تريم اليمنية عاصمة للثقافة الإسلامية

ويأتي اختيار تريم تقديرا لدورها الدعوي في نشر الإسلام في آسيا وأفريقيا عبر العصور ولما اشتهرت به من رباطات العلم الإسلامية كرباط تريم الشهير ودار المصطفى للدراسات الإسلامية، فضلا عن تميزها بالطراز العمراني الإسلامي الفريد حيث تشتهر بوجود أطول مئذنة طينية يبلغ طولها 150 مترا وتضم أكثر من 360 مسجدا.
ويرى الشاعر والأديب ورئيس تحرير موقع "شمسان نيوز" عمر بن عثمان أن المركزية هي أبرز التحديات، موضحا أن اللجنة الفنية المكلفة برسم سياسة فعاليات تريم كعاصمة للثقافة الإسلامية لم يكن فيها شخص واحد من أبناء حضرموت – وتحديدا تريم المعنية بالأمر– وبعد تدخل منظمات المجتمع المدني التي سافرت إلى صنعاء تم استدراك الأمر.

وشدد ابن عثمان في حديث للجزيرة نت على ضرورة الابتعاد عن إقحام السياسة التي لا طائل من ورائها إلا الدعاية الإعلامية للدولة، والتركيز على الجوانب الثقافية التي أهلت المدينة لاستضافة هذا الحدث وأهمها إسهام أبنائها في نشر الإسلام في دول جنوب شرق آسيا بالقدوة والموعظة والسلوك الحسن، وامتلاكها ثروة هائلة من المخطوطات الأثرية الموجودة في مكتبة الأحقاف التي يعود تاريخها إلى نحو مائتي عام.
وبحسب رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في محافظة حضرموت سعيد الجريري فإن السيول التي نالت من معالم تريم الأثرية وتراثها الثقافي تجعل المهمة شاقة أمام الجهات الرسمية لترميم وصيانة هذه المعالم وتأهيلها قبل حلول العام 2010.

خطة عاجلة
وأضاف أن اللجنة العليا المكونة من وزارات الثقافة والإعلام والتربية والتعليم والإنشاءات أقرت في اجتماعها الأخير عددا من الفعاليات التي ستتخلل المناسبة وفي مقدمتها تنظيم الندوات الثقافية والأنشطة المحلية كالتعريف بتريم وتاريخها وحضارتها وعاداتها وتقاليدها، إضافة إلى الفعاليات الفنية التي سيشارك فيها عدد من الفرق القادمة من مختلف المحافظات اليمنية.
ويعتبر مهرجان باكثير -الذي سيدعى إليه كبار الأدباء من داخل اليمن وخارجه- ومؤتمر العمارة الطينية وافتتاح مركز العمارة في مديرية الوادي من أهم فعاليات احتفالية تريم عاصمة للثقافة الإسلامية.
يذكر أن اختيار مدينة تريم جاء تنفيذا لقرارات المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة للدول الإسلامية الذي انعقد بالجزائر في العام 2004، عندما أقرت هيئة الثقافة ترشيح ثلاث مدن لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية للعام المقبل.