تأبين الشاعر عبد الرحمن الأبنودي في ندوة بالقاهرة
بدر محمد بدر-القاهرة
وفي كلمته، قال وزير الثقافة عبد الواحد النبوي "كلمات الأبنودي بعثت في أمتنا الأمل، بأنها أمة لا يمكن أن تموت، وأنها قادرة على النهوض، وأن كل ما يقابلها من الصعاب هين، وشكلت أغانيه الوطنية وجداني وأنا طالب في الثانوية".
متحف الأبنودي
وأشار الوزير إلى أن الشاعر "الكبير" أوصاه خيرا بمتحف "أبنود" بمحافظة قنا، الذي سيتم افتتاحه تحت اسم "متحف عبد الرحمن الأبنودي للسيرة الهلالية" يوم 30 مايو/أيار الجاري، وسيكون الافتتاح أسبوعا ثقافيا كاملا في "أبنود".
ومن ناحيته، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة محمد عفيفي إن "شعر الأبنودي العامي كان له أثر كبير في جيلي، ولا أنسى أغاني عبد الحليم حافظ من كلمات الأبنودي، وكان التقاؤهما يشكل تحولا كبيرا في حياتهما الفنية".
وأشار إلى أن الشعر العامي الذي كتبه الأبنودي وغيره، مثل صلاح جاهين وفؤاد حداد، هو نوع من التأريخ الشعبي للمجتمعات والشعوب، مثلما كان الشعر العربي الفصيح يطلق عليه "ديوان العرب".
وقال مقرر لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة محمد عبد المطلب إن أبرز ما تركه الأبنودي في الشعر العربي أنه كسر الحاجز اللغوي، فقد كنت أحضر مؤتمرات للشعر، وأستمع إلى الشعر بالعامية السعودية والإماراتية والمغربية ولا أفهمه، لكن عامية الأبنودي مفهومة في كل البلدان العربية، وهذه أهم إضافة قدمها الأبنودي.
وقال الشاعر شعبان يوسف إن الأبنودي عاش خمسين عاما من الشعر والفن والغناء، والحضور في المشهد الثقافي حتى آخر يوم في حياته.
وأضاف يوسف "كتب الأبنودي الأغاني التي ملأت الدنيا وشغلت الناس منذ أن جاء إلى القاهرة عام 1960، وخاض معارك صغيرة وكبيرة، واستطاع أن يصل إلى الناس في شتى ربوع مصر".
وقال الأستاذ بكلية الآداب جامعة جنوب الوادي حسن مغازي "فقدنا هامة كبيرة على مستوى الإبداع الفني في مصر والوطن العربي، فقد كان الأبنودي من الألسنة المعبرة عن حركات التحرر من الاستعمار في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، وأعماله تشهد بذلك".
وأضاف مغازي للجزيرة نت "كلمات الأبنودي وأغانيه شعبية عامية، لكنها عامية راقية بمقارنتها بالأغاني التي يسمعها الجيل الحالي، والتي تفسد الذوق العام ولا ترتقي به".
وقال الشاعر نشأت شنودة إن الأبنودي مات لكن إبداعه سيخلده، وقد كان يميل في مجمل أعماله الشعرية إلى نزعة التغيير في المجتمع، وشعره يتميز باجتماعيته بامتياز، واستطاع أن يترك بصمته في مكتبة الشعر العامي.
وأضاف شنودة للجزيرة نت أن كلمات الأبنودي وأشعاره لم تفتقد روح التحاور مع المجتمع الذي يعيش فيه، لذا تقبلها الناس لأنهم عرفوا جيدا ما يقول، ومنحهم معاني وحرك مشاعرهم.
مثقفو النظام
في المقابل، يرى أستاذ الأدب والنقد بجامعة طنطا حلمي القاعود أن الأبنودي كان من مثقفي النظام، الذين يدافعون عن وجوده، ويبررون هزائمه وجرائمه، وبالتالي ينعمون بجوائزه ويحظون بشهرة إعلامية واسعة عبر وسائله.
وأضاف القاعود، في تصريح خاص للجزيرة نت "تعاون الأبنودي مع عبد الناصر ثم السادات ثم مبارك، وانحاز إلى ثورة يناير2011، لكنه سرعان ما ارتمى تماما في أحضان العسكر، وشارك في التحريض على قتل المصلين في مجزرة رابعة العدوية، كما شارك في دعم الانقلاب إلى آخر يوم في حياته!".