المسرح العربي يتحدى السياسة بلبنان

17/1/2011
نقولا طعمة-بيروت
بدا مهرجان المسرح العربي في دورته الثالثة التي اختتمت فعالياتها في لبنان غير عابئ بهموم السياسة، ورفع شعار "نحن كبشر زائلون ويبقى المسرح ما بقيت الحياة".
وشهد المهرجان الذي نظمته "الهيئة العربية للمسرح" في الفترة الممتدة من 10 إلى 15 يناير/ كانون الثاني الجاري عرض زهاء ٢١ مسرحية عربية في العاصمة بيروت، وفي مدينة طرابلس.
إضافة إلى ذلك شهد المهرجان تكريم المخرجين اللبنانيين لطيفة وأنطوان ملتقى بقصر منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (يونسكو)، وتنظيم ندوة فكرية لأساتذة مسرحيين من دول المغرب والسودان ومصر وليبيا والبحرين حول "تجربة المسرح العربي بين النخبوية والجماهيرية".

مسرحيات ومواضيع
أما مسرحية "تاتانيا" (الكويت) فكانت قصتها عن قس يتحكم بحياة قرية وراء جبال الألب ويأتي معلم من العاصمة ليعلمهم، فيواجه كارثة، في حين تناولت مسرحية "كمب" (العراق) صراع أهل بلاد الرافدين بحثا عن وطن بديل على أبواب السفارات.
وروت مسرحية "الإطار" (ليبيا) حكاية مواطن شريف فجع بالقيم التي تربى عليها بتجارب حياته، بينما عالجت مسرحية "السلوقي" (إمارة الفجيرة) إمكانية تحول كلب إلى إنسان.
وفي موضوعات أخرى رصدت مسرحية "حمار الليل" (المغرب) معاناة جمهور راحل عن المدينة نحو آفاق بعيدة، وعالجت مسرحية "عجايب" (مصر) قضية المثقف المهزوم.
وسبرت مسرحية "راجعين" (سوريا) مدى تقدير الناس لشهادة الشهداء، وعالجت مسرحية "سيليكون" (سوريا) مسألة تماثل النفاق الاجتماعي بالدبلوماسية.
ولبنانيا عالجت مسرحيتا "فيفا لاديفا"، و"مدينة المرايا" هاجس الرابط بين مدينتي بيروت والقدس، بينما تناولت مسرحية "ينعاد عليك" (بالاشتراك مع تونس) علاقة الممثل بالفضاء المسرحي.

مسرح بالميزان
وعزت الأشقر ذلك إلى غياب "كل ما هو ثقافة جماعية، فالفنون الفردية واسعة الانتشار، كالرسم وكتابة الشعر والأدب والقصة، أما الفنون العامة المدنية كالمسرح فهو الذي يدفع الثمن دائما لأنه هو الذي يتحمل القمع، والرقابة".
ولفتت الأشقر في تصريح للجزيرة نت إلى أن "بعض الشباب الموهوبين، مثل ناجي صوراتي، وعصام أبو خالد، وبيتي توتل ولينا أبيض كلمعات لا تعبر عن واقع حال عام".
لكن المنسقة بإدارة المهرجان جوليا قصار -ممثلة لبنانية وعضو الهيئة التنفيذية بالجهة المنظمة- ترى على النقيض من الأشقر أن "العروض التي تقدم تظهر كم أن المسرح العربي بخير".
واستشهدت قصار ببعض العروض مثل "فيفا لاديفا" الذي لاقى استحسانا كبيرا لدى الوفود العربية، و"حقائب" التونسي، وقالت إن المسرحية العراقية أظهرت مأساة شعب العراق بكبر وتجرد موجعين.
المصدر : الجزيرة