خطّاط تركي يُبدع أكبر "حلية شريفة" بالعالم
يستعد الخطاط التركي محمود شاهين لعرض "حلية شريفة" (كتابات فنية عن الإسلام والنبي محمد صلى الله عليه وسلم) هي الأكبر في العالم خلال معرض تقيمه رئاسة بلدية "بورصة" شمالي غربي تركيا.
والحلية الشريفة هي نمط من الفن الخطي نشأ في مدينة إسطنبول التركية قبل نحو ثلاثة قرون، وكان من الأنماط الشائعة للخط العربي ذي النمط العثماني.
وقال شاهين إن إعداد الحلية الشريفة استغرق منه حوالي أسبوعين، حيث يبلغ ارتفاعها ستة أمتار وعرضها ثلاثة أمتار، وهي مزينة برسوم وزخارف ملونة تزيد من جمالها.
ويمارس شاهين حرفته بطابع فني إبداعي لا حدود له، بحروف عربية جميلة، وبخطوط مميزة تزين جدران أكثر من مئة جامع في تركيا، بالتوازي مع عشرات المعارض.
وتعرض الحلية الشريفة أخلاق الرسول محمد عليه السلام خاتم المرسلين وصفاته، متخذة شكل تصميم هندسي مزخرف.
وتحكي الحلية عن الرسول الكريم على لسان الخليفة علي بن أبي طالب، وهي مطابقة للنسخة التي خطها الخطاط العثماني الشهير حافظ عثمان.
وقال الخطاط التركي إن الحلية الشريفة التي أعدها هي الأكبر في العالم، ولا يمكن إدخالها إلى أي مكان، ويصعب نقلها أيضا.
وأضاف "خططنا في البداية لعرضها في جامع أولو في بورصة، ولكن حجمها الكبير حال دون ذلك، وبعدها قررنا عرضها في متحف القرآن الكريم والخط الذي يتوقع افتتاحه خلال شهر".
أجمل الأشكال
وعن رحلته مع الخط، قال شاهين إنه بدأ ممارسة الفن عام 1991، وتعلم على يد خطاطين بارزين في تركيا، وتدرج وصولا إلى عام 2005، وهو تاريخ حصوله على إجازة في الخط.
وأوضح أن "فن الخط تطوّر مع القرآن الكريم بعد نزوله وتدوينه، وعندما دون القرآن اختير أمهر الخطاطين، فخطوه بأجمل الأشكال وبأفضل الأحبار". وتابع أنه "يقال إن القرآن نزل في مكة والمدينة، وقُرئ في مصر، وكُتب في إسطنبول".
ومضى قائلا إن "السلطان بيازيد الثاني، الذي جاء بعد السلطان محمد الفاتح في الدولة العثمانية، جلب إلى إسطنبول الشيخ حمد الله من منطقة أماسيا في تركيا، وهو شيخ مخضرم في الخط، وبتشجيعه بات فن الخط صنعة مستقلة منذ ذلك الوقت".
ويساهم شاهين مع طلابه، البالغ عددهم نحو أربعمئة طالب، في تنظيم معارض يعود ريعها إلى منظمات خيرية، فضلا عن تنظيم بعضها لدعم الشعوب المظلومة في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
ودأب على التبرع بأعداد كبيرة من اللوحات للجوامع التركية في مختلف الولايات، وقد تجاوز عددها المئة جامع، وهو ما يعده من أبرز إنجازاته.