دارين سلام: السينما مقياس لوعينا الحضاري
حاورها/ حسين نشوان-عمان
دارين سلام مخرجة شابة في العقد الثاني من عمرها، تتحدث عن السينما كما تحكي عن حلم طفولي، ربما لأنها تعتقد أن الحياة يمكن اختزالها في شريط سينمائي أو قصة.
هي تقول بإصرار إن الفيلم ينطوي على رسالة، لكن هذه الرسالة تبقى في إطار النوايا التي تلامس عتبات الأشياء دون الاشتباك معها، كما أن واقعيتها تميل للتنبيه والنقد الذي تقصد به الحوار وليس الاحتجاج.
التقتها الجزيرة نت فكان هذا الحوار عن السينما وتجارب الشباب في صناعتها:
كيف دخلت في حقل صناعة الأفلام؟
لم أحاول أن أدخل في هذا المجال، وإنما وجدت نفسي مندفعة بشغف كبير وواضح بسن مبكرة لرواية القصص عن طريق الصور والرسومات، والذي ترجم لاحقا بصناعة الأفلام. ذلك الشغف دفعني لإنتاج أول فيلم قصير في دقيقتين، بينما كنت أدرس التصميم الغرافيكي. وتبع ذلك ورشة عمل قامت بها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام عام ٢٠٠٨ وكانت تجربة مهمة لي، وحصلت على منحة دراسية في معهد البحر الأحمر للفنون السينمائية بالعقبة (400 كلم جنوب العاصمة عمّان) حيث لم تقتصر التجربة على صقل موهبتي أكاديميا وإنما كانت من أروع التجارب التي مررت بها في الحياة.
وما موقف المقرّبين منك عندما اخترت هذا المجال؟
أنا محظوظة جدا لتفهم أهلي ومساندتهم الدائمة لي معنويا وماديا وأيضا فكريا، فقد وجدت التشجيع المستمر والتفهم لظروف عملي الصعبة وإيمانهم الكبير بي وبأنني سوف أنجح. وأنا أعتبر أن أي نجاح حققته بحياتي وسوف أحققه إن شاء الله فسيكون بسبب حب أهلي لي ووجودهم في حياتي.
كيف تختارين موضوع الفيلم والسيناريو وطريقة التصوير؟
بالنسبة لي الفيلم هو فكرة، وأهم شيء هو أن أكون مؤمنة بهذه الفكرة وأن تحمل رسالة، وبدوري كمخرجة أقوم بإيصال هذه الرسالة. بالنسبة للكادر الأردني، فلدينا العديد من القدرات والمؤهلات والخبرات لصناعة أفضل الأفلام التي لا تقل جودة عن أي بلد آخر في العالم.
ما المشكلات والتحديات التي تواجه صناع السينما الشباب؟
هنالك ضعف في الإمكانيات المادية وتوفير المعدات المطلوبة أحيانا، صناعة الأفلام مكلفة جدا، خصوصا عندما تبحث عن الجودة التي تدعم فكرتك المهمة. هنالك بعض الدعم يأتي من بعض الأفراد ولكنه ليس كافيا، وأعتقد أن الناس ليس لديهم الوعي الكامل بأهمية السينما حتى الآن وكيف أنها لا تقل أهمية عن أي مجال آخر، فالسينما هي مقياس للمستوى الثقافي والحضاري لأي بلد.
وكيف تروجين لأفلامك في المهرجانات؟
أحاول الترويج لأفلامي بصورة احترافية، لكن لم أتعامل مع شركات مختصة في هذا المجال، وفوز أفلام لي في مهرجانات عربية وعالمية عديدة كان عن طريق تواصلي الشخصي معهم، وبعض التواصل كان عن طريق الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.
وماذا عن التمويل الذي يقابل غالبا بتوجس بسبب طبيعة الجهات الممولة؟
تفكيري دائما ينصب باتجاه الأمور الفنية المتعلقة بعملي الفني، وقد حاولت في السابق والحاضر وسأحاول في المستقبل البحث عن تمويل مادي يمكنني من إنجاز أو تنفيذ أعمالي لإيصال رسالتي الفنية باتجاهي وتوجهي الشخصي الواضح، بشرط ألا يمس حريتي الفكرية.
وهل يعد ارتباط سينما الشباب بقضايا المجتمع تعبيرا عن حالة احتجاجية؟
لم أنتج أيا من الأفلام بنية أو هدف الاحتجاج، وإنما للانتقاد والتنبيه على بعض القضايا الاجتماعية والإنسانية. الاحتجاج ليس أسلوبي.
وما مشروعك السينمائي الجديد وطموحك في هذه الصناعة؟
بدأت بكتابة فيلمي الطويل الأول "فرحة"، أما عن طموحي فهو أن أصنع بصمتي الخاصة في مجال السينما، وأنا أحلم بإنتاج أعمال تترك أثرا لدى الجمهور وتبقى معهم كفيلم "عمر المختار" و"الرسالة" للراحل مصطفى العقاد.