مثقفو فلسطينيي 48 ينطلقون للتواصل

جانب من الاجتماع التأسيسي لانطلاق اتحاد الكتاب العرب الفلسطينيين- حيفا

جانب من الاجتماع التأسيسي لانطلاق اتحاد الكتاب العرب الفلسطينيين في حيفا (الجزيرة نت)

محمد محسن وتد-أم الفحم

انطلق "اتحاد الكتاب العرب الفلسطينيين-حيفا" بفعالياته ونشاطه بالداخل الفلسطيني، وذلك عقب الاجتماع التأسيسي في عكا بمشاركة جمهور واسع من الشعراء والأدباء والمثقفين.

وتأسس الاتحاد، كمتمم لروابط أدبية سابقة، مستفيدا من تجارب الرعيل الأول والثاني من الأدباء الذين استطاعوا أن يرفعوا الأدب الفلسطيني إلى مصافٍ موازية للأدب والفكر العربي.

ويرى الاتحاد نفسه جزءا لا يتجزأ من المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي، والعالمي، ولا يحصر قضاياه داخل حدود جغرافيته، لكنه يعتبر أن لفلسطينيي 48 واقعا استثنائيا وخصوصية مميزة.

ويتألف الاتحاد من كتاب وأكاديميين، من جميع الأجيال كأعضاءٍ فاعلين وملتزمين بدستوره، وانتسب إليه في انطلاقته الأولى أكثر من تسعين أديبا.

ويسعى لتعزيز علاقته مع الحركات الأدبية والثقافية الفلسطينية بالداخل والضفة الغربية والشتات، والعالم العربي والعالم أجمع.

ويهدف الاتحاد إلى خلق حراك ثقافي داخل مجاله الثقافي والإبداعي، وإلى وضع أدب فلسطينيي 48 على الخريطة الثقافية العربية والعالمية، عن طريق إعادة التواصل والتلاحم مع الأوساط الأدبية والثقافية.

سامي مهنا: المشهد الثقافي بالداخل جزء من المشهد الثقافي العربي العام (الجزيرة نت) 
سامي مهنا: المشهد الثقافي بالداخل جزء من المشهد الثقافي العربي العام (الجزيرة نت) 

خطاب ثقافي
وقال رئيس الاتحاد الشاعر سامي مهنا إن الاتحاد باستطاعته أن يؤسس لخطاب ثقافي يحمل معايير تصب في مصلحة الحركة الأدبية والمجتمع، وتضع الكاتب أمام تحديات جديدة ترفع من خطابه الثقافي "وتحيله إلى فعل مؤثر، وتقربه من هموم شعبه".

وأكد للجزيرة نت "نحن كمجتمع عربي فلسطيني، أكثر من نحتاج إلى إطار ثقافي أدبي، نظرا للحالة الثقافية والاجتماعية والسياسية الاستثنائية التي نعيشها".

وتابع "إننا نعيش في ظل مؤسسة تعادي ثقافتنا وانتماءنا الوطني والقومي من ناحية، وفي ظل ثقافة عربية سائدة، لم تعتد بشكل عام أن تتعامل معنا كجزء طبيعي من الثقافة العربية العامة".

وشدد على أن المشهد الثقافي بالداخل هو جزء من المشهد الثقافي العربي العام، كونه يتفاعل مع اللغة والثقافة والأدب العربي.

انقطاع وإقصاء
وهنالك انقطاع مباشر عن أوساط ثقافية بالكثير من المدن والعواصم العربية، وإقصاء أو عدم اعتراف من قبل جهات أخرى بالوطن العربي، وعدم تعامل مع الأدباء والمثقفين من فلسطينيي 48 بحجة التطبيع.

وتوجه مهنا لمن ما يزال متمسكًا بهذه المقولة والنظرة بالقول إنها تساير مخططات عزل وإقصاء الجزء الباقي على أرضه من الشعب الفلسطيني والأمة العربية عن أمتهم.

وخلص بالقول "إننا نستطيع أن نفهم مسألة حصارنا من قبل إسرائيل التي تسعى لأسرلة الفلسطينيين داخل كيانها، لكننا لا نفهم الجهات العربية التي تنتهج هذا النهج".

كيوان يرى أن انطلاق الاتحاد ضرورة ملحة (الجزيرة نت)
كيوان يرى أن انطلاق الاتحاد ضرورة ملحة (الجزيرة نت)

تطوير الهوية
ويتميز الفلسطينيون بالداخل بالإصرار على تثبيت وتطوير الهوية والتفاعل مع اللغة والثقافة العربية من خلال الأدب، كجواب لتهديد هذه الهوية، الأمر الذي ينعكس إيجابا على القيمة الإبداعية.

واعتبر المحرر الأدبي في أسبوعية "كل العرب" الروائي سهيل كيوان، انطلاقة الاتحاد ضرورة ملحة لتأطير الحركة الأدبية والثقافية.

وأكد للجزيرة نت أن المثقفين الفلسطينيين لعبوا دورا رياديا وقياديا في توحيد صفوف الشعب وفي مقاومة ظلم السلطات، ولكن بعد حالة من الركود التنظيمي، تهمش المثقف الذي فقد دوره الطلائعي خصوصاً بالقضية الوطنية.

دور المثقف
وشدد على أن إعادة تنظيم الكتاب الفلسطينيين في إطار هذا الاتحاد تعتبر خطوة جيدة نحو استعادة المثقفين لدورهم الذي يفترض أن يضطلعوا به.

ولفت إلى أهمية الاتحاد، خصوصا في ظل الظرف التاريخي الحرج الذي تمر به القضية الفلسطينية عموما وقضية العرب الفلسطينيين في داخل إسرائيل بشكل خاص والتي لا يمكن فصلها عن القضية الفلسطينية العامة.

وخلص بالقول إن الهدف هو إعادة المثقفين إلى دورهم الطليعي، معربا عن أمله بأن يتحقق ذلك من خلال الطاقات الشبابية المتحمسة التي انضوت تحت الإطار الجديد، وكذلك رعاية إنتاج هؤلاء الكتاب وإبداعهم ودعمهم بعضهم لبعض وفتح آفاق جديدة أمامهم.

المصدر : الجزيرة

إعلان