ميثاق لمقاومة الهجوم الفرنكفوني على العربية بالمغرب
وقع الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية في المغرب (غير حكومي) والنقابة الوطنية للصحافة المغربية على "ميثاق العهد الصحفي للدفاع عن العربية"، الذي يهدف إلى مقاومة ما أسماه "الهجوم الفرنكفوني وفضحه".
جاء ذلك في ختام المؤتمر الوطني الرابع للغة العربية الذي نظمه الائتلاف يومي الجمعة والسبت في العاصمة الرباط حول موضوع "اللغة العربية والإعلام"، وحضره مسؤولون وخبراء في المجال.
وحسب نص الميثاق الذي حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه، تلتزم الأطراف الموقعة على هذا التعهد من لغويين وإعلاميين "بالعمل الجماعي والجدي من أجل مضاعفة الدفاع عن الذاكرة الوطنية المناضلة والموروث الثقافي العربي الإسلامي التقدمي ومخزنه وحاملته العربية الفصحى". كما يلتزم الموقعون على الميثاق "بفضح ومقاومة الهجوم الفرنكفوني المدبر، لغويا وثقافيا وسياسيا".
وقال الميثاق إن استهداف اللغة العربية "لا يتعلق بحدث أو أحداث عفوية، بل بتدبير وتخطيط وتمويل مقصود، أجنبي أساسا، وبتواطؤ محلي"، دون الخوض في تفاصيل أكثر بشأن الجهات الأجنبية والمحلية المقصودة.
واعتبر أن "أخطر مداخل الفرنكفونية لتحقيق ما لم تستطع النجاح فيه خلال مرحلة الاستعمار القديم، هو إضعاف اللغة العربية وإفسادها وتفكيكها وتهميشها وحصرها في الشأن الديني التعبدي، وترسيخ سيادة اللغة الأجنبية الاستعمارية في جميع المرافق العصرية، وعلى جميع المستويات الإنتاجية".
وقال الموقعون على الميثاق إنه "منذ مطلع الاستقلال كانت الصحافة الوطنية والصحفيين الديمقراطيين المغاربة في طليعة المقاومين لأساليب الاستعمار الجديد، والمدافعين عن سيادة اللغة العربية، وذلك باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من برنامج النضال من أجل تحرير التراب واستكمال الاستقلال".
الميثاق قال إن أخطر مداخل الفرنكفونية لتحقيق ما لم تستطع النجاح فيه خلال مرحلة الاستعمار القديم، هو إضعاف اللغة العربية وإفسادها وتفكيكها وتهميشها وحصرها في الشأن الديني التعبدي |
العناية بالعربية
وأضافوا أن "الصحف والصحفيين المغاربة المناضلين وطنيا وديمقراطيا، لا يتصورون إمكانية النهوض الثقافي، وإصلاح الإدارة، وتحقيق التنمية وسيادة القانون والمؤسسات الديمقراطية، وتكريس قيم الوطنية والنزاهة والتضامن والتسامح، بغير سيادة اللغة العربية في جميع مرافق الاقتصاد والمجتمع والإدارة والتعليم والإعلام والإشهار".
من جهة أخرى، طالب الميثاق الصحفيين "بمضاعفة العناية باللغة العربية، وسلامتها وتحسين أدائهم بها، والعمل ما أمكن على تلافي استعمال أو إقحام التعبيرات الدارجة، سواء حصل ذلك في سياق أو في بعض المواد الصحفية المقتصرة عادة عليها كالكاريكاتير مثلا".
وشدد الموقعون على ضرورة "مناهضة أهداف التطبيع الاستعمارية مع الحرف اللاتيني، وظاهرة استعماله التي تزداد انتشارا وبتدرج مقصود في كتابة الأسماء وتعابير الإشهار العربية وخاصة المغربية منها".
واعتبر المشاركون في المؤتمر أن اللغة العربية تعاني من تهميش وتحجيم مقصودين على القنوات الإعلامية المغربية، رغم محاولات الحكومة ضبط العلاقات بين وسائل الإعلام العمومي والمجتمع الذي يمولها جزئيا أو كليا.