معرض تشكيلي يوحد تاريخ المقاومة في غزة وجنين

توفيق عابد-عمّان
وقالت إنها حاولت تصوير عمليات الهدم في غزة بطريقة بصرية لأن "الرسم غير كاف للتعبير عن بيئة مدمرة بطريقة همجية، بهدف الوصول إلى غاية نبيلة هي تمجيد المقاومة والصبر والتحمل والتمسك بالحقوق وتوصيل نداء للعالم من أجل العدل والسلام".
وتقيم الزرو في مجمع النقابات المهنية معرضا مفتوحا يضم 15 لوحة تمثل الجو العام للشعب الفلسطيني من أطفال ونساء ورجال تحت الاحتلال والمجازر من جنين إلى غزة.

وأوضحت الفنانة التشكيلية في حديث للجزيرة نت أنها نفذت لوحاتها على قماش دون إطار "لأن القضية الفلسطينية لا تؤطر فهي عالمية ومسؤولية العرب أولا والعالم ثانيا". وقالت إن البيئة التي شكلتها هدفت إلى تحريك مشاعر المشاهد ليخوض التجربة ويتجول في أرجائها ويكوّن الفكرة المتكاملة.
أسجل التاريخ
وأظهرت بعض اللوحات ما في بيوت الفلسطينيين من ألعاب للأطفال وأدوات للمطبخ وكراس "دمرها الطيران الإسرائيلي بأسلوب انتقامي".
وأشارت الزرو إلى أن "الفن يسجل التاريخ منذ أيام الكهوف، ولو لم يكن هناك فنون لما توصلنا إلى أي معلومة عن تاريخ الشعوب". وأضافت "أرسم لتسجيل التاريخ أولا، وخلق تفاعل بيني وبين المشاهد عن فترة زمنية معينة ينبثق عنها حديث وحوار متواصل".
وتابعت بالقول "أظن أن هذا الهدف مهم جدا بالنسبة للفنون على أنواعها من موسيقى ومسرح وتشكيل، لأنني أرى في قاعات العرض فنونا الهدف منها البيع، وهي تقليد للفنون الأوروبية المجردة عن الأوضاع الحقيقية التي يعيشها الإنسان الفلسطيني".

ألوان الحريق
وحول تركيزها على الألوان الحارة قالت إن المشهد في غزة دخان أسود وأبيض جراء الأسلحة المحرمة دوليا، والنار بألوانها الأصفر والبرتقالي والأحمر، ثم الدماء المتناثرة في كل مكان، "فأنا أستخدم ألواني التي لها علاقة بالموقف الانفعالي الداخلي، فاللون الأسود هو انعدام الضوء وهكذا كان الوضع في غزة، بينما استخدمت في رسم جنين ومخيمها اللون البنيّ لأن العملية كانت هدما أكثر منها حرقا".
من جانبه رأى الناقد الفني رسمي الجراح أن سامية الزرو تعتمد على الخامات المختلفة بغية توصيف أعمق للتعبير عن قضيتها فلسطين، وهي في مشروعها الفني الذي بدأته منذ سنوات تقدم تجريبا اعتمدت فيه على اللوحة والتشكيل بالقطع المتباينة لتقدم رسالتها الجمالية والبصرية.
وقال إن تجريب الزرو "تجريب نضالي فهي تدافع مباشرة ودون مواربة برموز وإشارات من بيئتها فلسطين، لتؤكد عدالة قضيتها وأكذوبة الدولة المصطنعة".