اختتام مهرجان الخرطوم لفيلم الهاتف الجوال



عالم الصورة
من جهته، قال رئيس المهرجان سيف الدين حسن إن الهدف الأساسي من التظاهرة كان إتاحة فرصة للشباب للتعبير عن أفكارهم الخاصة والخروج بها من عالمهم الافتراضي المغلق إلى عالم أوسع، من خلال المحمول الذي أصبح الأداة الأبرز في حياتهم اليوم.
وأشار إلى أن الشباب السوداني يعيش الآن في عالم الهاتف الجوال وهم يتبادلون من خلال الكاميرا بشكل أساسي أفكارهم ورؤاهم ورؤيتهم للحياة.
وأكد للجزيرة نت أن الأعمال المقدمة للجنة المهرجان كشفت عن وعي عميق من الشباب بقضايا بلدهم ومجتمعهم، وعن شجاعة في الطرح والتناول كأبرز سمات الفن الحقيقي، وهو ما يدفعهم كمنظمين للتوقف أمامها والتفكير في كيفية دعم منتجيها ودفعهم على هذه الطريق التي أحبوها.
وحظي المهرجان الذي يهدف إلى تشجيع المواهب الشابة على استخدام عدسة الجوال في تنفيذ أفكارهم وأعمالهم، بمتابعة واسعة من هواة الفن والتصوير السينمائي في السودان من الشباب والنقاد، ولقي رعاية رسمية من نائب رئيس الجمهورية السوداني بكري حسن صالح وجهات حكومية وشركات خاصة.
وشهد حفل الختام عرض مجموعة من الأعمال المشاركة في المسابقة والتي انتزعت بدورها إعجاب الجمهور الحاضر وتفاعله، مثل أفلام "ماسك" و"حلم" و"أنا ولكن" و"درس" و"روبابيكيا".
كما كشفت ورشات وندوات وكواليس المهرجان عن اهتمام كبير بعدسة الجوال لدى شريحة الشباب، كأداة يمكن توظيفها في التعبير عن الأفكار والرؤى وإنجاز الأعمال الفنية، وعن رغبة كبيرة لدى المشاركين في اكتساب المعرفة والتقنيات اللازمة لتطويعها في إنتاج أعمال فنية بصورة احترافية.

جسر إلى العالم
"كانت خمس دقائق فقط كافية لأعلم أنني أسير في الاتجاه الخاطئ، وأن الجوال يمكن أن يكون جسري للعالم"، هكذا استهل المشارك محمد الأمين عثمان (22 سنة) حديثه للجزيرة نت حول علاقته بعالم الجوال ودخوله مجال الإنتاج الفني عبر هذه التكنولوجيا، مضيفا أن هذا الاكتشاف جاء بعد توثيقه لمناسبة عائلية مهمة من خلال أول هاتف ذكي يمتلكه.
ويؤكد الأمين أن مشاهدته لهذا التوثيق -الذي كان في حدود خمس دقائق- غير من خططه في امتهان الصحافة المكتوبة، لأنه أحس أن الكاميرا يمكن أن تعبر عنه أكثر من أي كلمة مكتوبة، فأصبح الهاتف رفيقه الدائم أينما ذهب وظل في حالة دائمة من الاستعداد والتحفز لالتقاط كل ما يدور من حوله.
ويضيف أنه عمل خلال السنوات اللاحقة على تطوير معرفته بتقنية التصوير من خلال الجوال، وجرب ضمن ورشة تضم أصدقاءه إنتاج الكثير من أفكاره الخاصة في إطار التوثيق والدراما أو حتى إنتاج التقارير الإخبارية، لكنه يطمح في تطوير معارفه بشكل أكبر والحصول على التدريب والمعدات المناسبة لتحويل أفكاره ومشاريعه المؤجلة إلى أعمال يشاهدها الناس.
الحضور الجماهيري الكبير للندوات والأفلام المقدمة داخل المنافسة الرسمية وخارجها لم يكن مدهشا لأنس رمسيس، وهو من عشاق السينما بشكل عام ومن المتلهفين لمعرفة حدود ما يقدمه الجوال في هذا المجال الممتع.
ويقول رمسيس للجزيرة نت إنه تابع فعاليات المهرجان منذ انطلاقتها، ولم يغفل فيلما أو ندوة لما تتضمنه من غنى وإضافة له، وأيضا البعد الذي أضافه وجود الشباب للمهرجان من حرية وتجدد.
وأشار إلى أن الفيديوهات المقدمة من السودان كشفت عن مخزون من الرؤى المختلفة والاجتهادات ينبغي احترامها، رغم عدم وجود منصات للعرض أو فعاليات أو جمعيات لمنتجي هذا النوع من الفن.
وأضاف أن هذا المهرجان كان بمثابة متنفس مهم للمنتجين الشباب وعشاق السينما، وقدم فرصة كبيرة للجمهور للاستمتاع بأعمال قيمة، ومعرفة خفايا هذا العالم الذي يتطور بسرعة.