كتاب مصر يوصون بعام للوحدة

 

 

أوصى أدباء وشعراء وروائيون ونقاد مصريون باعتبار 2011 عاما للوحدة الوطنية، وأكدوا على ضرورة التعبير عن ذلك بكل الوسائل الإعلامية والثقافية المتاحة، وقرروا تشكيل وفد من اتحاد الكتاب لزيارة بعض الكنائس وتقديم واجب العزاء للأنبا شنودة بابا الإسكندرية.

 
كما طالبوا في مؤتمر "الوحدة الوطنية في الأدب المصري"، الذي أقامه اتحاد الكتاب أمس الأربعاء وشاركت فيه نخبة من أبرز الأدباء والكتاب والنقاد، بسرعة إصدار قانون بناء دور العبادة الموحد، وحل مشكلات الأقباط، والدعوة إلى اجتماع عاجل يضم عددا من الكتاب لمناقشة أسباب وتداعيات الاحتقان القائم.

 
وكانت كنيسة القديسين في الإسكندرية قد تعرضت، أثناء الاحتفال بليلة رأس السنة الميلادية، لعملية تفجير إرهابية راح ضحيتها العشرات بين قتيل وجريح، معظمهم من الأقباط. 

 
كما قرر المؤتمر في ختام اجتماعه العاجل سرعة تحرك اتحاد الكتاب بكل أعضائه (أكثر من ثلاثة آلاف) لإقامة سلسلة من المحاضرات والندوات التي تجوب البلاد للتوعية بدور المثقف والمجتمع في حماية الوحدة الوطنية.

 

وشدد الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب ورئيس اتحاد كتاب مصر محمد سلماوي في افتتاح المؤتمر على أن هموم الوطن ليست سياسية فقط، بل إنها قضية وجدان أمة ومعتقد وثقافة شعب وحضارة عريقة قامت على التآخي بين كل الأديان والطوائف والملل، وبناء على هذا التلاحم قامت نهضة الأمة وأمجادها عبر تاريخها الممتد.

 

وأكد أستاذ اللغات والترجمة بجامعة الأزهر حامد أبو أحمد في كلمته أن سبب تدهور المجتمع المصري وأزمته الحقيقية يعود إلى غياب الديمقراطية وكبت الحريات وتهميش الثقافة والمثقفين الحقيقيين، مما أفرز حالة احتقان رهيبة، حلها الأمثل هو إقامة نظام حكم ديمقراطي يستوعب كافة القوى الوطنية.

 

وفي السياق ذاته حذر الناقد أحمد أبو العلا من ارتباك الرؤية السياسية للوطن والمواطنين، ودعا إلى حوار صريح ومنفتح ومتعدد وشامل لمواجهة هذا الواقع العبثي المضطرب.

 
من جهته أكد السيناريست محمد السيد عيد نائب رئيس اتحاد كتاب مصر، في حديثه مع الجزيرة نت على هامش المؤتمر، أن الوحدة الوطنية جزء أصيل من حياة المصريين اليومية، وهذا ما يعكسه الأدب المصري، سواء المقروء أو المرئي، وتبرز رواية خالتي صفية والدير مثلا رقي العلاقات الإنسانية بين المصريين، مسلمين ومسيحيين.

إلهام الواقع

وعن رؤيته لنتائج المؤتمر، يرى الشاعر إبراهيم أبو سنة في تصريح للجزيرة نت أنه يأتي في ظروف حساسة، ويشارك فيه روائيون وأدباء لهم إسهامات واضحة في الحركة الثقافية، تركز على دور الوحدة في تعزيز وتحرير الوطن ومستقبله، ويتمنى أن يخرج بتوصيات عملية.

 

وقال الروائي إبراهيم عبد المجيد إن رواياته، ومنها "طيور العنبر" و"لا أحد ينام في الإسكندرية"، مستلهمة من واقع معايشته حيث التلاحم التلقائي العميق بالسلوك اليومي بصفاء تام، جعلها "المدينة البيضاء" كملاذ لكل الطوائف المضطهدة وكمركز إشعاع حضاري وثقافي عريق.

 
من ناحيته حذر الأديب بهاء طاهر من الأزمة الحالية التي سبقها توتر قديم مسكوت عنه وأغلق الجرح على القيح والصديد، ودعا إلى مبادرة فعلية إيجابية تعالج ما وصفه بالانقلاب الفكري بالمجتمع المصري في العقود الأخيرة.

 

وشخّص الأديب عبد المنعم تليمة سبب الأزمة في تعطيل مشروع النهضة، التي هدفت إلى تحقيق التوازن بين العقل والنقل، وتجلت غاياتها في كل صور الإبداع للشعر والرواية والغناء والفن التشكيلي والمسرح.

 
وأكد الكاتب يعقوب الشاروني أن المسألة ليست طائفية، بل موجهة لقلب مصر، وخطط التقسيم من حولنا مؤلمة ومتصاعدة بالسودان والعراق واليمن وغيرها، من أجل تفتيت كل قطر عربي للسيطرة عليه.