تجربة المخرج الداود.. آخر إصدارات الراحل بشار إبراهيم

وفي كتاب حمل عنوان "إياد الداود.. مشوار البحث عن هوية" الصادر عن دار "إي – كتب" بلندن قدمت ليلى -وهي ابنة الراحل- مؤلف والدها، مشيرة إلى ظروفه الصحية إبان تأليف الكتاب.

وقالت ليلى "لم يتمكن المرض بخطورته وجرعات علاجه المؤلمة أن يبعد شغف الكتابة عن قلب والدي، رحمه الله، كنت أمر من أمام غرفة العزل في المستشفى وأراقبه من بعيد وهو يكتب، ويكتب وكأنه يراسل محبوبته دون توقف متجاهلا إبرة العلاج الكيميائي المعلقة في يمناه".

وأضافت "هذا آخر ما كان أبي يكتبه، هنا تجدون الكلمات التي كانت تجوب في عقله، والتي كانت تخفي وراءها صرخات الألم من مرض السرطان".

وتناول الكتاب سيرة الداود منذ ولادته ونشأته، ثم تأصيله الأكاديمي، والأفلام التي عمل عليها، والجوائز التي نالها، إضافة إلى فيلموغرافيا رصدت إنتاج المخرج الفلسطيني مثل "فن الحياة"، و"جنين"، و"أعراس الزهور"، و"عودة"، و"دير ياسين الوجع"، و"القدس وعد السماء".

وفي "مآذن في وجه الدمار" وثق الداود عبر عدسة شاهد العيان الظلم الواقع على المساجد في كل أنحاء فلسطين والتي تعرضت للهدم والإهمال وتحول كثير منها إلى نواد ليلية وحظائر للبقر.

من جانبه، لهج السينمائي الفلسطيني إياد الداود بالثناء على الراحل بشار إبراهيم قائلا إنه "لا شك أن هذه المادة تمثل ثروة بالنسبة لي، فهي بقلم كاتب عبقري مشهود له بالمهنية والالتزام، ويتشرف أي مخرج بأن يحظى بمتابعة ورأي بشار إبراهيم".

وأضاف "ما ورد في هذه المادة من إطلالة على سيرتي الذاتية وتقييم ونقد تجربتي الإخراجية هو نتاج لقاءات متواصلة ومقابلات ومقالات صحفية منشورة".

وولد الناقد السينمائي الراحل بشار أحمد إبراهيم عام 1962 في قرية الدلي بمحافظة درعا بسوريا، وترعرع في مخيم خان دنون في ريف دمشق.

ووثق في أعماله إنتاجات السينما الفلسطينية، وصدرت له عدة كتب ودراسات، بينها "سيف الدخان"، و"موال الجمر لو"، و"المخيم في الرواية الفلسطينية"، و"السينما الفلسطينية في القرن العشرين"، و"فلسطين في السينما العربية".

وتوفي بعد صراع مع المرض في الإمارات في 30 مارس/آذار 2017 في ذكرى يوم الأرض.