معرض الدوحة للكتاب.. السياسة والأدب
الجزيرة نت-الدوحة
في أحد أجنحة معرض الدوحة الدولي للكتاب، ينثر صاحب دار نشر مختصة بترجمة أدب أميركا اللاتينية وإسبانيا مجموعة إصدارات قديمة وجديدة لأنطونيو غالا (المخطوط القرمزي، والوله التركي، وغرناطة بني نصر) وقائمة أخرى للروائي التشيكي ميلان كونديرا، لكنه يشكو كساد بضاعته ويحاول إقناع زبونة بأهمية رواية الطوارق.
كساد أدبي
ويقول البائع في الدار التي تعود لواحد من أشهر روائيي سوريا (حيدر حيدر)، إن هذه المرة ليست الأولى التي يشارك فيها في معرض الدوحة، وعامه هذا لا يختلف عن أعوام أخرى من حيث قلة الإقبال على كتبه.
ويضيف أن الدار فقدت حماسها لترجمة الأدب بسبب قلة البيع من جهة، وتوفر ما ينشر على الشبكة العنكبوتية، وبالتالي انصراف كثير من محبي الروايات عن شراء هذا النوع المختص من الأدب الذي راجت قراءته في سنوات سابقة بسبب لمعان أسماء مبدعيه كغارسيا كماركيز وخوليو كورتاثار وفارغاس يوسا، وهو الذي حصد جائزة نوبل العام قبل الماضي، وغيرهم كثيرون.
وفي المقابل وجدت دور نشر عربية أخرى مختصة في الإنتاج الإبداعي، شعرا ورواية، في جائزة بوكر العربية فرصة لبيع ما يتوفر لديها. ومع إعلان قائمة البوكر الطويلة، تتصدر في طبعات أنيقة وضمن عبارة الرواية المرشحة لجائزة بوكر روايات ربيع جابر والحبيب السالمي ويوسف زيدان وغيرهم من مرشحي قائمة بوكر الطويلة (15 رواية)، رفوف وطاولات أجنحة في المعرض.
ورغم ارتفاع الأسعار فإن السيدة البائعة في دار نشر عربية مشهورة لا تلقي بالا لشكوى راغبين بالشراء، فكتاب بسوية فنية عالية واسم لامع كإلياس خوري مثلا يستحق 75 ريالا ( نحو 21 دولارا).
كتب في الثورة
في المعرض يصف أحد المتسوقين حال المعرض بأنه يحوي "كثيرا من السياسة وقليلا من الأدب"، وفي السياسة تتصدر كتب ما بعد الربيع العربي طاولات دور النشر، وأسماء وصور أغلفة كزعيم النهضة التونسي راشد الغنوشي تجد من يقبل عليها.
ومن مصر حملت دور نشر روايات عن ميدان التحرير، الذي شغلت أحداثه وقصص المعتصمين فيه الشارع العربي خلال أقل من شهر هو عمر ثورة 25 يناير/كانون الثاني.
وتتصدر كتب السيد يس ومراجعته للثورة، وكتب جلال أمين ورواية محمد سلماوي (أجنحة الفراشة) قائمة الكتب الأكثر بريقا بالنسبة لدور النشر لإقناع الزبائن بمزيد من الشراء.
أسماء مكرسة
قليل أيضا من الشعر الجديد يحضر في المعرض، وما ينثر على طاولات دور النشر هو محاولة لإبراز الأسماء الكبيرة والمتداولة وطبعات لأعمال كاملة لمحمود درويش وأدونيس ومظفر النواب، في حين يتضاءل الترويج لأسماء غير معروفة.
وإذا كان أصحاب الأدب يشكون قلة زبائنه، فإن كتبا أخرى لا تزال تحافظ على صدارتها في المعارض العربية للكتاب، وهي الإصدارات الدينية وكتب الطبخ التي تجد رواجا ثابتا في المعارض، أما كتب الأطفال فهي أيضا لها سوقها الرائج، فهي هدية العائلات التي تصطحب أطفالها إلى المعرض بغية التنزه والتشجيع على القراءة.
ثمة ما يلفت أيضا، فالموضة الجديدة المعروفة بتوقيع الكتب سهلت كثيرا على دور نشر تسويق كتبها، وكهذا -برأي كثيرين- لم يعد الاسم اللامع وموضوع الكتاب المثير أساسا لتسويقه، فظهور الكاتب وتوقيع كتابه حتى ولو لقلة من المشترين وعدسات المصورين كفيل بإنقاذ كتاب ما من الكساد.
وكان معرض الدوحة الدولي للكتاب قد انطلق في الثاني عشر من الشهر الحالي ويستمر حتى الثاني والعشرين منه بمشاركة 24 دولة وأكثر من مائتي دار نشر.