الكشف عن أشعار مجهولة للعقاد
تحت عنوان "المجهول والمنسي من شعر العقاد"، صدر في القاهرة كتاب جديد عن الدار المصرية اللبنانية، يكشف الكثير من قصائد وأشعار غير معروفة للأديب والشاعر عباس محمود العقاد، لم تنشر في دواوينه العشرة المطبوعة.
ومؤلف الكتاب هو الباحث محمد محمود حمدان المتوفي قبل عامين، وهو آخر تلاميذ العقاد، كما يصفه الكتاب. واستطاع كشف هذا "الكنز المعرفي والأدبي بعد بحث وتنقيب على مدى ستين عاما من نظم العقاد للشعر، ومن بين طيات الصحف والمجلات وثنايا مذكرات أصدقاء الأديب الراحل وتلاميذه".
وفي المقدمة التي كتبها الشاعر عبد اللطيف عبد الحليم "أبو همام"، أشار إلى أن العقاد من القلائل في عالم الشعر الذين لم يكفوا عن النظم طوال حياتهم، إذ المعروف أن أغلب الشعراء يتوقفون عن نظم الشعر بعد فترة الشباب.
بلاغة مزدوجة
كما يعد العقاد -وفق أبو همام- من القلائل الذين جمعوا بين بلاغة النظم وبلاغة النثر في آن واحد، مثل أبي العلاء المعري وعلي الجارم وإبراهيم عبد القادر المازني وغيرهم.
وأثنى كاتب المقدمة على جهد المؤلف في جمع هذه القصائد والأبيات، "وهو جهد يضني كثيرا من الباحثين المدققين، لكنه لا يضني رجلا في إخلاص المؤلف".
ورأى أن هذه القصائد لم تجد حظها من النشر بسبب "المواءمات السياسية"، حيث كان العقاد من المشتغلين في بعض الفترات بالعمل السياسي المباشر، وانضم إلى الحزب السعدي، بعد أن اختلف مع النحاس باشا زعيم حزب الوفد آنذاك، وكان عضوا في البرلمان.
الكتاب يقدم القصائد المجهولة بلا ترتيب معين، لكنه يذكر غالبا الظروف أو المناسبة التي قيلت فيها، سواء كانت مناسبة عامة أو خاصة أو سياسية أو اجتماعية أو أدبية |
وهناك قصائد لم تنشر بسبب اندفاع فكري مؤقت، ثم تغير الموقف حسبما ذكر العقاد نفسه، في إشارته لإحدى قصائده في بداية حياته الأدبية، وفق حمدان.
وبالإضافة إلى ذلك، توجد قصائد كثيرة نشرتها الصحف والمجلات، ولكن بقيت مجهولة حتى استخرجها المؤلف وجمعها في هذا الكتاب.
والكتاب يقدم القصائد المجهولة بلا ترتيب، لكنه يذكر غالبا الظروف أو المناسبة التي قيلت فيها، سواء كانت مناسبة عامة أو خاصة أو سياسية أو اجتماعية أو أدبية، ابتداء من صدور أول كتبه "خلاصة اليومية" عام 1912، وكان عمره وقتها 23 عاما.
وفي هذه الخلاصة كان العقاد يسجل "الخواطر والتعليقات وأبيات الشعر" التي نظمها حتى لا ينساها، وممكن أن تتضمن أبياتا من الشعر، ورغم حداثة هذه الفترة فقد ضمت شعرا قويا، لغة ومعنى.
ومن بين القصائد الطويلة التي نشرها الكتاب قصيدة "مجنون ليلى"، وهي مكونة من 46 بيتا، ونشرت عام 1913، وهناك أيضا رواية كتبها العقاد شعرا، بعد صدور رواية "قمبيز" لأمير الشعراء أحمد شوقي، وتتكون من أكثر من مائة بيت، في تتابع روائي جميل.
ويستمر الكتاب في تتبع هذه الأعمال المنسية والمجهولة حتى رحيل الأديب والشاعر الكبير في مارس/آذار 1964، لتظهر بعد نصف قرن من وفاته وفاء للشعر والأدب الذي كرس لهما حياته.