معرض فني يتساءل بالصور عن تعثر الإعمار بغزة

ميرفت صادق-البيرة

أين الدعم؟
وجاء المعرض بعد عامين من تاريخ أسوأ عدوان شنته إسرائيل على قطاع غزة واستمر 51 يوما في صيف 2014، وسقط فيه مئات الشهداء ودمر نحو 18 ألف منزل. وحسب فريق الدعم الدولي ما زال 58 ألف غزي نازحين بسبب فقدان مسكنهم.
وتظهر معلومات فريق متابعة الدعم الدولي أن ما لا يقل عن 4000 منزل دمرت أثناء العدوانين الإسرائيليين على غزة عامي 2009 و2012 ولم يتم إصلاحها.
وفي مادة فيلمية موجزة بعنوان "الدعم الحقيقي يعني إنهاء الحصار"، تقدر بيانات فريق المتابعة العجز في الوحدات السكنية بسبب الحصار الإسرائيلي لغزة منذ تسعة أعوام بنحو 75 ألف وحدة سكنية.
وكان اجتماع للدول المانحة في القاهرة بعد العدوان الإسرائيلي تعهد بتوفير 5.4 مليارات دولار لإعادة إعمار ما دمرته الحرب في غزة، لكن بيانات البنك الدولي أظهرت لاحقا أن المبلغ الفعلي الذي خصص لا يتجاوز 3.5 مليارات دولار، بينما تتطلب عملية إسكان النازحين وإعادة الإعمار نحو ثمانية مليارات دولار.
إلى جانب ذلك تفرض سلطات الاحتلال قيودا صارمة على كل الموارد الداخلة إلى القطاع والمتصلة بعملية الإعمار. وفي فيلم "للمرة الألف نريد إعادة الإعمار" من إنتاج المخرجة مي عودة، تظهر شهادات حية لغزّيين ما زالوا ينتظرون إعمار منازلهم.

تغيير آلية الإعمار
وتقول المتحدثة باسم مبادرة متابعة الدعم الدولي نورا مراد إنها تستهدف رفع الوعي في المجتمع الفلسطيني بشأن ما يحدث في غزة مع تباطؤ الإعمار وإلى رفع الصوت ضد ما يحدث من أجل تغيير آليته والطريقة التي يدار بها.
وأضافت أن جميع أطراف عملية إعادة إعمار غزة لا تقدم جوابا كافيا حول المسؤول عن تأخيره وترمي بعضها بالمسؤولية على بعض.
وتأسس فريق الدعم الدولي من متطوعين بعد حرب عام 2014 لمتابعة عملية الإعمار، وقالت نورا مراد التي كانت تعمل بإحدى المؤسسات الدولية إن هذه المؤسسات تعرف أن الإعمار لا يتم كما يجب وأن هناك حاجة لتغيير نظام الإعمار بالكامل.
وأكدت أن النقاش بشأن المسؤولية عن تباطؤ الإعمار في غزة يورد أسئلة كبيرة عن الدعم الدولي الذي يقدم للفلسطينيين منذ سنوات طويلة، ولكنه أن يساهم في إنهاء الحصار والاحتلال أو عودة اللاجئين.