متحف الأثار بالإسكندرية يستقطب الزوار

11/1/2011
أحمد عبد الحافظ-الإسكندرية
يشهد متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية إقبالا متزايدا للزوار من مصر ومن مختلف جنسيات العالم، ويضم نحو ألف و123 قطعة أثرية تغطي عصورا مختلفة للحضارة المصرية ويستخدم بطاقات شارحة لها بطريقة برايل للمكفوفين للتعرف على ماهية الأثر والمعلومات الخاصة به.
والمتحف -الذي يعد أحد المتاحف القليلة التي تعرض قطعا تم اكتشافها في نفس مكان عرضها- هو أول متحف آثار يقام داخل مكتبة في العالم ويضم قطعا أثرية نادرة جمعت من مناطق ومتاحف مختلفة في أرجاء مصر.
وتعتبر رئيسة المتحف الدكتورة منى سري، أن المتحف نافذة حضارية تطل على الحضارات القديمة التي مرت بها مصر بداية من الفرعونية القديمة ثم اليونانية التي جاءت مع قدوم الإسكندر الأكبر فخرجت إلى ما يسمى حضارة البطالمة، ومن بعدها الحضارة القبطية فالإسلامية.
وقالت للجزيرة نت إن أبرز ما يميز المتحف هو أنه يضم قطعا تم العثور عليها بنفس موقع المكتبة أثناء الحفر الذي بدأ منذ عام 1993، مشيرة إلى أن ذلك عد بمثابة كنز ثمين أعطى الفكرة لإنشاء متحف يضم هذا العدد الهائل من القطع، أجملها أرضيات الفسيفساء البالغة الجمال، حسب قولها.
ويقع المتحف على مساحة 1700 متر، وتقول الدكتورة سرّي أن العرض يتم على مستويين، في الصالة الرئيسية الكبرى توجد الآثار حسب العصور وتاريخها باستخدام أساليب عرض متحفية متطورة فتلعب الإضاءة دورا مهما بجانب أساليب التصميم والديكور والتقنيات الحديثة.
إعلان
وأشارت إلى أن المتحف منذ افتتاحه عام 2003 يوفر جولات إرشادية بمختلف اللغات بواسطة متخصصين يتعرف من خلالها الزائر على الخلفية التاريخية للمتحف والآثار التي يحتوى عليها.

للمكفوفين نصيب
ولم يتجاهل المتحف أصحاب الاحتياجات الخاصة، حيث أنشأ لهم قسما خاصا بهم، يقول عنه مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية الدكتور خالد عزب إنه قسم خاص لفاقدي نعمة البصر يقوم باستخدام بطاقات شارحة لأهم القطع الأثرية التي يحويها بحيث يتم عرضها بطريقة برايل للمكفوفين.
وأكد أنها التجربة الثانية من نوعها في مصر بعد تطبيقها في المتحف المصري بحيث يمكن للمكفوفين استخدام تلك البطاقات للتعرف على ماهية الأثر والمعلومات الخاصة به مما يتيح لهم معرفة تاريخ بلادهم وزيادة الوعي الأثري لديهم.
ومن جهة أخرى كشف الدكتور عزب أن الموقع الإلكتروني للمتحف هو الأول من نوعه على مستوى مصر من حيث عرضه لأغلب مقتنياته للجمهور على شبكة الإنترنت باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية، مشيرا إلى أنه يضم قاعدة بيانات مسجل عليها ما يقرب من ألف قطعة أثرية كما يمكن لزائري الموقع القيام بجولة تخيلية داخل قاعات المتحف.
واحتلت المعتقدات الجنائزية التي آمن بها الفرعوني القديم نصيبا في معروضات "متحف الآثار"، وفي هذا الصدد يقول أخصائي إرشاد سياحي بالمكتبة محمد تيسير "إن علم التحنيط ظهرت براعته واضحة في توابيت القدماء المصريين والتي أخذها عنهم اليونانيون ومن بعدهم الرومان، وهوسه بالعالم الآخر والبعث مرة جديدة، وهو ما تمثل في صناعة المومياوات المعروضة في المتحف".

تحنيط
ويشير إلى أن مقتنيات يرجع تاريخها إلى العصر الهيلينستي والقبطي والإسلامي، كانت تصنف تحت "الآثار الغارقة" وبعد انتشالها من الميناء الشرقي الذي كانت تطل عليه منطقة القصور الملكية في الحي الملكي، دخلت في منافسة شيقة مع حزمة المتاحف الأثرية التي تنتشر في شتى أنحاء المدن والمحافظات المصرية.
إعلان
ويقول محمود خطّاب -وهو أحد الزوار- إن اللافت في المتحف أنه لا يقتصر على الإشارة التاريخية فقط من خلال التماثيل والمومياوات الموجودة به، بل امتد لجميع المجالات العلمية والثقافية والفنية والدينية والاجتماعية.
المصدر : الجزيرة