مؤرخ عراقي يسعى لإحياء المجد الثقافي للموصل

يعكف مؤرخ عراقي على إحياء المكتبة المركزية لجامعة الموصل شمال العراق بعد أن ألحق بها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية أضرارا جسيمة ودمروا جل محتوياتها طوال فترة سيطرتهم على المدينة منذ يونيو/حزيران 2014 قبل أن تبدأ القوات الحكومية باستعادتها تدريجيا منذ عدة أشهر.
ووصفت اليونسكو ما تعرضت له مكتبات مدينة الموصل على أيدي أفراد تنظيم الدولة بأنه أحد أخطر أعمال الدمار في تاريخ البشرية. وإلى جانب المكتبات، عاث عناصر التنظيم دمارا في متحف المدينة الأثري وأحالوه أثرا بعد عين.
وفي حديث مع صحيفة إندبندنت البريطانية يقول المؤرخ العراقي الذي كان يعمل بجامعة الموصل -فضل عدم كشف هويته لدواع أمنية- إن عددا قليلا من الكتب نجا من الحريق بفعل مبادرات شخصية من الطلاب والمدرسين والسكان لإخفاء ما تيسر من كتب ومخطوطات.

وأطلق المؤرخ العرقي من مدونته "عين الموصل" مبادرة لجمع مئتي ألف كتاب من خلال التبرعات والهبات الدولية لإحياء مكتبة جامعة الموصل بعد أن تفتح المدينة صفحة جديدة في تاريخها وتتخلص من كابوس تنظيم الدولة.
ولتحقيق ذلك الحلم بدأ تجميع بعض الكتب في مكان آمن بمدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، حيث يتم تبويبها وتحضيرها للنقل إلى الموصل عندما تستعيد عافيتها وتعيد بناء ما تدمر من مكتباتها.
ويعترف الأكاديمي العراقي بأن الاحتياجات الأولية لسكان المدينة حاليا هي المأكل والمسكن والأدوية والأمان، لكنه يؤكد أن ذاكرة المدينة والعراق تحتاج بدورها لإعادة بناء وأنه بفضل الفنون والآداب سيتم كسب المعركة ضد الغلو والتطرف.
ويتطلع مؤسس "عين الموصل" إلى مستقبل الأجيال القادمة بكل تفاؤل، وقد بدأت بوادر الأمل تلوح في الأفق، حيث تعهدت إحدى المنظمات غير الحكومية بشحن نحو عشرين طنا من الكتب من مدينة مرسيليا جنوب فرنسا إلى ميناء البصرة جنوب العراق.
ولا يحلم مؤرخ الموصل فقط بإعادة بناء المكتبة المركزية لجامعة الموصل التي كان يعتبرها بمثابة بيته الثاني، بل يتطلع أيضا إلى بناء دار أوبرا ومدرسة للموسيقى والفنون، والعمل من أجل إحياء المدينة ثقافيا.