أزمة العراق تحيق بالكتاب وعوائق أمام المبدعين

رغم صدور العديد من الكتب لمؤلفين عراقيين بالذكرى السادسة للغزو الأميركي، فإن من يتجول في عناوين هذه الكتب لا يجد إصدارات تتناسب وحجم القضية العراقية وتشعباتها، والتعقيدات التي تتوزعها.
ووفقا للناشر العراقي د. عصام خضير فإن ذلك يرجع إلى العديد من العوامل أهمها عدم وجود مؤسسة أو هيئة تتبنى إصدار الكتاب العراقي، مما دفع بعض المؤلفين لوضع مسودات كتبهم على الأرفف، بانتظار فرصة طباعة الكتاب.
وفي حديثه للجزيرة نت يشير خضير كذلك إلى وجود مخاوف لدى الكثيرين من تناول الشأن العراقي، خاصة الباحثين والأدباء الذين اضطروا للبقاء في داخل العراق، حيث يترددون كثيرا في التطرق للظواهر الجديدة التي طرأت في حياة العراقيين مثل النزعات الطائفية والعرقية، وانعكاس ذلك على تركيبة المجتمع والتوجهات العامة للمواطنين.
وعن نسبة الكتب والدراسات التي تناولت القضايا الساخنة في الشأن العراقي، يقول خضير "إنها وللأسف الشديد، لم تصل إلى الخمسين بالمائة".

عوائق عديدة
أما المفكر واستاذ القانون د. منذر الشاوي الذي شغل مناصب وزارية قبل الغزو الأميركي، فيؤكد للجزيرة نت أن هناك من يضع العوائق أمام المنتج الإبداعي العراقي.
ويضرب مثالاً على ذلك بالإشارة إلى أنه ألف أربعة كتب بعد الاحتلال وصدرت عن دار الحكمة ببغداد، لكنها بقيت حبيسة المخازن ولم يتم توزيعها حتى الآن مما يؤكد القصدية في خنق الكتاب العراقي.
وصدرت للشاوي الذي تولى وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي والعدل منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى إحتلال بغداد 2003، خمسة كتب بالتزامن مع الذكرى السادسة للغزو، تناول فيها موضوعات هامة تبحث عن الجوانب الدستورية ومفهوم الدولة وفلسفة القانون، وهي تمثل محور الجوانب التي ينشغل فيها السياسيون والمثقفون والجمهور بالعراق.
وفي الجانب الأدبي صدرت العديد من الأعمال الروائية والقصصية، حيث يقول القاص والروائي علي حداد للجزيرة نت إن من أهم الأعمال الأدبية التي غاصت في الأعماق العراقية رواية (غايب) للكاتبة العراقية بتول الخضيري والتي تناولت فيها مظاهر القتل والاختطاف، والتحولات السلبية في المجتمع.
مشاغل وقلق
ويشير حداد الى أهمية الموضوعات التي تناولها الروائي العراقي علي بدر في روايته (حارس التبغ) التي حاول من خلال تدرج أحداثها، كشف بواطن التداخل الديني والمذهبي في البلاد.
ويقول أيضا إنه تناول قضيه الحب وما تعرض له المجتمع وما يعيشه الناس من جحيم يومي في قصة بعنوان (أقباس وصبيحة) التي أثارت اهتمام النقاد في الوسط الثقافي.
لكن حداد يؤكد في الوقت نفسه أن الاعمال الأدبية المنشورة لم تعالج الهم والوجع العراقي، كما يعترف بأن المشاغل اليومية والقلق المتواصل قد أثر سلباً على أداء المؤلف والباحث العراقي.
جدير بالذكر أن الكثير من المطابع قد توقفت عن العمل، وأغلقت دور نشر أبوابها بعد انتشار الفوضى وانتقال العديد من أصحاب المطابع ودور النشر إلى خارج البلاد.
وأقيمت عدة معارض للكتاب، إلا أن ظروف البلد الاستثنائية ترمي بظلالها على عدد زوار هذه المعارض، خاصة تلك التي أقيمت في العاصمة بغداد، كما أقيمت معارض للكتاب بكل من أربيل والسليمانية.