مهرجان مسرحي ببيروت يوثق الماضي

روجيه عساف امام معروضات وثايق مسرحية من الستينات

روجيه عساف أمام معروضات ووثائق مسرحية تعود لفترة الستينيات (الجزيرة نت)

نقولا طعمة-بيروت

انطلق مهرجان "٥٠ يوما ٥٠ عاما" للمسرح، ويهدف إلى تفعيل مختلف المهارات الشبابية الفنية من جهة، وتوثيق الأعمال المسرحية الغنية التي زخر بها لبنان منذ ستينيات القرن الماضي، وتتهددها الخسارة بعد رحيل أصحابها من جهة ثانية. ويشارك في إحياء المهرجان مجموعة من الشباب المتطوعين والمتخصصين بالمسرح والفنون.

وعلى مستوى توثيق المسرح، ينقسم المهرجان لأربعة أقسام كل واحد لمسرح، ويتم توثيق عمل الفنان من زوايا مختلفة، ويوضع فيلم وثائقي عن الفنان وعمله. ويقام معرض يتضمن منشورات عن الفنانين، ما كتبوه وما كتب عنهم، وصورا لهم، وملصقاتهم في عصرهم.

يقام المهرجان في مسرح "دوار الشمس"، وهو مهرجان للأعمال الشبابية من كل المجالات، من أفلام فيديو ومسرحيات ورقص وموسيقى ورسوم وكل أنواع التعبيرات الفنية.

جاد حكواتي ورؤى بزيع أثناء العمل بالمهرجان (الجزيرة نت)
جاد حكواتي ورؤى بزيع أثناء العمل بالمهرجان (الجزيرة نت)

وقال مؤسس المسرح منظم المهرجان روجيه عساف إن المهرجان يمتد 50 يوما بشكل متقطع، ويوضح في حديث للجزيرة نت "قصدنا أن نجمع فنانين من أنواع مختلفة، لأنه في السهرة الواحدة قد نشاهد معرضا وفيلما ونحضر مسرحية ونسمع موسيقى، وتتيح مدته الواسعة أن يلتقي المشاركون فيه ويتناقشوا مع وقت للتفكير والتحليل وتبادل الآراء".

استذكار وتوثيق
وأوضح "أضفنا إلى هذا المستوى نشاطات من نوع آخر هو باستذكار وتوثيق تجارب مسرحية في الستينيات، أي 50 سنة للوراء، لأن ذاكرة المسرح اللبناني تكاد تزول فنفقد أعمالا كبيرة وفنانين كبارا، ومن هؤلاء أنطوان ملتقى ومنير أبو دبس ويعقوب الشدراوي وريمون جبارة".

وقال إنه جرى تجنيد متطوعين متخصصين في فرق، وكل فريق يعمل على مسرح معين، من تجميع وثائق وصور ومقالات وإصدارات وأشياء مكتوبة أو مسجلة عنه وعن عمله، ثم يجري تصنيع فيلم عنه، وتقام ندوة تسجل مع اختصاصيين واكبوا مرحلته وعمله أو اشتركوا فيها، ويتحدث كل عن رأيه بتجربة المسرح.

ولفت إلى أنه يجري بعد ذلك لقاء معه ومع الناس الذين عاشوا تجربته، ونعرض الوثائق والفيلم مع المخرج، ثم يجري نقاش حر بوجود الشخص حول الأشياء التي تعرفناها عنه، ويعرض تجربته من وجهة نظره".

ملصق اعلاني قديم (الجزيرة نت)
ملصق اعلاني قديم (الجزيرة نت)

بيروت والقطيعة
وأكد عساف أن أهمية الفكرة تنبع من أن الشباب يشعرون بوجود قطيعة بينهم وبين السابق، وتصبح بيروت عاصمة جديدة من دون ماض، "فهناك ما يشبه الممحاة التي تمحو الذاكرة بشكل مقصود، ولا مستقبل بدون معرفة الماضي، حيث إن هناك شيئا حيا ضروريا".

وخلص إلى أنه "بذلك يتم حفظ ذاكرة مرحلة هامة من تاريخ الفن بلبنان على أن يستكمل عن فنانين آخرين في مهرجانات قادمة".

من جهة أخرى أوضحت رؤى بزيع -وهي متطوعة تعمل في نطاق المسرح- أن مصادر الوثائق التي تجمع لمسرحيات الستينيات والسبعينيات هي الناس الذين عمل معهم هؤلاء الفنانون، إضافة إلى الاستفادة من أرشيف تلفزيون لبنان، حيث لم يكن هناك تلفزة أخرى غيره في تلك السنوات.

أما الممثل جاد حكواتي فهو يعمل في اللجنة التنظيمية للمهرجان وأرشفة بعض الحلقات، وقال إن الهدف الأساسي من المهرجان تكوين مكتبة مسرحية لبنانية، لافتا إلى الافتقار لمكتبة كهذه، وقال "كل ما نجمعه من وثائق ومقالات وصور وأفلام مصورة هي لتنفيذ غايتنا في توثيق المسرح اللبناني".

وأوضح أن المهرجان يتيح فرصة للشباب للتفاعل والاختبار في إطار الفنون المختلفة من خلال المسرح، وكسر الحاجز بين جيلي الستينيات والجيل الجديد عبر اللقاءات والندوات وفتح النقاش.

المصدر : الجزيرة