طبل فتيات مدغشقر يقرع أبواب العالم

ترفع "سامباترا فانيفا" قائدة فرقة "بلوكو مالاغازي" ذراعيها في الهواء، وترتسم ابتسامة غضة على وجهها، تعطي إشارة الانطلاق لرفيقاتها ثم تنبري الأجساد النحيلة تتمايل في رقصة منسجمة مع إيقاع قرع الطبول المحمولة على أعناقهن كقلائد من ذهب.
وبإنزال "فانيفا" ذراعيها، تُعطى إشارة نهاية المقطع بعد ثلاثين دقيقة من عرض مضن وشيق جعل أجساد الفتيات العشر تتصبب عرقا دون أن تفارق الابتسامة ولو للحظة محياهن، وقد فرغن للتو من تقديم ستّ مقاطع كانت مزيجا من الإيقاعات البرازيلية والملغاشية والأفريقية.
موهبة الفتيات التي انتزعت الإعجاب من جميع المتابعين لعروضهن لا توحي البتة بأنهن ترعرعن في أحياء "توليارا" الفقيرة الواقعة على بعد ألف كيلومتر جنوبي العاصمة أنتناناريفو.
بقمصان زرق وتنورات بسيطة مزدانة بالأزهار، تمكنت فتيات "بلوكو مالاغازي" من تقديم عروض فنية رفيعة المستوى جعلت الطلبات تتهاطل عليهن من مدغشقر وجميع أصقاع الدنيا.
المستقبل الجميل
وأكد خوزي لويس غيراو مؤسس الفرقة ومدير منظمة "بال آفنير" (المستقبل الجميل) غير الحكومية التي نشأت الفرقة من رحمها، على أن أجندة الفتيات مكتظة، مشيرا إلى أن الفرقة ستذهب إلى جنوب أفريقيا الشهر القادم ضمن فعاليات كأس العالم للركبي وصالون السياحة في مدينة كاب تاون، أما في شهر أغسطس/آب، فستقوم بجولة في جميع أنحاء مدغشقر، وستسافر في نوفمبر/تشرين الثاني إلى جزيرة كاليدونيا الجديدة في المحيط الهادئ.
وتظل رحلة البرازيل التي قامت بها فتيات "بلوكو مالاغازي" بمناسبة كأس العالم لكرة القدم 2014 بدعوة من بلدية ريو دي جانيرو، من أجمل ما رسخ في ذاكرتهن لأهمية الموعد الذي اكتسى بعدا عالميا تمكنّ من خلاله من ترك بصمتهن ولو بالنزر القليل، وستكون لهن عودة إليها عام 2016، بحسب غيراو.
وكانت منظمة "بال آفنير" قد أطلقت عام 2009 -في إطار مكافحة ظاهرة الحمل المبكر- دروسا في قرع الطبول، انضمت إليها مجموعة من الفتيات أصبحت بعضهن فيما بعد عضوات في مجموعة "بلوكو مالاغازي".
وتواصلت نجاحات الفرقة في تشكيل واجهة لنجاحات المنظمة غير الحكومية التي تهتم بتعليم ما بين 1300 و1400 طفل، وتستمر في إدامة حياة برنامج تربوي وبيئي واجتماعي متكامل في آن معا.