أطفال فلسطين يرسمون الأقصى بمهرجان الرسم الأول

21/4/2009
عاطف دغلس-نابلس
في تحدّ جديد لإجراءات الاحتلال الإسرائيلي التعسفية واعتدائه على المسجد الأقصى، وضمن فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009 أطلق في مدينة القدس بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف طفل فلسطيني من المدينة ومدن الداخل المحتل عام 1948 مهرجان الرسم الأول لأحباب الأقصى.
وقال علي أبو شيخة عضو الهيئة الشعبية المقدسية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009 -الجهة الراعية للحفل- إن 3500 طفل فلسطيني قدموا من المدن الفلسطينية داخل الخط الأخضر عبر مؤسسة البيارق التي ترعى صندوق طفل الأقصى.
وأشار أبو شيخة للجزيرة نت إلى أن الأطفال الذين حضروا إلى الأقصى استمعوا لكلمة إرشادية عن المسجد الأقصى وما يتعرض له من هجمة من المؤسسة الإسرائيلية بهدف تهويده.
وأشار إلى أن أهمية المهرجان تكمن في وجود الأطفال الفلسطينيين بالأقصى ورؤيتهم بشكل دقيق وقريب لما يحدث له من اعتداءات إسرائيلية ورصدهم بكل دقة لتصرفات الاحتلال هناك.

عفوية ومعبرة
وأوضح أبو شيخة أنه بمجرد وصول الأطفال وزعت عليهم الأدوات الخاصة بالرسم من أقلام وأوراق وغير ذلك، قائلا إن الأطفال انطلقوا في محيط المسجد وساحاته لاختيار الزوايا التي سيرسمونها وخاصة قبة الصخرة والمتوضأ والمسجد نفسه.
ونوه إلى أن بعض الأطفال "اختار أن يرسم معاناتهم أثناء دخولهم للمسجد وكيفية إجراءات الشرطة الإسرائيلية وتشديدها على دخولهم ومنعهم من ذلك".
إعلان
وشدد على أن جمالية هذا المهرجان تكمن في الصورة العفوية التي يرسمها الأطفال، وبين أن الهدف هو ربط الطفل بشكل عاطفي وملموس بالمسجد الأقصى برسمه أي معلم من معالم الأقصى، خاصة أنه يأتي في وقت يتعرض له الأقصى لأبشع عمليات التهويد والاقتحامات من قبل المتطرفين الإسرائيليين.
وقال أبو شيخة إن رسومات الأطفال ستعرض على مختصين وسيتم تقييمها لتقديم الجوائز للفائزين، حيث رصدت جوائز قيمة لعشرات المشاركين الذين يحالفهم الحظ بالفوز، مؤكدا أن هذه الخطوة ستكون بمثابة مهرجان سنوي لدعم المسجد الأقصى ومدينة القدس.
أما الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وأحد المشرفين على المهرجان فرأى أن هذا المهرجان يهدف لتكثيف الوجود بالمسجد الأقصى وتنويع النشاطات فيه لحمايته والدفاع عنه في ظل هجمة الاحتلال عليه وعلى المدينة المقدسة.

ربط الأجيال
وقال صبري للجزيرة نت إن هذا المهرجان يؤكد أن الأقصى أمانة الأجيال تلو الأجيال ويهدف لربط الأجيال الصاعدة بالمسجد الأقصى.
وأكد أن المهم هو غرس المحبة في قلوب هؤلاء الأطفال ليكونوا رجال المستقبل وليحافظوا على الأقصى من أي أخطار محتملة، مضيفاً "أن الرسومات تعبر عما يجول بخواطر الأطفال، وأنها تنمي الذكاء والخيال وتربط بين الماضي والحاضر والمستقبل".
وأكد أن أطفال فلسطين يتعلمون رسم مسجدهم لإثبات حقهم فيه، في حين أن ما يقوم به الأطفال الإسرائيليون المعتدون هو اغتصاب وتزييف للتاريخ، على حد تعبيره.
وحاول الطفل محمد قدوره (12 عاما) من منطقة شعب قضاء مدينة عكا داخل الخط الأخضر أن يرسم قبة الصخرة المشرفة تعبيرا منه عن حبه للمسجد الأقصى ولتخليد تاريخ الأماكن المقدسة لدى الفلسطينيين، "خاصة أن النبي محمد عليه السلام عرج من هذه الصخرة إلى السماوات، فحبنا لها هو حب أي إنسان لمقدساته وأرضه وهو ما يتطلب منا الدفاع عنها في كل وقت وحين".
إعلان
المصدر : الجزيرة