي والذي سبقه لم يتم إلقاء القبض على أي تاجر بتهمة بيع كتب مزورة، وحتى إن كان هناك تاجر أو أكثر فلماذا لا يتم وقفه بدلا من تعطيل مصالح عشرات التجار؟".
وتنمى محمود التوفيق لتنظيم معرض القاهرة الدولي للكتاب في المقر الجديد، معبرا عن أمله في المشاركة العام المقبل.