لبدة الليبية.. آثار أربع حضارات ضحية الإهمال

منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي عام 2011، تعاني الكثير من الآثار الليبية إهمالا في الترميم، ولحق بالعديد منها تخريب وتشويه وسرقات في ظل التوتر الأمني الذي تشهده ليبيا، ومن هذه الآثار مدينة لبدة الواقعة على بعد 120 كلم شرق العاصمة طرابلس.
وأشار مراقب آثار المدينة الأثرية إلى أن لبدة تواجه مشاكل طبيعية، تتمثل في زحف البحر والرمال والتعرية، مما يؤدي إلى سقوط أجزاء من المدينة في حال عدم إجراء ترميم سريع.
أربع مراحل
وقد أسس بحارة فينيقيون مدينة لبدة في القرن السابع قبل الميلاد، ثم أصبحت من أبرز مدن الشمال الأفريقي في عصر الإمبراطورية الرومانية، وقد مرت المدينة بأربع مراحل، أولاها مرحلة التأسيس، وهي المرحلة الفينيقية، ثم المرحلة الرومانية التي عرفت فيها المدينة ازدهارا وقوة، والمرحلة البيزنطية، وهي مرحلة الضعف، وأخيرا المرحلة الإسلامية.
ولبدة، أو كما تسمى "لبدة الكبرى"، تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط عند مصب وادي لبدة، الذي يكون مرفأ طبيعيا على بعد ثلاثة كيلومترات شرقي مدينة الخمس. وصنفت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) هذه المدينة الزاخرة بالمبان الأثرية في العام 1982 ضمن قائمة مواقع التراث العالمي.

متطوعون
ويذكر مراقب آثار لبدة أنه بسبب افتقار المدينة للحماية من لدن الأجهزة الأمنية المعنية كشرطة السياحة، تولى متطوعون حماية مدينة لبدة في مقدمتهم الحاج علي.
ويقول علي حسين احربيش (55 عاما)، وهو متطوع لحماية لبدة، إن "المدينة الأثرية تمثل موروثا ثقافيا عالميا.. هذا التراث ملك لنا جميعا ومجد وحضارة لكافة الليبيين".
وأضاف احربيش "تربينا ونحن أطفال في المدينة وبين آثارها، لهذا نحمي هذه المدينة المهمة، فهي مقصد للسياح من داخل وخارج ليبيا". وأوضح أنه يتولى رفقة مجموعة حماية لبدة منذ سبع سنوات دون أي مقابل، وأشار المتطوع إلى أن عمله وباقي المجموعة يتمثل في حماية المدينة الأثرية من السرقة والحرائق والعبث وتشويه الجدران، فضلا عن تنظيف المدينة.