الفقيه وقع عقدا لترجمة مجموعة من رواياته إلى اللغة الإنجليزية (الجزيرة نت)
خالد المهير-طرابلس
أعلن الروائي الليبي أحمد إبراهيم الفقيه أنه اتفق مع مؤسسة دارف في لندن على نشر الأجزاء الثلاثة الأولى من روايته الطويلة خرائط الروح باللغة الإنجليزية وهي "خبز المدينة" و"أفراح آثمة" و"عارية تركض الروح"، وستصدر كلها في كتاب واحد، كما سيوقع عقد ترجمة لروايته فئران بلا جحور الصادرة عام 2000 مع دار كوارتيت.
وقد سبق لقراء الفقيه أن اطلعوا على أعماله -التي قاربت أربعين كتابا منها 17 رواية وأربعون مسرحية و150 قصة قصيرة- باللغات الروسية والصينية والفرنسية والإيطالية والبلغارية والرومانية والبولندية والكردية والتركية.
والفقيه الذي بدأ الكتابة والنشر عام 1959 مولود في بلدة مزده جنوب طرابلس في 28 ديسمبر/ كانون الأول 1942، وعمل في أكثر من ميدان ثقافي، فقد كان مدير المعهد الوطني للتمثيل والموسيقى ومدير إدارة الفنون والآداب، ورئيس تحرير صحيفة الأسبوع الثقافي ومجلة الثقافة العربية ومجلة أزيور باللغة الإنجليزية، ورئيس المجلس العربي للثقافة في لندن.
فئران بلا جحور هي الأقرب إلى قلب الفقيه
فئران بلا جحور
وفي حديث أدلى به للجزيرة نت قال الفقيه إن مؤسسة دارف منحت الأولوية لخرائط الروح باعتبارها عملا ملحميا يتعرض لمكابدات الشعب الليبي في تاريخه القريب الذي عرف فيه ألوانا من المعاناة تحت حكم الإيطاليين ثم تحت الإدارة البريطانية، لكنه قال إن روايته "فئران بلا جحور" تبقى الأقرب إلى ذاته، وقد رصد فيها جزءا من طفولته.
والرواية بجوار تصويرها لعالم البشر في البادية الليبية منحت صوتا للكائنات غير البشرية التي تسكن البادية مثل الذئاب والكلاب والضباب والفئران والثعالب والأرانب وغيرها، في قالب يجمل بين السخرية والكوميديا رغم أنه يصور حالة من البؤس التي عرفها أبناء البادية الليبية في عالم الأربعينيات من القرن الماضي وجعل الرواية تحمل عنوانا فرعيا هو صفحة من كتاب الجوع.
إعلان
وقال الفقيه: إن عملية الترجمة لهذه الرواية مضت عليها بضع سنوات رغم أنه بدأ كتابتها مبكرا "ويمكن اعتبارها أولى محاولاتي في كتابة الرواية لأنني نشرت فصولا منها في مجلة الرواد عام 1967 إلا أنني لم أكملها للظروف التي صاحبت ذلك العام، بل توقفت لفترة عن الكتابة، وذهبت في بعثة لدراسة فن المسرح في بريطانيا ولم أعد إلى البلاد إلا عام 1970.
وأضاف أنه كتب بعد هذه المحاولة المجهضة رواياته الشهيرة مثل "حقول الرماد" والثلاثية، مؤكدا أن التجربة التي عاش جزءا منها في طفولته في رواية "فئران بلا جحور" عاد إليها وأكملها مع حفاظه على نص الفصول الثلاثة التي نشرها في العام 1967 برؤى حداثية، حسب تعبيره.
إعجاب شديدالأجزاء الثلاثة المنتظر ترجمتها إلى الإنجليزيةوفي رده على تساؤلات للجزيرة نت إن كانت ترجمة أعماله إلى الإنجليزية ستضيف فهما آخر للأدب العربي الحديث، قال "لا بد هنا من وقفة قصيرة لأن الأدب العربي -وأقول الحقيقة- الذي ترجم إلى اللغة الإنجليزية، على قوتها وانتشار المتكلمين بها عبر العالم، ظلت رهينة دوائر صغيرة من القراء".
وأكد في ختام حديثه أن المشهد الروائي العربي زاخر بالنشاط والحيوية، فتاريخ الرواية طويل وعريق في المجتمعات العربية ذات المراكز الثقافية والعواصم الكبرى التي عرفت أهم دور النشر مثل القاهرة وبيروت ودمشق وبغداد.
ويعتقد الفقيه أن الليبيين أبلوا بلاء حسنا السنوات الأخيرة، وكان جميلا أن نجد قلما نسائيا ليبيا مثل الأديبة رزان نعيم المغربي يصل إلى القوائم الأولى لجائزة بوكر العربية، كدليل على ما وصلت إليه الأقلام الليبية بمجال الإنتاج الروائي.