مفكر مغربي: الأنظمة العربية لا تعير لغتها اهتماما
وأضاف الأديب المغربي حسن أوريد أن "اللغة العربية لم تجد حاضنا من حكام العالم العربي"، ولفت إلى أن "خصومها غالبا ما ينطلقون في عدائهم للغة العربية من مرجعية إيديولوجية مناوئة، سواء للقومية العربية أو للحركات الإسلامية أو حتى للإسلام".
وذكر أوريد -الذي كان سابقا متحدثا باسم القصر الملكي- في الندوة التي تحمل عنوان "اللغة العربية وتدبير الخلاف اللساني" أن "واقع اللغة العربية اليوم يغري خصومها من أجل الإجهاز والقضاء عليها"، ورأى أوريد أن مشاكل اللغة العربية ليست مقترنة بها، بل بعجز الناطقين بها عن رفع التحديات التي تطرحها الحياة العصرية.
انبعاث العربية
وأردف المفكر والأديب المغربي قائلا "صحيح أن اللغة العربية لم تعد لغة علم، إلا أنها قادرة على الانبعاث من جديد لما لها من تراث غني وقدرة عجيبة على التطور". وبالنسبة لحسن أوريد فإن اللغة العربية لم تعد لغة قومية لأنها تحولت منذ العصر العباسي إلى "لغة حضارة العربي وغير العربي".
وشدد المتحدث على أن "حب اللغة العربية لا يكفي فقط للدفاع عنها، بل لا بد من إتقانها، محذرا في الوقت ذاته من خطورة "أدلجة" النقاش حولها لما يحمله ذلك من مخاطر".
يشار إلى أن اللغة العربية تواجه العديد من التحديات تحول دون تمكنها من مسايرة الحداثة والطفرات العلمية والتقنية الهائلة التي عرفها العالم، ومن هذه التحديات غياب سياسات حكومية لتطويرها، وضعف البحث العلمي بشكل عام وخاصة في علوم اللغة واللسانيات والتواصل.
كما أن سيادة اللغات الغربية الموروثة عن الاحتلالين الفرنسي والبريطاني في الإدارة والاقتصاد والتعليم، وشيوع اللهجات وتبنيها من شرائح نافذة من النخب المتشبعة بالثقافة الغربية الممزوجة بمسحة استعمارية فكرية، كلها عوامل تُشكل عقبة كؤود أمام ازدهار اللغة العربية، واسترجاع مكانتها التاريخية، فضلا عن ضعف حركة الترجمة من اللغات العالمية إلى لغة الضاد.