القصيبي.. في عيون مثقفين سعوديين
ياسر باعامر-جدة
رصد مثقفون سعوديون إسهامات الأديب والشاعر ووزير العمل السعودي غازي القصيبي (70 عاما) الذي غيبه الموت صباح الأحد بعد معاناة مع المرض، معتبرين غيابه خسارة فادحة للأدب والثقافة العربية.
رفيق دربه في الشأن الثقافي وعضو مجلس الشورى حمد بن عبد الله القاضي، تحدث إلى الجزيرة نت بعد عودته من مراسم دفن الفقيد عصر الأحد، قائلا "يعتبر الدكتور القصيبي رحمه الله، من رواد الثقافة المحلية والعربية، ولم تنحصر عطاءاته الثقافية في جانب واحد".
ووفقًا للقاضي فإن القصيبي برع في كتابة السيرة الذاتية والمذكرات، ففاق كبار كتاب المذكرات، حيث كتب "حياتي في الإدارة"، و"سيرتي الشعرية". ووصف القاضي الراحل القصيبي بأنه "إنسان بكل معنى الكلمة".
من جانبه يشير الصحفي والناقد الثقافي نايف كريري إلى أن "الساحة الثقافية والأدبية والعملية افتقدت واحدا من الأسماء البارزة التي كان لها تأثير واضح عليها من خلال ما قدمه من نتاج ثقافي وأدبي، ومسيرة عملية في عدد من المناصب الوزارية والمهام الحكومية في الدولة".
ويقول كريري في تعليق للجزيرة نت، إن نتاج الدكتور القصيبي يتوزع بين الفكر والثقافة والشعر والرواية، وله عدد من المؤلفات في فن الرواية والقصة، مثل "شقة الحرية" و"أبو شلاخ البرمائي" "العصفورية" و"سلمى".
وفي الشعر لديه دواوين عدة منها "معركة بلا راية" و"أشعار من جزائر اللؤلؤ" و"للشهداء" و"حديقة الغروب"، وله إسهامات صحفية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات "في عين العاصفة" التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبّان حرب الخليج الثانية.
ويستطرد "كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها منها "التنمية.. الأسئلة الكبرى"، و"عن هذا وذاك"، و"باي باي لندن" و"الأسطورة ديانا"، و"أقوالي غير المأثورة"، و"ثورة في السنة النبوية"، و"حتى لا تكون فتنة"،
الصراع مع الإسلاميين
وينتقل الصحفي كريري إلى مفردة من مفردات الصراع في حياة الدكتور القصيبي فيقول "الإسهام الفكري والثقافي للرجل لم يكن بمعزل عن الصراع الدائر وقتذاك بين أقطاب التيار الحداثي والتيار الديني في السعودية، فكان مصنفا على تيار الحداثة من قبل الإسلاميين".
ويضيف أنه مع إصداره لديوانه الشعري الثالث "معركة بلا راية" عام 1970، قامت المعركة بينه وبين عدد من قادة التيار الديني في ذلك الوقت كان من أشهرهم ناصر العمر وسلمان العودة وعائض القرني.
وأوضح كريري أنه نتيجة لكل ما دار من نزاعات فكرية وثقافية بين القصيبي ومجموعة من الصحويين في أواسط التسعينيات، فقد أصدر حينها كتابًا بعنوان "حتى لا تكون فتنة" وهو بمثابة رسالة لنبذ التعصب، وإشاعة التسامح بين أفراد المجتمع والبعد عن الآراء المسبقة والجاهزة.
وعن كتاب "أميركا والسعودية.. حملة إعلامية أم مواجهة سياسية؟!" للراحل القصيبي، يقول كريري "في رأيي يعد هذا الكتاب من أهم كتب الراحل وفيه رؤية واضحة ومقارنة صريحة بين الإعلام العربي والإعلام الغربي، وهو يرى من خلاله أن السبب الأول في الهجوم الأميركي على السعودية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 كان محركه الأول الإعلام الأميركي".