أشعار من عمان تحتفي بعالمية الشعر


كما قدمت مجموعة الترجمة بجامعة السلطان قابوس عددا من القصائد العمانية مترجمة إلى الإنجليزية وأخرى عالمية مترجمة للعربية، منها قصيدة "أنا بيل لي" للشاعر الأميركي الكبير إدغار ألن بو، و"الطريق الذي لم يسلك" لروبرت فروست و"المداخن" للشاعر وليام فروست.

شعر بكل اللغات
وقرأ الشاعر عبد الرحمن الخزيمي في الاحتفالية قصيدتين شعبيتين من الشعر العالمي ترجمت إلى الشعر الشعبي العماني، إحداهما للشاعر الإنجليزي وليام شكسبير بعنوان "يمكن أن أقارنك بورود الصيف". وألقيت نصوص عمانية مترجمة للانجليزية لشعراء عمانيين بينهم سماء عيسى وخميس قلم وعبد الله الريامي.
ومن البلوشية قرأ الدكتور خالد البلوشي قصائد بلمحة صوفية مترجمة للعربية للشاعر عبد المجيد البلوشي-الجواذري- حملت عناوين "العبادة" و"الشيطان والملك" و"صراخ الصمت" وغيرها.
ومن الشحرية، ألقى الباحث محمد بن مستهبل الشحري نصوصا متنوعة من اللهجة الشحرية صورت فسيفساء التنوع الثقافي والتعبير عن الإعجاب بجمال الطبيعة وحب الوطن. كما تضمنت الأمسية قصائد من الشعر الحديث للدكتورة فاطمة الشيدي والشعراء زهران القاسمي وعوض اللويهي ويحيى الناعبي.
وفي كلمة باسم أصدقاء الشعر بعمان تساءل الشاعر سماء عيسى عن دور الشعر في الأحداث الحالية بالمنطقة، مشيرا إلى أن الاحتفال بيوم الشعر العالمي يأتي هذا العام والتساؤل عن دوره يزداد في خضم الأحداث المتسارعة التي تعصف بمواطن الشعر العربي مشرقا ومغربا".
وبشأن تنويع الإلقاء الشعري من لهجات مختلفة، وصف عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للكتاب الدكتور هلال الحجري للجزيرة نت هذه الخطوة بأنها الأولى من نوعها على الصعيد المحلي وجاءت في سياق فسح الطريق للغات غير السائدة عالميا باعتبار أن الإبداع غير مقصور على لغة محددة.
واعتبر أن تسليط الضوء على شعر اللهجات غير السائدة كالشحرية والبلوشية كسر لمسار الهيمنة الثقافية للغة الإنجليزية التي سيطرت على الأدب العربي ردحا من الزمن، ومحاولة لفتح أبواب لمعين آخر للشعر أمام العالم بما يتوقع أن يكون إثراء كبيرا للشعر العالمي.
ودعا الحجري المؤسسات الثقافية والتعليمية بالمنطقة العربية لتبني اللغات واللهجات غير السائدة وتدريسها كمساقات أو أقسام كأقسام اللغة الإنجليزية والفرنسية وغيرها.

قوة النص الشعري
وبشأن ما يتداول في الساحة الثقافية المحلية من رؤى وفرضيات بشأن غلبة النص الشعري على أجناس الإبداع الأخرى من قصة ورواية، يرى الحجرى أن هناك توازنا بين مختلف الأنشطة الأدبية دون غلبة لجنس إبداعي على الآخر.
ويشير الحجري إلى زيادة حجم المطبوعات الشعرية في فترة السبعينيات من القرن الماضي، والتي شهدت اهتماما رسميا بالموروث الشعري العماني وطباعته، في وقت لم يكن فيه كتابات روائية أو سردية كثيرة قبل السبعينيات.
في السياق أكد الباحث خميس العدوي للجزيرة نت أن تقدم الشعر على أصناف الأدب الأخرى في سلطنة عمان أمر طبيعي، وينسجم مع التنشئة الثقافية للمجتمع العماني الذي يتميز بوفرة نتاجه الشعري، مشيرا إلى ضرورة عدم الاستهانة بالنتاج الأدبي من قصة ورواية في النصف الأخير من القرن الحالي.
واعتبر العدوي أن القصة العمانية حققت رواجا، لكنه لا يقارن مع انتشار الشعر، مؤكدا حاجة الشعر العماني رغم وفرته إلى الانتشار العربي والعالمي، وحاجة الإبداع المحلي إلى النقد أيضا.