"100 عام كاريكاتير" في معرض بالقاهرة

13/1/2011
بدر محمد بدر-القاهرة
شارك أكثر من خمسين فنانا من عدة أجيال، في الاحتفالية التي أقامتها وزارة الثقافة، بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير، بمناسبة العيد المئوي لفن الكاريكاتير في مصر، وقدموا أكثر من 120 لوحة فنية، في المعرض الذي افتتح مساء الأربعاء، ويستمر حتى نهاية يناير/كانون الثاني الجاري.
وتجسد اللوحات المعروضة بمركز رامتان الثقافي "متحف طه حسين" تاريخ تطور فن الكاريكاتير في مصر، بداية من مجلات أبو نظارة و"خيال الظل" و"الكشكول"، وحتى الآن، والمعرض يشكل بانوراما لمدرسة الكاريكاتير المصري عبر مائة عام.
وعن الاحتفالية قال مدير مركز رامتان الثقافي الفنان محمد نوار للجزيرة نت إن هذه الاحتفالية تهدف إلى تسليط الضوء على فن وفناني الكاريكاتير في مصر، كفن يؤرخ ويعرف بتاريخنا، ومختلف قضايانا السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
وأشار نوار إلى أن فن الكاريكاتير قريب من هموم الناس وآمالهم، ويعبر عنهم بشكل بسيط وبدون تعقيد، بحيث يفهمه الإنسان العادي والمتعلم والمثقف، وهو أيضا يعطي مؤشرات عن واقع الحريات والعلاقة بين الحكام والشعوب.

تطور مؤثر
من ناحيته أكد رئيس الجمعية المصرية للكاريكاتير الفنان مصطفى حسين إلى أن تطور المجتمع سياسيا وثقافيا واجتماعيا واقتصاديا يؤثر في فنان الكاريكاتير، لأنه منشغل بقضايا الشعب والمجتمع، ينحاز لها ويدافع عنها، وزخمها يثري ريشته وإبداعه.
وأوضح الفنان أحمد عبد النعيم أن فن الكاريكاتير في مصر بدأ بمجلة "أبو نظارة" في عام 1878، ثم مجلة "الكشكول" في عام 1921، ثم في عام 1927 برز الكاريكاتير المصري من حيث الشكل وطبيعة القضايا.
إعلان
وتلا ذلك مرحلة ثورة يوليو وجيل مجلة صباح الخير، ومن خلالها تأصلت مدرسة فن الكاريكاتير، وصارت لها مقوماتها وملامحها الخاصة، ثم جيل الشباب الأكثر تفتحا على وسائط الإعلام المختلفة.
مرآة المجتمع
من جهته أشار الفنان حسن فاروق إلى أن هذا المعرض هو الأكبر من نوعه، حيث أنه يجمع بين جيل فناني الكاريكاتير الأوائل قبل أكثر من مائة عام، وبين الأجيال الحديثة والمعاصرة.
من جهته أشار الفنان حسن فاروق إلى أن هذا المعرض هو الأكبر من نوعه، حيث أنه يجمع بين جيل فناني الكاريكاتير الأوائل قبل أكثر من مائة عام، وبين الأجيال الحديثة والمعاصرة.
وأكد فاروق في حديثه مع الجزيرة نت أن هذا الفن هو مرآة المجتمع وتحولاته المتعاقبة، لأنه لا يطرح المشكلات فقط بل يسهم في حلها، بالكشف عنها وتسليط الضوء عليها.

وفي رأيه أن الكاريكاتير القوي يعبر عن فكرة وليس نكتة، والأفضل أن يكون رسما دون تعليق، ليخاطب فئات ولغات ورؤى مختلفة، تثير ذهنية المتلقي.
وفي السياق ذاته نبه الفنان مصطفى الشيخ إلى أن فنان الكاريكاتير يجب أن يكون منحازا للبسطاء والفقراء، بهمومهم وآلامهم وآمالهم، ولذا يجد لديهم القبول والمصداقية، خاصة وأن نمط الحياة اليومية لا يمنح هؤلاء فرصة للقراءة، في حين أن الكاريكاتير يلخص القضية في إيجاز ووضوح.
اهتمام أكبر
ودعا الشيخ في حديثه مع الجزيرة نت إلى اهتمام الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية بشكل أكبر بفن الكاريكاتير، من خلال تخصيص مساحات نشر أوسع، ومعاملته كفن أصيل بدون تهميش.
ودعا الشيخ في حديثه مع الجزيرة نت إلى اهتمام الصحف والمجلات والقنوات التلفزيونية بشكل أكبر بفن الكاريكاتير، من خلال تخصيص مساحات نشر أوسع، ومعاملته كفن أصيل بدون تهميش.
وفي المقابل أكد فنان الكاريكاتير العراقي سالم الربيعي أن الاحتفالية تعبر عن تلاحم وتلاقي أجيال لها إبداع متميز وتواصل فني وإنساني وتربوي بلا انقطاع، وهذا ليس غريبا على الفن المصري.
المصدر : الجزيرة