أغاني مطرب ثورة يناير ممنوعة في الإذاعة المصرية
"عاجل ومهم للغاية.. يمنع إذاعة أي أغنية على أي محطة للمغني حمزة نمرة وفورا.. عبد الرحمن رشاد، عضو مجلس الأمناء المنتدب ورئيس الإذاعة المصرية". هكذا جاء نص القرار الذى تلقت جميع المحطات الإذاعية المصرية نسخة منه، وسرى تطبيقه منذ يوم 12 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
وأرجع رئيس الإذاعة المصرية سبب اتخاذ قراره لـ"معارضة" المطرب الشاب للنظام الحاكم في مصر حاليا. وأضاف "من يعارض النظام الحاكم يعارض بالتبعية إعلام الدولة الرسمي، بل جموع الشعب المصري، لأن هذا النظام هو الذي يحارب الإرهاب حاليا نيابة عن كل المصريين".
وتابع رئيس الإذاعة المصرية "الشعب هو الذي خرج في ثورة الثلاثين من يونيو/حزيران التي لا يعترف بها نمرة ويقدم أعمالا فنية تترحم على ثورة 25 يناير/كانون الثاني التي يراها انتهت في الثلاثين من يونيو لأنه أدى لانقلاب عسكري وليس إلى ثورة".
ورفض رشاد الاتهامات التي توجه للإعلام الحكومي بسبب تبنيه وجهات نظر النظام الحاكم ومنع من يخالفها الرأي، قائلا "النظام الحاكم هو الذي يحارب الإرهاب نيابة عن الشعب المصري كله، فأصبح لزاما علينا أن نصطف في خندق الوحدة والتآلف الذي يحاول النظام فرضه حاليا، وألا نقف في خندق المعارضة التي تضر بمصالح الوطن".
عودة للوراء
من جانبه، أبدى الناقد الفني طارق الشناوي "انزعاجه الشديد" من قرار رئيس الإذاعة المصرية، متسائلا "لماذا يصرون على العودة بنا للوراء".
وروى الشناوي كيف أنه عقب نجاح ثورة 23 يوليو/تموز 1952 في الإطاحة بالملك فاروق من على عرش مصر، تعالت الأصوات المنادية بمنع أغاني المطربة المصرية الراحلة أم كلثوم بدعوى أنها صوت العهد الملكي الذي قدم العديد من الأغنيات التي تمتدح شخص الملك.
واستدرك قائلا "محاولات منع أم كلثوم فشلت في الخمسينيات، فكيف بمحاولات منع حمزة نمرة أن تنجح ونحن على مشارف عام 2015؟".
وأضاف "بناء على ما سبق لن يضير هذا القرار الفنان الشاب، وإنما يضير قادة الإعلام الرسمي المصري المصرّين على إقصاء كل صوت فني معارض إرضاء للنظام ولو على حساب مهنيتهم".
واشتهر المطرب الشاب حمزة نمرة كأحد مطربي ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، ومالت مواقفه السياسية إلى ما يسمى بـ"التيار الثالث" الرافض لحكم جماعة الإخوان المسلمين وحكم الشخصيات القادمة من خلفية عسكرية.
ورغم معارضته لحكم الإخوان فإنه رفض إزاحة الرئيس الأسبق محمد مرسي عن الحكم في 3 يوليو/تموز 2013، ووصفها في تصريحات صحفية بـ"الانقلاب"، وشارك في مسيرات رافضة لفض اعتصام ميداني رابعة العدوية والنهضة لأنصار مرسي يوم 14 أغسطس/آب من العام الماضي.