ربيع العرب يزهر في أمستردام

نصر الدين الدجبي-أمستردام
استوقفت الثورات العربية فعاليات مهرجان السينما العربية في أمستردام، رغم عدم وجود وقت كاف لإنجاز المنتجين والمخرجين أعمالا فنية معمقة يمكن أن تشارك، حسب ما صرح به مدير المهرجان للجزيرة نت على هامش اختتام فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان في العاصمة الهولندية.
وكانت قد تواصلت فعاليات المهرجان لعشرة أيام لتفسح المجال لانتقال النشاطات إلى مدن هولندية أخرى.
وقال مدير المهرجان عادل سالم إنه رغم ضيق الوقت واستمرار نار الثورات العربية بحيث لم يسعف الوقت المبدعين لإنتاج سينمائي متكامل ومركز لما بعد الثورات العربية، فقد كانت هذه الثورات حاضرة وبقوة في مناقشات الحضور والمبدعين لفعاليات المهرجان.
وأضاف مدير المهرجان في حديث للجزيرة نت "رغم هذه الأسباب الواقعية لغياب أفلام ما بعد الثورات تمكنت إدارة المهرجان من عرض عدد من الأفلام التي أنجزت قبل الثورة وتشخص الاحتقان الذي أشعل نار الثورة في الدول العربية".
وتابع "أقمنا ندوات شارك فيها فنانون ومبدعون تطرقت لأسباب الثورات واستدعينا فرقة فنية كانت تحشد الشعب المصري على امتداد أيام اشتعال الثورة في مصر". وأكد أنه "رغم الأزمة الاقتصادية الخانقة والتقشف المميت للثقافة" في هولندا امتلأت قاعات العرض بالحضور على امتداد فعاليات المهرجان.

مشاركات متنوعة
وشارك في المهرجان فيلم "الخروج من القاهرة" الذي صور فيه مخرجه المصري هشام عيساوي قصة حب بين فتاة قبطية وشاب مسلم ضاقت به الحياة ليفكر في الهجرة باحثا عن آفاق أرحب، وشريط "6..7..8" لمخرجه المصري محمد دياب الذي يتعرض لقضايا المرأة والتحرش الجنسي، وفيلم "بنتين من مصر" بطولة صبا مبارك وإخراج محمد أمين.
كما عرض المهرجان فيلم "رسائل بحر" بطولة آسر ياسين وإخراج داود عبد السيد، وفيلم "ميكروفون" للمخرج أحمد عبد الله. وشارك من لبنان شريط "شيوعيين كنا" لماهر أبو سمرا وشريط "تيتا ألف مرة" لمحمود قعبور.
وكذلك شاركت في دورة المهرجان -الذي يعقد كل سنتين- فيلم "أزهار كركوك" للمخرج "فريبورز كامكاري" الذي يتناول علاقة حب تجمع فتاة عراقية عربية مع شاب كردي.
ندوات
وتضمنت فعاليات المهرجان ندوتين للربيع العربي، دارت الندوة الأولى حول دور الثورات والاحتجاجات العربية في تغيير الواقع والآثار التي تركتها على المشهد الفني والثقافي في الشرق الأوسط، أما الندوة الثانية التي تحمل عنوان "قضايا عائلية" فتركز على دور المرأة في الثورات العربية وما يمكن أن تقدمه التغييرات الحاصلة سياسيا على مكانة المرأة وحضورها في مختلف نواحي الحياة.
شاركت فرقة "مسار إجباري" في فعاليات مهرجان السينما العربية، وهي فرقة أسهمت في فعاليات الثورة المصرية عبر تجييش الشباب في ميادين الحرية والتحرير |
وشارك في هذه الندوات بالإضافة إلى اختصاصيين في القضايا العربية نجوم سينما عرب كانوا ضيوفا على هامش المهرجان، مثل خالد أبو النجا وصبا مبارك، إضافة إلى مخرجين سينمائيين تعرض أفلامهم في أيام المهرجان.
"مسار إجباري"
وشاركت فرقة "مسار إجباري" في فعاليات مهرجان السينما العربية، وهي فرقة أسهمت في فعاليات الثورة المصرية عبر تجييش الشباب في ميادين الحرية والتحرير من خلال موسيقى الروك.
وعن أسباب اختيار هذه الفرقة قال مدير المهرجان "قبل أن تظهر الفرقة في ميادين الإسكندرية شاركت مع المخرج المصري أحمد عبد الله في فيلمه "ميكروفون" الذي عرضناه في المهرجان". وتابع سالم "هذه فرقة موسيقية تحظى بشعبية بين فئات الشباب المهمش في مدينة الإسكندرية أردناها أن تكون بيننا تنقل لجمهورنا أجواء الثورات".