واقع فن الكاريكاتير في مصر

أحمد عبد النعيم : لدينا 27 صحيفة يومية في مصر ترفع سقف الحرية للفنان - ندوة تناقش واقع فن الكاريكاتير في مصر - بدر محمد بدر- القاهرة

 عبد النعيم : لدينا 27 صحيفة يومية ترفع سقف الحرية لفنان الكاريكاتير (الجزيرة نت)


بدر محمد بدر-القاهرة
 
"الكاريكاتير هو فن التأثير في الناس" هذا ما يؤكده فنان الكاريكاتير المصري جمعة فرحات، مضيفا أن رسام الكاريكاتير لم يعد مجرد ناقل للفكرة الساخرة، بل تحول إلى صانع لها، بالريشة والقلم والرصد والمعايشة.

واعتبر أنه من الأفضل لفنان الكاريكاتير ألا يكون سياسيا حزبيا، حتى لا يتقولب ويتجمد فكره في تيار بعينه، بل يجب أن تكون لديه حرية مطلقة في التفكير والتعبير والإبداع.

وتناول فرحات -في الندوة التي أقامتها وزارة الثقافة المصرية أمس الخميس- تجربة جيله تحت عنوان "تاريخ فن الكاريكاتير في مصر" حيث كان الرقيب على الصحف يضع قائمة طويلة من المحظورات السياسية، ولكن الفنان كان أكثر ثقافة ووعيا وذكاء، فيتحايل على ذلك بالرمزية.

وأعرب عن تفاؤله بسبب وجود فنانين موهوبين -وإن كان ينقصهم الخبرة والثقافة الموسوعية- لأنهم لم يتربوا في حضن مدارس فنية مثل جيل الكبار، ويستبشر بمستقبل فن الكاريكاتير في مصر بفضل المواهب التي أتاحتها الجرائد المستقلة ومواقع الشبكة العنكبوتية.

وأشار إلى أن هذا الفن يرتبط باسم الفنان الذي يحترف أسلوبه الخاص به، وبالتالي فإن على الفنان الموهوب فطريا بخفة الظل والسخرية والفكر أن يكمل ذلك بتعلم الرسم، والثقافة الموسوعية والوعي بالشأن الدولي والمحلي، لافتا إلى تزايد مساحة الحرية المتاحة والمقتنصة في العالم العربي.

من المعرض الفني المصاحب للندوة (الجزيرة نت)
من المعرض الفني المصاحب للندوة (الجزيرة نت)

فن قديم

من ناحيته أشار عضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للكاريكاتير أحمد عبد النعيم إلى أن هذا الفن يشترط المبالغة والتأثير الساخر من خلال الرسم، واستعرض في الندوة، تاريخ فن الكاريكاتير منذ عهد الفراعنة، حيث وجدت آثاره في الكهوف والمعابد، وصولا إلى العصر الحديث.
 
ولفت عبد النعيم -وهو صاحب أول موسوعة في مصر عن فن الكاريكاتير- إلى أنه يوجد في مصر حاليا 27 جريدة يومية، وهي كافية كي تحرر الفنان وترفع سقف الحرية، وبالتالي لم يعد يحتاج إلى التحايل بالرمزية الشديدة.

وعن المعرض المصاحب للندوة يقول عبد النعيم للجزيرة نت إنه إطلالة سريعة على نماذج من فن الكاريكاتير عبر التاريخ المصري، وتعريف بأهم الرموز التي ساهمت في إثراء هذا الفن.

في حين تناول الصحفي شريف عارف عمق ورسوخ فن الكاريكاتير في مصر كجزء من ثقافة شعب توارث حب السخرية والنكتة الواعية الناضجة مما جعل من الكاريكاتير فنا نضج خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، بعد أن بدأ على يد فنانين أجانب ثم توارثه الفنان المصري جيلا بعد جيل.

واعتبر عارف -الذي أدار الندوة- أن فن الكاريكاتير أصبح من أهم الفنون المصرية المعاصرة، ويعد أداة توثيقية لحالة الوجدان المصري السياسي والاجتماعي، لأنه يعبر عن نبض الشارع اليومي.

جانب من الحضور (الجزيرة نت)
جانب من الحضور (الجزيرة نت)

انتشار إيجابي

من جانبه يرى سكرتير عام الجمعية المصرية للكاريكاتير حسن المصري أن هذا الفن يشهد حركة إيجابية أدت إلى انتشاره الكبير في الإصدارات المتنوعة، لكنه نبه إلى أن هذا الانتشار ينقصه العمق في الأفكار وقوة الرسم، بسبب أن أغلب فناني الكاريكاتير الآن من غير الدارسين لفنونه أكاديميا.

ويطالب المصري في حديثه للجزيرة نت فناني الكاريكاتير بعدم الاعتماد فقط على قوة الفكرة، بل بالانتباه أيضا لقوة الرسم أيضا، ويحذر من التعجل والانشغال بالأعباء اليومية التي تعيق الشباب عن القراءة وتدقيق العمل.

ومن الجمهور التقت الجزيرة نت فتحي عبد العزيز (موجه بالتعليم) الذي شدد على أهمية تأسيس معهد علمي لدراسة هذا الفن الجميل، مؤكدا أنه يتابع معظم ما ينشر عن هذا الفن، بينما يرى علي حسن (مؤلف مسرحي) أن عصر الكاريكاتير الذهبي ولى بسبب ضعف المواهب الموجودة الآن.

المصدر : الجزيرة