معرض فوتوغرافي عن معنى الوطن
23/1/2010
توفيق عابد-عمّان
تستكشف التشكيلية الفلسطينية أحلام الشبلي في معرضها " لماذا تركتم الغابة فارغة" التجارب اليومية الحياتية لأقاربها في مخيمات الأردن، وبحثهم عن معنى الوطن بعد أن أجبروا على النزوح من قريتهم في الجليل.
تستكشف التشكيلية الفلسطينية أحلام الشبلي في معرضها " لماذا تركتم الغابة فارغة" التجارب اليومية الحياتية لأقاربها في مخيمات الأردن، وبحثهم عن معنى الوطن بعد أن أجبروا على النزوح من قريتهم في الجليل.
ويتضمن المعرض المقام بالعاصمة عمّان والذي يستمر حتى نهاية أبريل/ نيسان المقبل 54 صورة فوتوغرافية تشمل سلسلتين هما "الوادي، عرب الصبيح".
ويرتبط اسم الوادي بقرية بالجليل الأسفل ركزت شبلي من خلالها على البيت بمعنى home أي الوطن وليس house كفكرة رئيسة لتسليط الأضواء على الحياة اليومية للفلسطينيين في ظل الحكم الإسرائيلي، مسجلة الحالات الناجمة عن الانتهاكات المستمرة بالأراضي الفلسطينية.
وتقول الشبلي -وهي من فلسطينيي عام 1948- إن مجموعة "عرب الصبيح" تصور البيت الخاص للاجئين بالشتات بينما تحكي مجموعة " الوادي" عن الفلسطينيين الذين بقوا في فلسطين بعد النكبة، لأن البيت بفضائه الواسع مرآة للحالة التي يوجد الإنسان عليها.
وقالت أيضا إنه بعد البحث والدراسة حاولت الإجابة عن سؤال "كيف يمكن أن أعيش كلاجئ وأبني بيتا في أماكن اللجوء؟؟" فاكتشفت أن إمكانية ذلك غير متوفرة في المخيم أو خارجه إلا إذا نسخ البيت الذي كانوا يعيشون فيه قبل النكبة من حيث جدرانه وزخرفته والصور التي تعلق بهدف استمرار إحساسهم بأنهم ما زالوا في قريتهم الأصلية.
المهجرون متساوون
وبحسب الشبلي فإن المهجرين الذين غادروا بيوتهم متساوون لأنهم تركوا كل شيء وراءهم، لكنهم بالوقت ذاته نسخوا في مواقع لجوئهم الوضع الطبقي الذي كان سائدا حتى قبل يوم واحد من النكبة.
فالشيخ جراء النكبة -تضيف الفنانة- تساوى مع الناس العاديين، لكنه في المخيمات احتفظ بمسؤولياته وموقعه اجتماعيا رغم اختلاف الزمن والظروف وكأن الناس ما زالوا يعيشون بقريتهم ويحلمون بالعودة لها "لا انقطاع بين أهل فلسطين أينما وجدوا".
وتحدثت عن معرضها السابق "قصاصو أثر" الذي يتناول الذين يخدمون بجيش الاحتلال، ويحاربون ويقتلون أهلهم وأبناء جلدتهم وهم يعرفون أنهم يخونون وطنهم ودينهم من أجل السماح لهم ببناء بيت "يخون الوطن والجماعة من أجل بيت!!".
وقالت الشبلي كذلك إن المجندين الفلسطينيين يخدمون في جيش الاحتلال لتعطيهم الدولة الغاصبة أرضا.. وقد كنت موجودة وهم يقسمون الولاء لدولة إسرائيل وسمعتهم يتهامسون "يللا يا خائن.. بدك تحلف ضد شعبك".
وأشارت إلى أن إسرائيل تمنحهم أرضا مصادرة من أهل بلدهم، وليس من أرضهم، لزرع الفتنة والمشاجرات بين العائلات الفلسطينية.
نموذج للحالة
من جانبها، ترى الناقدة هيا صالح أن أعمال أحلام الشبلي تبحث في مفهوم "البيت.. الوطن.. الانتماء" من خلال تتبعها لمرحلة الشتات لعشيرتها "عرب الصبيح" داخل فلسطين وخارجها باعتبارها نموذجا للحالة الفلسطينية بشكل عام.
وتضيف أن الفنانة تبرز كيف حاول اللاجئون الفلسطينيون استنساخ مكان جديد لهم عن مكانهم القديم في وطنهم الأم الذي أجبروا على تركه والنزوح منه، وهو ما يجعل قضية فلسطين حية في ضمير الأجيال المتعاقبة لفلسطينيي الشتات.
المصدر : الجزيرة