معرض تشكيلي بالقاهرة يحتضن أعمال كبار الفنانين
بدر محمد بدر-القاهرة
وينتمي الفنانون المشاركون في المعرض إلى أجيال متعددة ومدارس فنية مختلفة، ويقدمون أكثر من ثلاثين عملا فنيا في مجالات النحت والرسم والتصوير وغيرها، تعرض على الجمهور لأول مرة.
وقال مدير "الغاليري" الفنان محمد طلعت إن هذا المعرض من المعارض المهمة التي يبتدئ بها الموسم هذا العام، حيث تعرض فيه أعمال الفنان التشكيلي الراحل عبد الهادي الوشاحي وعدد من الفنانين الكبار، منهم مصطفى الرزاز وأحمد شيحة ورضا عبد الرحمن وخالد زكي.
وأشار طلعت في حديثه للجزيرة نت إلى أن فكرة المعرض تقديم آخر الأعمال الفنية التي أنتجها الفنانون خلال عام، وكلها أعمال فنية لها علاقة بمصر الوطن، وبالتالي هناك شعور بحراك في الحركة الفنية بعد بطء في السنوات الثلاث الماضية.
متعة بصرية
وأضاف طلعت أن جمهور المعرض يتنقل بين عوالم من الإبهار والمتعة البصرية. ففي مجال التصوير يشارك الفنان أحمد شيحا المعروف باستخدامه خامات متنوعة تضفي على أعماله عمقا بصريا وثراء في المضمون، وكذلك لوحات الفنان مصطفى الرزاز وأسلوبه التصويري المتفرد.
كما تحدث مدير "الغاليري" عن مشاركة نازلي مدكور بأعمالها التي تحمل طابعا إبداعيا في مجال التصوير، سواء في بنائية العمل أو تكويناته اللونية. وهناك لوحات الفنان رضا عبد الرحمن الذي استطاع أن يجعل الأسلوب الرمزي رغم ندرة عناصره يروي مواضيع وقضايا مجتمعية، ولكن في إطار من الخيال الأسطوري يبلغ الغاية في التشويق، على حد قوله.
وفي مجال النحت، يضم المعرض مجموعة من أعمال الراحل عبد الهادي الوشاحي التي يمكن وصفها بأنها "خوالد" الوشاحي النحتية، وتتجاور معها تماثيل خالد زكي البرونزية المعبرة عن هموم واهتمام الإنسان في صور نحتية بليغة.
لمسة مصرية
من جهته، قال النحات ياسر بكار إن المعرض يتميز هذا العام بأنه ضم فنانين استطاعوا التعبير عن فنهم بلمسة مصرية خالصة رغم اغتراب بعضهم في الخارج وبُعدهم لفترات طويلة عن أرض الوطن.
وأضاف بكار للجزيرة نت أن الفنان خالد زكي سافر واغترب ودرس تقنيات حديثة، ومع ذلك نجده يتعامل مع فنه بمصرية صادقة تعبر خير تعبير عن البيئة المصرية.
بدورها، أشارت الناقدة التشكيلية هدى عبد الهادي إلى أن المعرض يحمل قدرا كبيرا من الإبداع، ومنها أعمال الفنان فتحي عفيفي التي تتميز بأسلوب خاص تعكسه خشونة اللمسات والألوان المتجانسة والمنظور الطائر، مع لجوئه أحيانا إلى الأبيض والأسود، مع الخدش على المسطحات السوداء.
أما أعمال الوشاحي فترى هدى أنها تسير في أغوار الأحاسيس ولا تنطق بصوت عال، فهي مجموعة من المشاعر والرغبات والشجن يستحضرها الحنين إلى الوطن، ومن خلال الرمز ندخل دراميا إلى عالم الفنان.
جمهور قليل
ويرى سعيد مصطفى (محاسب) وهو من الجمهور الوافد على المعرض، أنه يضم مجموعة من التحف الفنية الرائعة التي تمنح المشاهد أحاسيس وعوالم مدهشة تدل بالفعل على موهبة أصيلة.
وعبّر مصطفى للجزيرة نت عن أسفه بسبب قلة عدد الجمهور الذي حضر الافتتاح رغم أهمية المعرض، لكنه علل ذلك بظروف دخول المدارس وقرب حلول عيد الأضحى المبارك.
لكن سميرة حسن (موظفة) ترى في حديثها للجزيرة نت أن مستوى المعرض يتناسب أكثر مع النخبة التي تبحث عن الأعمال الفنية المركبة، ولا تناسب الجمهور العادي الذي يحتاج إلى التبسيط مع الإبداع، وبالتالي ربما يكون هذا سبب قلة الحضور.