مهرجان الفيلم العربي يحتفل بالسينما البديلة

طارق عبد الواحد-ديترويت
حملت أفلام الدورة السابعة لمهرجان الفيلم العربي، الذي ينظمه المتحف العربي الأميركي بمدينة ديربورن بولاية ميشيغن الأميركية، قيمة مضافة بما تحتويه من مقاربات وتأملات بالمجتمع العربي من النواحي الاجتماعية والسياسية والثقافية، خاصة في آخر خمسة أعوام قبل بدء موجة "الربيع العربي" الذي وصلت أصداؤه الولايات المتحدة.
وعلى خلاف الدورات الست السابقة فقد غابت الأفلام العربية الأميركية عن الدورة الحالية، التي حملت عنوان "قبل الربيع العربي.. السينما العربية البديلة من عام 2005 حتى اليوم".
وفي هذا السياق قال مدير المهرجان آرون بارندولار إن المهرجان حرص على اختيار الأعمال السينمائية التي تساهم ولو بشكل غير مباشر في فهم سياق الحركات الاحتجاجية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الأميركيين، ومن ضمنهم العرب الأميركيون، فوجئوا بالثورات في العالم العربي، والمهرجان يتيح فرصة نادرة لإلقاء نظرة تحليلية إلى الوراء لمعرفة ما الذي كان يجري تحت السطح، وهو ما استطاع السينمائيون العرب التقاطه بمستويات متفاوتة.
مشاركات متنوعة

وتضمنت قائمة العروض أفلاما روائية وتسجيلية من مصر ولبنان والمغرب وتونس والجزائر وسوريا وفلسطين والعراق، وجاء حفل الافتتاح مع الفيلم المصري "واحد صفر" للمخرجة كاملة أبو ذكرى، ويتناول حكاية شخصيات مأزومة من خلفيات متعددة في قالب اجتماعي كوميدي لا يخلو من المفارقات، وتدور أحداثه في اليوم الذي شهد فوز مصر ببطولة الأمم الأفريقية في غانا عام 2010، لتغدو هذه النتيجة حاملا ومعادلا موضوعيا لفوز المصريين على واقعهم البائس واليائس، عبر الفرحة التي غمرت نفوس الشخصيات بالشكل الذي يدحض كل الجوانب العنيفة في الشخصية المصرية، وهو ما أثبتته الثورة المصرية السلمية لاحقا كحقيقة غير قابلة للطعن.
كما كرّم المهرجان المخرج السوري الراحل عمر أميرلاي، وتم تعريفه –في بطاقة المهرجان- على أنه فنان ومثقف حلم بالتغيير في بلاده لكن الأجل وافاه قبل بضعة أسابيع من اندلاع الاحتجاجات في سوريا، وعُرض فيلماه "مصائب قوم" و"طوفان في بلاد البعث" الذي ينتقد بشكل لاذع ومؤلم سياسة حزب البعث بمجالي التربية والتعليم في سوريا.
منظمو المهرجان
ووفق المنظمين فقد تم وضع برنامج المهرجان بالتعاون مع مؤسسة "آرت إيست" وهي فنية غير ربحية مقرها مدينة نيويورك، بحيث يمكن لهذه الفعالية أن تعبر عن طيف واسع وأنماط بصرية وسينمائية متعددة عند المخرجين العرب؛ الذين اشتغلوا بنشاط وتصور مبتكر، وتحدوا الأوضاع القائمة وانتهجوا أساليب ولغات سينمائية فريدة سواء من خلال قيامهم بالرصد البسيط أو عبر توجيههم الانتقادات اللاذعة لواقعهم.
يُشار إلى أن "المتحف العربي الأميركي" قد أطلق هذه الاحتفالية السنوية منذ العام 2005، لتكون إحدى منصات التعريف بالثقافة العربية وبدور العرب من الأميركيين، سواء عبر النشاطات المتعددة أو عن طريق التواصل والتعاون مع المؤسسات والجامعات الأميركية كـ"كلية هنري فورد" و"جامعة وين ستايت" و"جامعة ميشيغن".