تكريم 29 عالما وأديبا وتربويا بالأردن

توفيق عابد-عمّان
وعبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أمين محمود في كلمة خلال حفل التكريم عن احترامه وتقديره للنخبة من عمالقة الفكر والأدب، وقال إن الفكر والعلم والأدب تحدد مسار أمتنا المستقبلي، ووصف هؤلاء بأنهم "خريطة طريق لمستقبل الأمة".
وأشار الوزير في كلمته إلى الفكر والأدب الذي يشدنا لتراثنا والإنجاز العلمي الذي كان يشكل مرتكزات الإشعاع للعالم بمجمله، وقال "هذه رسالتنا القائمة على المزيد من الدراسات والبحث العلمي".
وطرح تساؤلا على النخبة المكرّمة "كيف استطاعت شعوب كانت متخلفة أن تتقدم علينا بمراحل وأصبحنا نلهث وراءها كشعوب شرق آسيا التي استطاعت أن تتبوأ مراكز متقدمة علميا وثقافيا واقتصاديا!!". وقال "نحن أصحاب رسالة في العلم والأدب"، وتساءل مجددا "ماذا حلّ بنا.. ولماذا تراجعنا وتقدم غيرنا!!" مطالبا نخبة العلماء والأدباء بتقديم إجابات.

الثورات العربية
بدورها، طالبت رئيسة منتدى بيت الثقافة والفنون الدكتورة هناء البواب بأن تضع ثورات الربيع العربي في اعتبارها قضية تعزيز قيم وقيمة العلم وتقدير العلماء لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة.
وقالت هناء البواب إنه في الوقت الذي تنشغل فيه الشعوب العربية بسقوط الأنظمة والحكومات هناك شعوب وأنظمة وحكومات مشغولة بالعلم وقضاياه وعلوم الحاضر والمستقبل الحديثة كالخلايا الجذعية وهندسة الأنسجة وطب التجديد وغيرها.
وتمنت في كلمتها أن تكون الثورات والانتفاضات العربية أرضية خصبة لزراعة بذور العلم والحرية والديمقراطية لتنمو وتزدهر معها قيم العلم وتقدير العلماء وإنتاج البحوث العلمية الرصينة التي تفيد مجالات التطوير والتنمية.
ولفتت إلى أنه لن تكون لنا قيمة وقامة بين الدول والشعوب إلا بتقدير العلم والعلماء، متسائلة "هل ستتمخض ثورات الربيع العربي عن ثورات أخرى في تعزيز ونشر ثقافة قيمة واحترام العلم والبحث العلمي وتقدير العلماء لبناء وطن ومواطن عربي جديدين؟".

الأردن والتميز
أما مدير مسرح عمون محمد ختاتنة، فاعتبر أن تكريم العلماء والأدباء اعتراف وتقدير لدورهم الفاعل وعطائهم المتميز في إثراء الحركة العلمية، وقال إن الأردن يزخر بالمتميزين ويصعد بمسيرة العلم بشكل ينافس العالم ويتبوأ المراكز المتقدمة في مجالات العلم.
وأضاف أن الاحتفاء بعلمائنا وأدبائنا جاء ليعزز من روح العلم والعلماء التي باتت منسية لدى الأجيال، مؤكدا أن التكريم سيكون سنويا مساهمة من مسرح عمون في الحراك الثقافي العلمي والأدبي.
وبعد أن أثنى وزير الثقافة الأسبق الدكتور صلاح جرار على مبادرة مسرح عمون وبيت الثقافة والفنون، والتي اعتبرها شكلا من أشكال التعبير عن تقدير مؤسسات المجتمع المدني، قال "إننا نمر في مرحلة تستدعي إعادة النظر في أسباب أزماتنا على مختلف الصعد، والالتفات لدور أصحاب الرأي والفكر في تجاوز هذه الأزمات".
وقال جرار للجزيرة نت إن رجال الفكر هم القادرون على تشخيص الواقع ومعرفة أسبابه وتقديم الوسائل الكفيلة بتجاوزه، لذا فإن التكريم إشارة حميدة على أن هناك إدراكا لدور الثقافة والعلم في تجاوز أزماتنا كما استطاعت أمتنا في سالف عهدها أن تبني من خلال الثقافة والعلم حضارة بلغت شأنا وما زالت آثارها ماثلة حتى اليوم.
وردا على سؤال لماذا تأخرنا؟ رأى جرار أن أسباب تقدم الآخرين هو أخذهم بأسباب الحضارة بمكوناتها القيمية والمادية، في حين يعود تراجعنا إلى تنازلنا عن كثير من القيم التي تمثل جوهر البناء الحضاري مثل العدالة والحرية والمساواة وحقوق المواطنة.
ملتقى الحياة
من جهته، عزا الأمين العام لحزب الحياة ظاهر عمرو تراجع الأمة العربية إلى فقدانها الحرية السياسية وتمزقها وتغليب المصلحة الذاتية على المصلحة العليا، وقال "لن نقف إلا إذا كان المعلم والعلم في المقدمة لتخريج جيل يمتلك إرادة التغيير".
ودعا في حديث خاص للجزيرة نت إلى تغيير الإستراتيجيات التي أثبتت فشلها عربيا، متسائلا بقوله "لماذا يبرز علماؤنا في الخارج؟".
وتمنى عمرو تأسيس ملتقى باسم "ملتقى الحياة" ليكون مظلة لعلمائنا الذين وصفهم بالثروة القومية، وقال إن إسرائيل سبب تخلفنا ولن نتقدم ما دامت موجودة على أرض فلسطين التاريخية.

حالة نشطة
وفي حديث خاص للجزيرة نت، وصفت الشاعرة عائشة الحطاب الحالة الثقافية في الأردن بأنها نشطة وتتميز بالاختلاف والتنوع، وقالت إن باب الثقافة أصبح مفتوحا للشعراء وتمثيل الوطن في مهرجانات خارجية والتي اعتبرتها حاضنة لتبادل التجارب والخبرات.
واشتكت عائشة الحطاب من غياب الإعلام عن الساحة الأدبية وتغطية الفعاليات الثقافية وإبراز المبدعين وتعريف الجمهور بهم.
ونفت أن يكون الشعر الشبابي بالأردن ذاتيا وفق ناقدين، وقالت إنه يهتم بقضايا الوطن والحياة بشكل عام ولا يقتصر على الذاتية البحتة.
بدوره تحدث الكاتب أحمد الغماز عما هو طارئ وغير مقبول على الساحة الثقافية بالأردن كتغييب الأسماء الكبيرة والمهمة من شعراء وروائيين وقاصين، وإظهار أسماء مغمورة وهواة ممّا ينسحب سلبا على الواقع الثقافي.