مهرجان السوسنة يجمع شعراء عربا بعمّان


".. على ضفة النهر، من جنوب الشام
عهد لا لبس فيه..
الدم بالدم، والعين بالعين، والسن بالسن، والبادي أظلم
وعلى الضفة الأخرى:
– أبواق الماعز الجبلي تعلن النفير
– الرابي يمسح الغبار عن تابوت العهد القديم
– وأورشليم، تمني النفس بحصاد وفير:
رقاب الرجال، أقراط النساء، وقمح وقناطير
– أوقفوا الشمس فوق الجبال، فرائحة الشواء شهية
والنهار قصير..
قال رب الجنود..
ومروا، أو هكذا ظن العابرون
لم يمروا كما مروا من قبل"

تقليد سنوي
وركّز رئيس لجنة الشعر برابطة الكتاب لؤي أحمد في كلمته على الرابطة القوية بين الكتاب والمبدعين مهما اختلفت مشاربهم واتجاهاتهم، وقال إن الرابطة واللجنة تقفان على مسافة واحدة من المبدعين، والمعيار هو النص الإبداعي.
نذرف الدمع على حال العرب
أين نحن الآن وفي أي ضباب
كأن القوم ما كانوا هنا
وما كان الصواب
أين أشجاري وسفوحي وجبالي…
طلقة في الهواء
لم تصب أحدا
لم تخثر دما فوق عنق الغزال
سوف أفتح كفن
كي يتدرج هذا الكون
لا حب في الأرض يكفي
لكي تضع الحرب أوزارها
قطفوك عن الغصن
يا عار من قطفوك
لكي تثمر المقصلة
وألقى الشاعر الفلسطيني يوسف عبد العزيز أربع قصائد "سيرة ذاتية و" بورتريه" و"ضحك أسود " و"ضجر" أهداها لصديقه الشاعر يوسف أبو لوز، ومنها:
وحدنا في المساء أنا وصديقي
على حافة البحر نلعب بالدمع
والريح صفراء تصفر لحن الجنون
أصلّي وروحي لقبلتي الأولى
أطهر جبيني في تراب اشتقت له
ندخلها آمنين
جيل آت رضع من ثدي الكرامة
نزع جلباب الخوف
حطم أصنام الجاهلية
صدحت المآذن نبوءة فجر
حي على الفلاح
يا قدس يا قدس ليل طويته
فجر صار لناظره قريب

من جانبه، وصف الشاعر محمد سمحان الحالة الشعرية بالأردن بأنها كالأزهار البرية، حيث لا رعاية ولا اهتمام. وقال إن قوة الشعر بالأمة تدفع شعراءها لاعتلاء المنابر، وإن ديوان العرب بدأ يتراجع لصالح الأجناس الأدبية الأخرى بعد غياب رموزه الكبيرة.
وطالبت الشاعرة الفلسطينية القادمة من الناصرة إيمان مصاروة بأن يكون المثقف معلّما للسياسي، باعتيار أن الثقافة واجهة السياسة، وأشارت إلى وجود حراك ثقافي في فلسطين لم يشهد له مثيلا نتيجة ما يعانيه الفلسطينيون من خذلان عربي ومحلي.
من ناحيته، أعرب أمين سر لجنة الشعر محمد خضير عن أسفه للموجة الشبابية التي اتجهت للنثر بسبب انتشار مواقع التواصل الاجتماعي واستعمال اللغة الدخيلة التي أساءت للفصحى واستبدلت القصيدة العمودية بالنثر، مشيرا إلى أنه على الشعر الحقيقي الالتزام بالعروض وأدواته.
بدوره، حذر الشاعر راغب القاسم من الشخصنة والمديح في الشعر لأنهما -وفق رأيه- يفقدان الأدب مكانته الصحيحة، وقال إنه لم ينظم قصيدة مدح لأحد وتغنى بالوطن والشعب والقضية والإنسانية.