شعر من أجل غزة

من مشاركات القراء

عبد اللطيف بنعدي بن عبد العزيز، موظف، المغرب
تل الهوى

أحرقوا قلبك يا تل الهوى
كل جميل فيك احترق وخبى

يا ليتني قلبك يا تل الهوى

يا ليتني شعر تل الهوى

لاحترق على حين غرة يا غزة

أنا طفل غزة

رمادي الغض

سماد لتخصيب الأرض

ثمارها لكل أحد

وصية لكل مضطهد

ونبع لنور شمس الغد

 

أحرقوا قلبك يا تل الهوى

كل جميل فيك احترق وخبى

يا ليتني قلبك يا تل الهوى

 يا ليتني شعر تل الهوى

لاحترق على حين غرة

كصرخة أم مفجوعة

تنعي حضارة موؤدة

تبكي قلوب أهل مريضة

تسترق السمع عند كل صرخة

تزهو ناظرة إلى حمام الدم

وتدعي الموعظة

 

أحرقوا قلبك يا تل الهوى

كل جميل فيك احترق وخبى

يا ليتني قلبك يا تل الهوى

يا ليتني شعر تل الهوى

لاحترق على حين غرة

كابتسامة شهيد على ارض المعركة

تخيف الأعداء والخونة

يا ليتني حريق قلبك يا طفل غزة

لأكون تل الهوى

 

__________________________________________
 

علا الله طاهر علا الله ، اليمن ، طالب جامعي
شتاء غزة الساخن
 

فصْلُ الشِّتاءِ على القطاع جهنَّمُ       والمعْصرات قنابل لا زمزمُ
ألهذه الدنيا ضمير بعدما              أُخِذَ الصغار جريرة يا آدمُ
الآدميِّة هلْ تقرّرُ أوْ تُبَرّرُ            قتْل طفل في الشوارع ينْعمُ
مهضومة تلك البراءة عند تطْبيق     الحقوق بنائهم يتهدّمُ
مسكينة تلك اللطيم أوِ العجيّ         أوِ اليتيم من الوغى تتجهّمُ
أين العروبة أين جيش محمّدٍ؟        فالنار تلتهمُ الحياة وتهْضمُ
أين البريّة من تغطْرس معْشرٍ       عاثوا دمارا في القطاع ويتّموا؟
قصفوا البراعم والنسا وشيوخنا      نسفوا المساجد جهرة وتبسّموا
فعل الخضوع مذلَة كسكوتنا        عار على الحكّام إن لم يقْدموا
لغة السلام عقيمة يا قومنا           إنّ العدوّ بفعله يتكلمُ
قولوا الجهاد أوِ الكفاح وكبّروا       لمّوا الصفوف وزمجروا وتقدموا
هذي الحقيقة إنْ أردْنَ حقيقة        إنّ السلام مع العدوّ توهمُ
يا أيها الشهداءُ زدْتم رفْعة          ما نال منْزلة الشهادة مجرمُ
طوبى لكم أحباب قلبي إنّكم        أهل الرباط فجاهدوا لا تسْأموا
قيل النعيم حياتهم إنْ سلّموا       وأقول أسْد الحقّ لا تسْتسْلموا
يا غزة العلياء عشْتِ عزيزة       ما ذلّ قوم بالكتاب تكلّموا

 

__________________________________________

 

طريف يوسف آغا، مهندس، الولايات المتحدة

مِنْ بركاتِ حاكمْ

 

لاباركَ اللهُ بكَ

مِنْ حاكمْ

تدَّعي حِمايَة السَلام ِ

وَأمامكَ تذبَحُ الحَمائِمْ

إلا إذا كنتَ تعني السَلامَ

لمُرتكبي الجَرائمْ؟

أما رأيتَ الدِماءَ أنهارا ً؟

أمْ كنتَ بالوزيرةِ حالمْ؟

أمْ أنكَ في إصبعِها

أصبحتَ خاتمْ؟

أما رأيتَ الأطفالَ أشلاءً؟

أمْ كنتَ نائمْ؟

أما سَمِعتَ بأرقام ِ الضحايا؟

أمْ كنتَ عَن ِ السَمَع ِ صائمْ؟

مِنَ الواضح ِ أنكَ لا ترى وَلا تسمَعْ!

وَكلامُكَ للمَهانةِ دَومَ  مُلازمْ!

هَلْ حَقا ً تصَدقُ بأنها

مُراهَقة  ٌ أعمالُ المُقاومْ؟

وَأنَ الرَدَ على المُحتل ِ

طيشٌ  لِزمانِنا ماعادَ يُلائمْ؟

وَأنَ مِئاتَ الملايين ِ الغاضبةِ

مَخدوعَة  ٌوَأنتَ العالِمْ؟

إذا كنتَ حَقا ً بهذا الذكاء ِ

فلماذا شعبكَ منكَ دومَ واجمْ؟

هَلْ تعلمْ بأنكَ إقتربتَ

مِنْ مَرتبةِ البَهائِمْ؟

وَما عادَ يَنقصكَ سِوى

السير ِعلى أربعةِ قوائمْ؟

وَلكنْ لاتنسى أنَ البهائمَ تسَمَنُ

لِتقامَ عَليها الوَلائمْ

 

ما لعيبُ في التاريخ ِ لا تقرؤهُ

وَفيهِ مِنَ العِبَر ِ الغنائِمْ ؟

يَذهبُ إسمُهُ إلى سِجل ِ الخلود ِ

مَنْ كانَ قلبهُ على كرامَةِ الوَطن ِ دائِمْ

مَنْ كانَ سَيفهُ لايَرتاحُ في غِمْدِهِ

طالما العدو في دماء ِأطفالنا عائمْ

وينتهي في مَزابل ِ التاريخ ِ

مَنْ عَرشهُ على الذل ِ كانَ قائِمْ

عُذرا ً إنْ كنتُ قدْ نسيتُ من أخاطبْ

فأمثالكَ لايهمهمْ التاريخُ وَلكنْ الدَراهمْ

أنتَ وَأمثالكَ تتشابهونَ

بالأقوال ِ وَالأفعال ِ وَالمصير ِالقاتمْ

فإما تنتهي كما إنتهى غيركَ

أمامَ قضاةِ المحاكمْ

أوْ كما إنتهى سَلفكَ

برَصاص ِ فاعِل ِخير ٍناقمْ

وَإما تنفقُ كالبَعير ِ

وَإلى الأبدِ تبقى تلاحقكَ الشتائمْ

فتوصي لإبنكَ بحِراسَةِ قبركَ

ليَبقى مِنْ غضَب ِالناس ِ سالمْ

 

__________________________________________
 

طريف يوسف آغا، مهندس، الولايات المتحدة

غزة بشَهادةِ شاعرْ

 

هَلْ تقبلينَ ياغزة بشهادةِ شاعر ٍ

يَرى في القسام ِ آمالَ أجيال؟

 

أشهَدُ بأنكِ على الحق ِ

وأنَ طريقكِ هوَ طريقُ الرجال ِ

 

وَحدكِ اليومَ تصونينَ الكرامة َ

وكلُ مَنْ حولِكِ أنذالٌ بأنذال ِ

 

وَجهكِ يشعُ بأنوار ِ النجوم ِ

رأسكِ شامخ ٌ شموخَ الجبال ِ

 

إرفعيهِ عاليا ً فأنتِ مَنْ

يَذودُ عَنْ شرَفِ الهلال ِ

 

أما رؤوسهمْ فمغمورة ٌ في الجيوبِ

رؤوسهمْ مزروعة ٌ في الأوْحال ِ

 

تشترينَ العِزة َ بدِماء ِ أبنائِكِ

وَهُمْ يَبيعونها بعروش ٍ وَأموال ِ

 

وكما هِيَ دِماءُ الشُهداء ِ نورا ً

يُضيئُ الدربَ لآتي الأجيال ِ

 

فهيَ أيضا ً نهرُ نار ٍ

سَتحرقُ كلَ مُغتصِبٍ وَدَلال ِ

 

كلُ أشرافِ الوَطن ِعِندك ِ

وكل من يتاجر بالكلام دجال بدجال

 

خلعَ عليك ِ التاريخُ أثوابَ مَجدٍ

وألقى إليهمْ بأثمال ِ

 

إسْمُكِ يا غزة ُ مِنَ العزةِ

بَينَ العزة ِ وَأسمائهمْ آلافُ الأميال ِ

 

لاأحَدَ مِنَ الشعوبِ يَستمِعَ إليَهمْ

مَنْ يستمعُ في الحروبِ إلى طبال؟

 

لا أحَدَ مِنَ الشعوبِ يَطيقُ رؤيَتهمْ

أليسَ رَجمُ أمثالِهمْ بحَلال؟

 

لا أحدَ مِنَ الشعوبِ يَفتخرُ بهمْ

إن يَرحلوا .. تكسَرُ خلفهمْ مَلايينُ القِلال ِ

 

__________________________________________

  

طريف يوسف آغا، مهندس، الولايات المتحدة

شَعبُ اللهِ المَخدوعْ

 

خدَعوكََ لما قالوا لكَ

وَطنكَ هوَ… فلسطينْ

 

خدَعوكََ لما قالوا إذهبْ

 يُباركْ لكَ فيها رَبُ العالمينْ

 

خدَعَكَ بلفور أيها الشعبُ المختارُ

لمّا وَعَدكَ بأرض ِالمُجاهِدينْ

 

ولمْ ينصَحكَ مِنْ قبلهِ

مَنْ إختارَ لكَ أرضَ المُقاومينْ

 

هذهِ أرضٌ ، إنْ كنتَ لا تعلمْ

تشتعِلُ فيها نارُ الحَربِ إلى يومِ الدينْ

 

أسأل هولاكو وقلبَ الأسدِ وبونابرتْ…

وَغيرهِمْ مِمَنْ كانوا بالغزو مَهووسينْ

 

لمْ يُرسلوكَ إلى هُنا عَطفا ً وَلكنْ كرها ً

آنَ الأوانُ لأنْ تعرفَ مَنْ هُمْ حَقا ً لكَ الكارهينْ

 

هُمْ مَنْ أرسَلوكَ إلى حَتفِكَ وَقدْ عَلِموا

جَربوا هَذهِ الأرضَ قبلكَ وَخرجوا مقهورينْ

 

هَلْ حقا ً تظن أنكَ أذكى منهمْ؟

هَلْ حقا ً تظن أنكَ أذكى مِنَ البريطانيينْ؟

 

لو يَبوحوا لكَ بالحقيقةِ لقالوا

لماذا هُمْ بآلامِكَ غيرُ مَعنيينْ

 

أرادوكَ رأسَ حَربةٍ لأهدافِهمْ

أرادوكَ كلبَ حراسةٍ لِمَصالِح ِالغربيينْ

 

لاتغرَّنكَ الألقابُ … فلستَ بصديقهمْ ولابشريكهمْ

لستَ لهمْ بأكثر ِ مِنْ خنجر ٍ في خاصِرةِ المسلمينْ

 

متى ستصْحو مِنْ أحلامِكَ …؟

متى ستدركُ أنها أكاذيبُ كاذبينْ؟

 

يَدوسوكَ بالأقدام ِ يَومَ ينتهي دَورُكَ

عُدْ إلى رُشدِكَ قبلَ أنْ يمحوكْ غيرَ آسفينْ!

 

ضَرَبوا عِصْفورَين ِ بحَجر ٍ واحِدٍ

جَعلوا مِنْ عَدوين ِ لهُما … مُتعادينْ

 

نُعْمِلُ القتلَ فيكمْ وَتعمِلونَ القتلَ فينا

وَببَيْع ِ السِلاح ِ لكِلينا يكونوا الرابحينْ

 

لما كلُ هذا القتل ِ لبَعضِنا؟

ألسنا وأنتم من الساميين؟

 

تخلصوا مِنكَ بنا… وانتقموا مِنا بكَ

تعالَ نقولُ لهمْ كفى… فلسنا بمجانينْ!

عِشتَ بيننا قرونا…وَكذلكَ بَينهمْ

برَبكَ مَنْ أقامَ على دِمائِكَ القرابينْ؟

 

مِنْ مَحاكِم ِ إسبانيا إلى مَحارق ِ ألمانيا…

وَمِنْ قياصرةِ الروس ِ إلى بَقيةِ السَفاحينْ…

 

إصحى أيُها الشعبُ المختارُ…

فبلادُ العَرَبِ ليسَتْ مُباحة ٌ للمُشتتينْ

 

فأنتَ في جزءٍ مِنْ وطن ٍأكبرْ …

وَطن ِ المُختار ِ وَالأمير ِ وَعُرابيْ  وَسُلطان ِ الثائرينْ

 

إصحى فأنتَ في قِطعَة ٍ مِنْ بلادِ الشام ِ

هَكذا كانتْ تعرَفُ يَومَ حَرَّرَها أميرُ المؤمنينْ

 

كلُ شِبر ٍ مِنها رويَّ بدِماءِ الشهَداءِ

هَذهِ بلادُ اليرموكِ وعين ِجالوتٍ وَحِطينْ

 

مِنْ حيث تمشي اليومَ سارَ خالدٌ في الأمْس ِ

وَمِنْ بَعدِهِ سارَ المُظفرُ وَالظاهِرُ وَصَلاحُ الدينْ

 

لا يُغلبُ شَعبٌ يشتري المَوتَ بالحياةِ

لايُغلبُ شَعبٌ تعلمَ في مَدرسةِ أحمدْ ياسينْ

 

هَلْ حقا ً تصَدقُ قِصَة َ الإرهابِ؟

أمْ تختلقونَ الكذِبَ وَتصبحونَ لهُ مُصَدِقينْ؟

 

إصحى أيُها الشعبُ المَخدوع ُ…

قبلَ أنْ تندمْ إلى أبدِ الآبدينْ…

 

هذا ليسَ وَطنٌ بلا شعبٍ

بَلْ وَطنُ شعبِ المقاتلينْ

 

ألا ترى بَعدُ أينَ رُمِيَّ بكمْ؟

ألا ترى كمْ أنتمْ عَن ِ الأمان ِ بعيدينْ؟

 

هَلْ حقا ً تصدقُ بأنَ

قنابلكمْ الذرية ستجعلكمْ آمنين؟

 

ألا ترى بَأنكمْ في كل ِ يَوم ٍ

على مائِدةِ أحَدِ شُهدائِنا مَدعوينْ؟

 

هَلْ حقا ً تظنُ بأنَ لِذلِكَ نِهاية؟

لمْ ينتهي عبرَ قرون ٍ.. فلِماذا تعيشوا واهمينْ؟

 

لاتغرَنكَ قِوَتكَ اليومَ…

لا تنفعُ القوة ُ أمامَ حَق ٍ وَرائهُ مُطالبينْ

 

وَلا تغرَنكَ العِصاباتُ التي تحكمُنا وَتهادِنكمْ

سَينتهونَ يَوما ً في مَزابل ِ التاريخ ِ مَنسيينْ

 

تحاسَبونَ يَومَها أمامَ الشعوب ِ

وَليسَ أمامَ الحاكِمينْ

 

تحاسَبونَ يَومَها بفواتير ِ

الجنوب ِ وَغزة وَجنينْ

 

وَصَبرا وَشاتيلا وَقانا

وَكفرْ قاسمْ وَديرْ ياسينْ

 

__________________________________________

 

طريف يوسف آغا، مهندس، الولايات المتحدة
آخِرُ الزَمانْ

 

أرأيتمْ  كيفً  تمطرُ  السَماءُ  حِجارة؟

وَكيفَ  يُحاربُ  الأطفالُ  دَبابة؟

وَكيفَ صارتْ أرضُ الأنبياء ِخَرابة؟

أرأيتمْ إذا صارَ الحَقُ سَرابا؟

وَإذا صارَ أهلُ الأرض ِفي أرضهمْ أغرابا؟

وَإذا اقتحَمَ المَسجدَ الأقصى بقوَةِ السِلاح ِغُرابا؟

إسرائيلُ أمامَ أعين ِالعالم ِ تقطِعُ الرقابا

وَحكامنا تساعِدُها وَلكنْ بلا كاميراتٍ وَلا رَقابة

إذا حَلَ يَومُ القيامةِ غدا ً فلا غرابة

 

أرأيتمْ ملايينَ العَربِ تحكمَهُمْ حُثالة؟

أرأيتمْ شَعبا ًيَعيشُ وَفي رقابهِ الحِبالا؟

أرأيتمْ مُدنا ً تؤدُ حَية ٌ كما في زمَن ِالجَهالة؟

أرأيتمْ كيفَ صارَ الحلالُ كفرا ً والكفرُ حَلالا؟

إسرائيلُ تشربُ مِنْ دَمِنا

وَحُكامُنا بالمشاهدةِ ثمالى

عِندما يُقطعُ رَصاصُ الغدر ِمنْ أجسادِ أطفالِنا الأوْصالا

وَعندما يُفرضُ على شعبٍ كامل ٍ أن يشدَ مِنْ أرضِهِ الرحالا

وعندما تمرغ جبهة أمة ٍ تعَدُ بمئاتِ الملايين ِالأوحالا

فإنَ يومَ القيامةِ باتَ على الأبوابِ لا مَحالة

 

أسَمِعتمْ بحُكامِنا يدَّعونَ لأنفسِهمْ فضلَ الانتفاضة؟

هَذا مَنْ وَضَعَ صورَتهُ على حِطينْ

وَهَذا مَنْ ينسِبُ نفسَهُ للقادسية

هَذا مَنْ يَدَّعي النبوة ِالثوْرية

وَهَذا مَنْ يَنسِبُ نفسَهُ للأسرة ِالنبوية

هَذا مَنْ يَستعرضُ جلالَ قدره ِكالطاووسْ

وَهَذا مَنْ يَكتسي بالنياشيين ِكحمار ِالعيدْ

هَذا مَنْ يورثُ نفسَهُ الأمجادَ الفرعونية

وَهَذا مَنْ ينفخُ نفسَهُ كالقربَةِ الهَوائية

إنْ كانوا ينتسبونَ لشئ ٍفلِمَزابل ِالتاريخْ

حتى المزابلُ سَتتبرأ مِنهمْ لو كانَ لها إرادة

يَتغنونَ بالعطاءات ِالكريمة والمواقف ِالبطولية

أسَمِعتمْ بموقف ٍ بُطولي ٍمِنْ ضَبع ٍأوْ بعَطاء ٍمِنْ جَرادة

لا الضباع ُولا الجرادُ تفقه ُ إلا في فن ِالإبادة

إنْ حلَ يومُ القيامَة ِغدا ً فما عَادَ للكذِب ِ ولادة

 

عِذرا ً مِنْ شاعِرنا فما عادَ اليومَ مَعنا بُندُقية

صادَرَتها القيادة التاريخية لِزعامَتِنا الأبية

ثمَ صادَرَتْ أسماعَنا وَأبْصارَنا وَأصْواتنا

فصِرنا عالة ًعَلى البشرية

عُذرا ً أطفالُ فلسْطينَ وَلكنْ لنْ تحْصَلوا مِنْ زعامتِنا

إلا على البكاء ِ والتباكي وَالأناشيد ِ الوطنية

وَمؤتمَرات ِ القمَة ِ والمَسيرات ِ الشعبية

وَستتضامنْ مَعَكمْ

وَتعاهِدُكمْ بأنها سَتبقى أبَدَ الدهر ِ وَفية ً للقضِية

وَرُبَما أرسلتْ بَعْضَ القطن ِ والشاش ِ وَالعقاقير ِ الطبية

عُذرا ً أطفالُ فلسطينَ وَلكنْ عِندَما تنتهونَ مِنْ رَجم ِ اليَهود ِ

جَهزوا أحْجاركمْ لِسماسِرَة ِ السياسة ِ العَرَبية

فإنْ حَلَ يومُ القيامة ِ بَعدَ ذلكَ سَتكونُ النفوسُ رَضية

 

أطفالُ فلسطينَ… بأمي أنتمْ وأبي

الأحْجارُ في أيديكمْ صارتْ اليومَ تتكلمُ عَرَبي

أحْجاركمْ اليومَ صارتْ ثعبانُ موسى

ألقوها … تلتهمُ كلَ قاتل ٍ وَمغتصب ِ !

لوْ كانَ داوودُ حَيا ً لبارَكَ أحْجارَكمْ

شقوا بها رأسَ كلَ جبار ٍ مُستكلِب ِ !

لوْ كانَ هودٌ يُرزقُ لغيَّرَ إسمَهُ خجَلا ً

لعنتمْ مَعشرَ اليهود ِ في التاريخ ِوَالكتب ِ

ذكِروا شيلوكَ … سَفكُ الدِماء ِ مازالَ مَمنوعا ً

ثمنُ الدماء ِ … أحجارٌ تسقط ُعلى رأسِهِ كالشهب ِ

أطفالُ فلسطينَ إرجموا الصَهاينة بأحجاركمْ

وَمِنَ المُحيط ِ إلى الخليج ِ إبصقوا على كل ِ حاكِم ٍعَرَبي

فإنْ حَلَ يَومُ القيامة ِ بَعدَ ذلكْ

 فلا ندمٌ على الدنيا ولا غضب ِ

 

أطفالُ فلسطينَ عُذرا ً وَلكنْ

مُنذ زمَن ٍ وَنحنُ نعيشُ في زمَن ِالأحْلام ِ

وَهوَ زمنٌ بدأ عِندَما عقمتْ الِنساءُ

عَنْ إنجاب ِ القادة ِالأبطال ِ

في الماضي كانتْ إستغاثة ُ امرأة ٍ

تحَركُ جيوشا ً وتنهي ظلمَ إحتلال ِ

واليومَ ذبحُ  شعب ٍ أعزل ٍلايستدعي

أكثرَ مِنْ برقيات ِ التأييد ِ وقمَم ِ الإحتيال ِ

عذرا ً وَلكنْ زمنُ الظاهر ِوالمظفر ِوصلاح ِالدين ِ قدْ وَلى

وَليسَ يَحكمَنا اليومَ سِوى أشباهُ الرجال ِ

 

مَهلا ً أطفالُ فلسطينَ لاتيأسوا

فأمثالكمْ مَنْ سَيوقِظنا مِنْ زمَن ِالأوهام ِ

أمثالكمْ أمثالُ العظمةِ وَالمختار ِ وَجول ِ جَمال ِ

وَأمثالهمْ مِنْ أبطال ِ حِزب ِ الله ِ والجهاد ِ وكتائب ِ القسام ِ

فإنْ حَلَّ يَومُ القيامةِ بَعدئذٍ… سَيكونُ رأسُنا مَرفوعا ً في الأعاليْ

 

__________________________________________

 

حسن سلامة

مَدَدْ ··

 

ومكثتم غير بعيد

بيقين الأنباء تجيئون

هذا دمكم من رحم الأرض الحبلى دوماً

تمتد مشيمتها بالعطر الراعف

بالعزة،

بالدم

بالزيتونة

لا شرقية

لا غربية

وبزيت المشكاة ..

تقولون:

قال الحجر عن الشجر،

عن الصخرة،

 عن معراج حبيبي:

( مدد.. مدد..)

هذا حزن القلب كما قال حبيبي..

هذا دمع العين

كما قالت غزة ..

 

مدد..

لقافلة الشهداء،

 للمنتظرين ولم يتبدل منهم فعل أو قول..

مدد..

لطفل ما جاء من اليمّ،

 أو من أطراف الأرض،

لطفل ما نهل الأوهام،

 فواجه بالجسد الغض

عقيدة قتل محمومة

 

مدد ..

لعجوز ما زالت تجلس قُدّام البيت الكنعاني

 تحرس عتبته بدعاء المهجة،

 تطرز بخيوط التاريخ صهيل الخيل

 وسمق السرو..

 

مدد ..

لامرأة خلف الطابون

 تحت التينة

فوق الجمر

 تخبز لبراعمها الزُغب رغيف براءتهم

 تلقمهم صبر الأيام

مع الأيام ..

 

مدد ..

للفلاح الكادح خلف المحراث

ومازال،

منذ بيدر أرنان يبوس،

 يلوّح بالوجه الطيني،

 يغني الميجنا ..

 

مدد..

ليبوس، وما زالت

 تلتحف الليل

 وتأبى كل غزاة الأرض

 

مدد..

للراعي وفي يده الناي،

 يناجي القطعان،

وبطربها بظريف الطول ودلعونا ..

ويعود مساء

بكثير من حكي البادية المفعم بالسمن،

 وهواجس خالتنا الغولة

والذيب..

 

مدد ..

لزمان أمسينا فيه عمودين من الملح،

 وأصبحنا من باب لجدار،

نبحث عن رائحة الطين

وشخوص الأشجار..

 

مدد..

للشوق الراجع،

لجفاف يوصد أبواب الندى ..

لسبع عجاف ..

 لعشر..

 لخمسين وما زالت

عين الكهل تبحث 

عن أشرعة الوطن الآتي ..

 

مدد ..

للخيل ..

حقاً ،أين الخيل ..؟!

هذا زربايل

ما زال يجيء من السبي،

يحط رحال التيه على أرض

كانت منذ الفجر لكعنان..

يضحك لحبال مخيمنا

حين تشد السنوات

على قوم كالتين،

كما الزيتون..

يضحك ويقتل.

يقتل ويقطع ..

وبكل الفسفور يجيء ..

 

مدد ..

لمن يسعى للغد

 يحمي ذاته،

 من حوله،

 يصنع من أيام حبلى..

 صوراً للآتي ..

 

مدد.. مدد

 

__________________________________________
 
معزوز أسامة، طالب جامعي، الجزائر
ددمُوعُ القُدس

 

دُمُوعَ القُدس لَن تَبكِي سِنينَا            صَلاحُ الدِين أتِينَا يَقِينَا
دُمُوع القُدسِ نَفدِيكِ دِمَاءً               وَإِن شِئتِ أُسُودًا مُقبِلِينَا
سَمِعنَا طَرقَ أَبوَابٍ هَمِيدٍ               حَسِبنَاهُم ضُيُوفاً مُحشَمِيناَ
وَجَاؤُوا رَوضَةَ المِعرَاجِ شُعثاً          يَجُرّوا ذَيلَ سُوءٍ كَاشِحِينَا
وَقَد سَاقُوا النُفُوسَ إلى المَنَايَا           وَرَاحُوا صَالِتِينَ وَشَانِقِينَا
وَنُبصُر فيِ أَزِقَتِّنَا هَوَاناً                عَلَى أَكتَافِهِ جمَرًا لَقِينَا          
سُقِيناَ مِن كُؤُوسِ المَوتِ جَهرا ً         فَصِرنَا نَرتَوِيهِ وَيَرتَوِينَا
وَأُمطِرناَ مِنَ العَادِي شِرَاراً             ألِفِنَا مِنهُ خَيرَ المُكرَمِينَا                    
فَمَهلاً يا بَنو خِنزِير مهلاً              سَنُبجِسُ أَرضَكُم حِمَماً مَعِينَا
فَتِلكَ بُيُوتِنَا صَارَت خَرَاباً              وَتِلكَ قُبُورُنَا نَشكُوا حَنِينَا
مَتَى نَروي بُزُوغَ الفَجرِ قُولُوا         مَتَى يَبقَى يُجَالِسُنَا لَعِينَا
سَأَنُفُثُ مِن دَمِ الشُهَدَاءِ شِعرًا           لِيبقَى الشِعرُ مِنَ دَمِ الشُهدَاءِ دِينَا
َأرَاهُم فِي دُرُوبِ الحَقّ خَيلًا            أَرَاهُم لِلجِنَانِ مُغَنَّمِينَا
أَغَزَّة لاَ تُنَادِي العُربَ طُرًا             فَلَم تَعُد العُرُوبَة تَحتَوِينَا
فَعُذرًا يَا دُمُوعَ القُدسِ عُذرًا            فَقَد بَاعُوكِ بُهتَانًا وَطِينَا
أَيَا قَومِي أَقِيمُوا العِزَ دَهرًا              فَدمعُ القُدسِ مَبكَاهَا سِنِينَا

 

__________________________________________


نعيم عودة

إلى متى…..؟

 

إلى متى نطأطئ الرؤوس         ونشربُ الأنخابَ والكؤوس ْ

إلى متى تظلّ ُ غزّة ٌ             تودّعُ النجومَ والشموس

وفي مرابعي كلابٌ تحتفي        وترقصُ الذئابُ والتيوس

يا أمةً ضاقت حُلومها             وحلّ فيها مارقٌ يؤوس

يدوسنا في كلّ ساعةٍ             مستنسرٌ، رؤوسَنا يدوس

لم تبقَ إلا حفرةٌ هنا              وحفرةٌ هناك َ والفؤوس

يا رُبّ أم ٍ غاب صوتها          وربّ شيخٍ عاجز ِ عبوس

وصاحب التاج السريّ الذي      تحوطهُ الحريمُ والفلوس

ينظر للأم ِ على قهرها           تجمع أشلاءً وتبكي عروس

يا أمةً لا تستحي أن ترى        نساءها، أهانها المجوس

وطفلةً كفلقة القمر               أخنى عليها القاهرُ الشّمَوس

فأصبحتْ كفارع الغضا         أحالها الجحيم  لليَبوس

هناك زلزالٌ يجوب الفضا       يبحث عن صيدٍ ليملا الرموس

والراغبون في الحياة ما         زالوا على عروشهم جلوس

ما بين طاوٍ خائر ِ المنى        وبين أزلام ٍ صغار النفوس ْ

 

__________________________________________
 

عبد الرحمن عبد العزيز أقرع، محاضر في كلية الطب البشري جامعة النجاح الوطنية، فلسطين

لكِ اللهُ يا غزةَ الشهداء

لكِ اللهُ يا غزةَ الشهداءِ
لكَ اللهُ يا شعبنا الممتَحَنْ
لنا اللهُ إذ خذلتنا الجموعُ
وصبت على نارنا زيتَها
لنا اللهُ هل غير ربِّ العبادِ
يصبُّ سلاماً على مَوتِنا
أهدهِدُ جرحي ببعضِ الدموعِ
وبعضُ القريضِ
وأكره دمعي وشعري معاً
وأصرخُ في وحدتي من جديد
كما صرخَ الشعبُ: يا وَحدَنا
فيا موتُ أقدِم ولا تنتظِرْ
سئمتُ الحياةَ وزينتَها
سئمتُ التمسحُ بالسابقينَ
وشتمَ القضاةِ
وجلد الذواتِ
ولعنَ العداةِ
سئمتُ خطابَ الخصاةِ
وسيل المقالاتِ عن دمنا
سئمتُ التضامُنَ والناعِقينَ
سئمتُ التفيهُقَ عن حقنا
لنا اللهُ
هل غيرُ ربِّ العبادِ
كفيلٌ بنا
ووكيل لنا
فيا شعبُ مد اليدين وربكِ
لن تدفعَ النارَ غيرَ اليدينِ
إذا أمسكتْ باللواءِ معا
تلفتْ يمينا
تلفت يساراً
فلن تبصرَ اليومَ غير الصواريخِ
تقتاتُ من نسغِ أشلائنا
وخلفَ الصواريخِ
خلفَ الحدودِ
حياةٌ تضجُّ
وسوقٌ يَعِجُّ
وبعضُ العِباراتِ تهدى لنا
هو الصمتُ
صمتي وصمتكَ ضاعَ
ليعلو نواحُ أيامى لنا
تلفت إذا ما حوتكَ اللحودُ
سوى جثتي هل ترى صاحِبا
سوى قبرنا هل ترى مسكنا
فهل نتقاتَلُ تحتَ اللحودِ
لكَ الله
من لي سواكَ
ومن لك غيري أخاً مُسنِدا
لنصغِ لصوتِ رفيفِ الملائِكِ
مُدتْ لترفَعَ أرواحنا
لنهجرَ زيفَ الحياةِ
وزيفَ الذينَ تغّذوا بميراثِ فُرقَتِنا
لكِ اللهُ يا غزةَ الشهداءِ
لنا اللهُ
هل غير ربّ العبادِ
رحيمٌ بنا

****
نهارٌ حزينٌ
تماماً كأيِّ نهارٍ يطلُّ
فللشمسِ في جوّنا
لونها المدلهم:
سوادٌ يجللُ أقدارَنا
فستونَ عاماً من الليلِ
لم نلحظُ الشمسَ فيها
يساقِطُ غيمٌ من الموتِ
قتلاً على شعبِنا
لينبتَ من أرضنا القهرُ
يغشى الدروبَ
يظللنا بالهوانِ المقيمِ
فنحرثُ أرضَ الشهادةِ
نزرعها بالأماني
لنحصدَ عند مجيءِ المواسمِ
أشلاءَ أطفالنا
وأخوتنا –يا لأخوتنا
أشبعونا ملاماً
ومع كلِّ كيسِ طحينٍ
وبعض دواءٍ
يَمُدونَ
نلمس بينَ الطحينِ
اتهاماً لنا


***


نهارٌ حزينٌ كعينيِّ غزةَ
تبكي لها
منذ أذّنَ بالقصفِ
جيشُ العلوجِ
مدائننا في الشمالِ
فتقرعُ أجراسُها الناصرة
فميلادُ عيسى
غدا ميتما
وفي القدسِ ناحت مآذننا
وشَقّت ثيابا جنينُ
ونابلسُ صاحت
ووجهُ الخليلِ تقَنَّعَ بالصمتِ
إذ للجراحِ بخاصرةِ الحرمِ القُدُسيّ
الخليليُّ آلامها
وأنت رمالُ الجنوبِ وقد
بكت الأرضُ
حين الصواريخُ في غزةَ الشافِعيّ
أصابت لنا مقتلا


***

قبيلَ قليل
أصبتُ الخطيئةََ
فليغفِرِ اللهُ ذنبي
جلستُ أطالِعُ في الشاشةِ الباهِتة
وأصغي لذاكَ المحللِ يهذي
عن الموقفِ العربيِّ يهدِّدُ
بالقمةِ الطارئة
وخلفَ المُحلِّلِ تترى الصِوَرْ
فيا قمةَ المدمنينَ الكلامَ
تَرووا
فلا الشجبُ يرجِعُ روحاً
ولا يمسحُ الرعبَ عن وجهِ طفلة
دعونا نموتُ
فنعمَ المقابِرُ
إذ ليسَ في اللحدِ تلفازُ زيفٍ
ولا يصِلُ البثُّ تحتَ القبورِ
لأجسادِنا الهامِدة
هنيئاً لكم عندما تصِلونَ
أخيراً وبعدَ طويلِ الجِدالِ
عن الموعِدِ المرتقبْ
وأخذٍ وَرَدٍ
عن الدولةِ الفائزة
هنيئاً لكم بّذَخُ الاحتفال
وبورِكَ في الغُرَفِ الفاخِرة

وبؤساً لنا
حيثُ لا يجِدُ الشهداءُ
مكاناً قبيلَ الصعودِ يقِرّونَ فيهِ
فثلاجةُ الموتِ هذا النهارُ
غَدَت عامِرة


***


تباركَ منكَ الترابُ
قِطاعَ الإباءِ
وبورِكَ وجهُ السماءِ الذي قد علاكَ
وَقُدِّسَ جمعُ الشهادةِ يقرعُ
بابَ السماءْ
هوَ العُرسُ
يا أرضَ غَزَّة
مُدي الأكفَّ لقاني الخِِضابِ
ومُدّي الجبينَ
لتاجِ العَلاءْ
هو العرسُ
تنشدُ فيهِ الملائكُ
نِعمَ النشيدُ
ونعمَ الغناءْ
هو العرسُ
تُسكبُ فيهِ الكؤوسُ
مِزاجُ الكؤوسِ رحيقُ ارتقاءْ
هو العرسُ تُنثَرُ فوق الدروبِ
زهورُ القُرُنفِلِ قانيةُ اللونِ
منها يفوحُ
عبيرُ انتشاءْ
هو العرسُ فلتزدهي بالبياضِ
فلونُ الزفافِ
ولونُ الصباحِ
ولونُ القلوبِ
سَواءْ
هو العرسُ
صوتُ الأهازيجِ يعلو
على همهماتِ البكاءْ
هو العرسُ فليسكب العِِلجُ ما شاءَ
من صاعِقاتِ الفناءْ
بوحدتنا في احتفاليةِ العرسِ
سوفَ نُحيلُ الفناءَ بقاءْ
هو العرسُ يا غزّةَ العِزِّ
فلتسرجيها القناديلُ هذا المساءْ
سلامٌ عليكِ
على كلِّ ذاتِ نقاءٍ
تُزّفُّ
تَضَمِّخَ مفرقها بالنقاءْ
سلامٌ عليكِ
سلمٌ عَليا
سلامٌ على الشعرِ خيطَ بنعليكِ
كي تتساقَطَ من أثرِ الخطوِ منكِ
تفاعيلُ صِدقٍ
تسيلُ بأرضِ الجفاءِ
فتهتزُ صِدقاً
وتنبتُ منها
زُهورُ الوفاءْ


***


أقولُ لكم يا رِفاقَ الجراحِ
ويا غايةَ الموتِ هيا
نمدُّ الأكفَ
لنقوى على الموتِ
نغسِلُ منا القلوبَ
بسيلِ الدِّماءِ الطّهورِ
لكي تتعمدَ من درنِ الإنقسامِ
ونعلو على شنشاتِ التمزّقِ
لا فرقَ بينَ الخوافِيَ منا
وبينَ القوادِمِ
يا سادتي الأنقياءَ
كلانا لفينيقَ عِزتنا
ريشُ مجدٍ
يكللُ صدراً لطائِرِنا الرمزِ
كي يرتقي فوقَ هامِ السحابِ عَلِيّا


***


لنا اللهُ
ثمّ التئامُ الصفوفِ
وإرثٌ لثورتنا لا يضاهيهِ
في الأرضِ إرثٌ
يفوحُ إذا ما مسحتَ الترابَ
عنِ السطحِ منهُ
شذياً نَقِيا

هو النورُ يبزُغُ هذا المساءُ
يبشِّرُنا من أزقةِ نعلينَ
من (رامِ)-نا..
من سفوحِ الخليلِ
فلبوا النداءَ
دعاكمُ لرصِّ صفوفِ الصمودِ
صريحاً شَجِيّا

هو الموتُ يخطفُ منا السجينَ
كما الساجِنينَ
يدكُّ السجونَ
فهيا افتحوا غُرَفَ العارِ
ضمت أشقاءكم
ولتزغرد في ليلنا الأمهاتُ
لتتلو التباشيرُ مع فلقِ الصبحِ
يأتي بَهِيّا


***
ندافِعُ عن شعبِنا
قالها الناطِقُ العسكرِيُّ
وأصغَت قناةُ الجزيرةْ
فعمن ندافِعُ يا سادتي اليوم
أسألكم لا أسألُ الشهداءَ
ولا أهلَ غزةَ
قطعاً
فَعمن يدافِعُ من ينعقونَ صباحاً مساءً
بأن فلسطينَ وقفٌ لأمتهم
لا يجوزُ التصرُّفُ فيهِ
وأنَّ القِطاعَ لهم حبةُ العينِ
لا نامت الأعينِ الصامتة
ندافِعُ عن شعبنا
قالها الناطِقُ العسكريُ
فقلتُ: صدقتَ
وعن حلمكِ اليوشعيِ تدافِعُ
عن منجزاتِ العُبورِ
لكي تتطَهرَ من لعنةِ التيهِ
يؤلمني أنكم مع أكاذيبكم صادقينَ
ونحنُ نُكَذِّبُ آمالَنا الصادِقةْ
نُدافِعُ عن شعبِنا
قالها الناطِقُ العسكريُ
وعمن يُروعُ نومَ الطفولةِ في أشكِلونَ
وأمنَ النساءِ بليلِ سْديروتَ
فقلتُ: صدقتَ
وعن فرصةٍ في ليالي الشتاءِ
لميلادِ مستوطنٍ
تَنفِرونَ
تُبيدونَ شَعباً
ونحنُ سلالةُ أبناءِ هاجَرَ صرنا
ألوفَ ملايينَ
لا ننفِرُ اليومَ كي ندفَعَ الموتَ
عن وجهِ غَزّةَ
إلا بسيلِ المقالاتِ
والخطبِ الظافِرة
نُدافِعُ عن شعبِنا
قالها الناطِقُ العسكريُّ
ومن حقنا أن ندمرُ بيتاً
على رأسِ أصحابِهِ إن حوى صاعِقاً
فقلتُ صدقتَ
لأنَّ عواصِمنا من رُباها
تَطِلُّ سفاراتُكُم سافِرةْ


***


تَقَدَّم تَقَدَّمْ
يُنادى هناك
تَراجَعْ ..تَراجَعْ
يصيحُ العَرَبْ

تقدمْ بِطُغيانِكَ الهيكليِّ
وأمطِرْ عليهمْ
شواظ اللهبْ
ولا تبقِ من يقفُ اليومَ
في وجهِ أحلامِنا اليوشعيةِ منهمْ
هُمُ المدخلُ السهلُ
نحو العبورِ الجديدِ
إلى طورِ سيناءَ
ثُمَّ إلى النيلِ
بارَكَكَ الربُّ
يا جيشَ أحلامنا الصامداتِ
برغمِ مرورِ الحِقَبْ
تَقَدَّم ..تَقَدَّم
ولا تَتَرَدَّدْ
إذا ما سَمِعتَ صراخَ العَرَبْ
وَحَقِّ حِمارِ العُزَيرِ
لَقَدْ شَطَبوا مُفرَداتِ الغَضَبْ
تَقَدَّم..تَقَدَّمْ
ألِفنا العرَبْ
هو الشجبُ لا غيرُ
بَعدَ التَّشَدُّقِ
في مَجلِسِ القِمّةِ المُرتَقَبْ

ألَمْ نحرِقُ الأمسَ منبرَ شيخٍ لَهم
فوقَ أطلالِ هيكَلِنا المُغتَصَبْ
فَهل مِن لهيبٍ علينا سُكِب؟

تَقَدَم إلى الغربِ نحوَ الجَنوبِ
وفي الشرقِ موعِدنا بعدَ حينٍ
هنالِكَ فوقَ ضِفافِ الفُراتِ
ليكتملَ الحلمُ
ما مِن عَجَبْ

تَراجَعْ..تَراجَعْ
إلى أينَ
ليسَ يهمُّ
المُهِمُّ
بأن تتقِنِ السيرَ للخلفِ
كي لا تثيرَ الوحوشَ
بطيشِ الصِبا
وجُنونِ الصَّخَبْ

تَراجَعْ..تَراجَعْ
وصلتُ إلى البحرِ
إغرَقْ
سنطلبُ إذناً لنسبحَ كي نُنقِذَكْ
ألم تَعِدوني بإلقائهم
في غياهِبِ بَحرِ العَطَبْ
صَهِ الآنَ واغرقْ
ففي الماءِ بعضُ ملاذٍ مِنَ النارِ
نارِ الصواريخِ ليستْ
كنارِ الحَطَبْ
وكفّ عنِ الهَذَيانِ
فما كانَ كانَ
فَكُلُّ التواريخِ باتت هَباءً
وأقصوصةً قبلَ نومِ الصغارِ
بأرضِ العَرَبْ

تقَدَّم ..تَقَدَّمْ
يُنادى هُناكَ
تَراجَعْ..تَراجَعْ
يَصيحُ العَرَبْ


***
هو السبتُ في صُبحِ يومِ الأحد
فكل النهاراتِ صارت سُبوتا
هو الليلُ يصبغُ وجهَ النهارِ
وهذي المساجدُ
في قدرِ القصفِ تتلو البيوتا
تخِرُّ كما خَرَّ بالأمسِ صيدُ الرجالِ
وقومي الأشاوِسُ لا يملِكونَ
لردِّ المُعيثينَ إلا سُكوتا
هو السبتُ
حيتاننا في الحصارِ
تُباحُ لصيدٍ
فربُّ العهودِ القديمةِ
عَدَّلَ كلِّ الشرائِعِ
كي تتلاءَمَ
مع ذبحِنا
أين قومي الأشاوِسَ
من آلِ عمرانَ
من سورةِ الفتحِ
من أولِ الحَشرِ
ما أنزَلَ اللهُ هذي الشرائِعِ
كي تَنبِذوها
وراءَ الظهورِ
فلا تقرأوها
فذنبُ العيي أقلُ
من القارِئينَ إذا انقلبوا
بعدَ طولِ القراءةِ
نحو المضاجِعْ
فتمسي أسرتهم للشخير بيوتا


***


صباحُ الندى مترعٌ بالدماء
صباحُ الحقيقةِ
يا شعبنا المتلحفَ في الصبحِ
رحمةَ ربِّ السماءْ
صباحَ الشوارعِ
تخلو سوى من طُقوسِ البلاءْ
ومن أذرعِ الموتِ جاست
خلال الديارِ
تلملمُ ما استيقظت من بناتِ الحياةِ
وبعضُ زهورِ الطفولةِ
مدت لطلِّ الصباحِ الوجوهَ
فمَدَّ لها الموتُ كفاً
ورافقها نحوَ دنيا الفناءْ
صباحُ الرمادِ
وكلُّ البيوتِ رمادٌ
وكلُّ المساجِدِ
كلُّ المقراتِ
كلُّ المدارِسِ
باتت رماداَ
تَصاعَدَ منهُ دُخانُ الشقاءْ
صباحُ الهوى
أيها العاشِقونَ بغزةِ هاشِم
حرامٌ هو العِشقُ في أرضِ غَزَّةَ
فالبحرُ سُعِّرَ بالنارِ
أنى لأشعارِكُم
في بريدِ الزجاجاتِ مودعةً أن تمُرَّ
وأنى لهمسِ الصبابةِ
أن يقطعَ النارَ
شيدت سدودا
على رملِ غزةَ
واضطرمَ الأُفُقُ الأرجوانيُّ
أنى لهمسِ الغرامِ يَمُرُّ
فصبراً
سيحلو لقاءُ الأحبةِ
في كَنَفِ اللهِ
نِعمَ اللقاءْ


***


نداءُ وزيرِ الدمارِ إلى الاحتياط
تعالوا إلى الحربِ
يا أيها النافِرونَ
لتحقيقِ وعدِ العهودِ القديمة

نداءُ وزيرِ الدمار إلى الاحتياط
أثارَ التساؤلَ
في عمقِ ذاتي:
إذا كانَ قتلُ الصِّغارِ بغزةَ
يرهقُ جيشَ النظامِ
ليطلبَ عوناً
من الاحتياط
فكيفَ إذا هَبّ
أحفادُ أبناءِ هاجَرَ
في الشامِ
في مِصرَ
في المغربِ اليعربيّ
نفوراً إلى حيثُ تتلى
نصوصُ القِتالِ
بأيدٍ خواءٍ سوى من عزيمة

فهل آنذاكَ ستُسعِفُ جيشَ النظامِ
مع الاحتياط
وعودُ العُهودِ القديمة

نداءُ وزيرِ الدمارِ إلى الاحتياط
مُجردُ سطرٍ
بسفرِ الهزيمةِ
يا إخوتي القابِعينَ هناكَ
تُديرونَ أزرارَهُ الستالايتْ
ليحجبَ عن أعينِ الطفلِ
قبحَ المشاهِدِ سعياً
ليحظى بنفسيةٍ
في الحياةِ سليمةْ


***


قرارٌ هزيلٌ
يساويَ بين القتيلِ وقاتِلِهِ
اليومَ يصدُرُ
عن مجلِسِ الأمنِ
ذاكَ الذي نَشَرَ الفَلَتانَ
وأسسَ للبغيِ
في شرقِنا المتوسطِ
أو في البقاعِ القصية

وفحوى القرارِ يناشدهم
بمزيدٍ من القتلِ
لكنْ
بمكيجةِ القتلْ
بأن تظهرَ الجُثثُ الهامِداتُ
ببزتها العسكرية

كذلكَ للقاتِلينَ الخيارُ
بأن يقبلوهُ
إذا ما أرادوا
وأن ينبذوهُ
وراءَ الظهورِ
إذا رفضوا الرغبةَ الأممية

ومع كلِّ هذا الهراءِ أقولُ
لمجلسهم ألفُ شكرٍ
فقد أتقنَ الالتئام
بدونِ شجارٍ
وقَرَّرَ أمراً
فهل ستسيرُ على خَطوهِ
القمةُ اليعربية؟


***


هو الليلُ يا غزةَ الشهداء
ولا فرقَ
فالليلُ يتلو النهار
حثيثاً بموتٍ وسيلِ دَمارْ
فللشمسِ فوق رباك قناعٌ
تَشَكَّلَ من سُحُبٍ من دُخانٍ
وفيضِ غُبارْ
وليلكِ يسطعُ
حينَ القذائِفُ تُضرِمُهُ بالأوارْ
هوَ الليلُ
يأتي – المدافِعُ عن أمنهِ- بالرعودِ
ليقصِفَ جامِعةً في الجِوارْ
نَعَمْ
أيها الخصمُ قلها بِصِدقٍ
بِفعلٍ وليسَ بقولٍ يُدارْ
هو العجلُ ما زالَ يُعبدُ منكَ
فَتَكرَهُ ألواحَ علمٍ لدينا
وأسرجةَ الهَديِ منا تُنارْ
تمهل قليلاً
ففي كل بيتٍ لنا جامعةْ
وألواحُ موسى كذلكَ
بالنسخةِ الأصلِ
تُتلى
ولم تتكسرْ
لغيظِ النبيِّ
فلا العِجلُ يُعبَدُ فينا
وليسَ لهُ في حِمانا خُوار


***

إذا زَلزَلَت
تزلزلت الأرضُ
والبحرُ أيضاً تزلزَلَ
والشمسُ
والنجمُ
والكائناتُ
وكلُّ الكواكِبِ
رَدَّدَتِ اليومَ رُعباً
صدى الزلزلة

ولم تتزلزلُ بعدُ
قلوبُ العِبادِ
التي أدمَنَت
مشهدَ القَّتلِ
في شرقنا المستباح
ولم تتوانى
عنِ البحثِ عن مقنِعاتِ الذرائِعِ
كي تمنحَ القاتِلَ الأوسِمة

فيا مقرئاً
في مساجِدِ أرضِ العروبةِ
يتلو النساءَ
بربكَ هلّا قَرأتَ قليلاً
من الواقِعة
ورَتِّلْ قليلاً
عن السابِقينَ بغزةَ هاشِمْ
وأهلِ اليمينِ
هنا في رُبوعِ فلسطينَ
وأنذِرْ عشيرَتَكَ الأقرَبينَ
بأن لا يصيروا
ذوي مشأمة

هنا النازِعاتُ
الوحيدةُ تهبطُ
في كُلِّ يومٍ علينا
وتنشطُ
تسبحُ
تصعدُ
نحو الفراديسِ
تغبِطُنا المَكرمة

بربِّكَ رَتِّل قليلاً
عنِ النجمِ يهوي
فينصهِرُ الجلدُ
و اللحمُ والعظم
لتصبِحَ غزةُ دونَ البقاعِ
هي المحرقةْ

فَعَمَّ التساؤُلُ يا سيدي الشيخْ
هو النبأُ الرَّفَحيُّ
الذي فيهِ يختلِفونَ
وما أعظمهْ


***


هنا اليوم أعلنُ موتَ القصيدةِ
مشنوقةً بحبالِ الكلامْ
ومسمومةً بزعافِ الشعاراتِ
مطعونةً برماحِ التمزُّقِ
بِئسَ الحِمام
فهذا يزاوِدْ
وذاكَ يُناوِرْ
وبينَ الفريقينِ تحتَرِقُ الأرضُ
والناسُ
والشجرُ المتوجهُ للهِ
يجأرُ
يشكو
البغاةَ وبطشَ اللئامْ
وأبناءَ يوشعَ
أحسدهم
في صفوف الوئامْ
أماماً يسيرونَ تسبقهم
نارُ هم والزؤام
ونحن نسيرُ إلى الخلفِ
نَشطُبُ منها القواميسُ
معنى الأمامْ

فعُذراً لكم إخوتي الشُعراءُ
لقد ملني الشعرُ
إذ يكتبونَ هنالك في غزةَ الشهداءِ
بنزفِ الجِراحِ
ودمعِ العيونِ
بدونِ كلامْْ
لذا سوفَ أعلِنُ صمتي
ففي الصمتِ بعضُ السلامْ
وآخِرُ قولي:
لكِ اللهُ يا غزةَ الشهداءِ
لكَ اللهُ يا شعبنا الممتحنْ
لنا اللهُ إذ خذلتنا الجموعُ
وصبت على نارِنا زيتها
ورتِّل معي يا قريضي براءة
من التيهِ بين الشعاراتِ
والجملِ الفارغةْ
وآخرُ سطرٍ:
دعائي الأخير:
بأن يمنحَ اللهُ أطفالَ غزةَ
أَمناً
وعِزاً
وَظِلَّ سَلامْ 

 

__________________________________________
 

زكي إبراهيم، موظف، اليمن

 

تباً

أتريدُ النيل من خاصرتي
بسكينٍ هوجاء

أتريدُ أن تطعن ذاكرتي
وسط الأحشاء

تباً لك من صهيوني
عدد الشهداء
عدد الضعفاء
عدد الفقراء

تبا لكل قنابلك
 
وبنادقك

  ومخالبك الهوجاء

فأزيزُ صغار حجاراتي
وصريخ نساء حاراتي
وتكبيرات مئذنتي
وأجراس كنيسة العذراء

تلعنُك يوم صنعتَ جريمتُك
ومزقت الأشلاء
وتلعنُك يوم قذئِتَ قذارتك
وسحقت سنابل قمحي وزيتوني
وجرفتَ الأحياء

وشحذت حقدُ خناجركَ
وذبحت رقاب أطفالي
وبقرتَ الأمعاء

وتباً لكل من صمتوا
ولمن خنعوا
ولمن قبلوا يكونوا نزلاء
في شُققِ عُهرِ فنادقك
فسقاً وبغاء

بين بتلات بستاني
تتسلل وتتطفل دون حياء
وتمتصُّ عصارة تاريخي
وتتوغل في زقاق الأحياء

اللعنة عليك ياصهيون تتمثل
ببكاءَ طفلي المولود
وفي صرخات صغاري
وفي ينبوع حمم بركاني المتوقد
يتفجر ويحلك هباء

__________________________________________
 

فارس عودة، ليبيا

أنشودة التحرير


عَادَتْ بِالعِزِّ لَنَا الدَّارُ          وَأَطَلَّ عَلَى الأَرْضِ نَهَارٍُ
وَبِفَضْلِ اللهِ وَعِزَّتِهِ            رَحَلَ المُحْتَلُّ الغَـدَّارُ
هَرَبَ المُحْتَلُّ وَجَحْفَلُهُ          وَجُنُودُ العِزِّ تُزَلْزِلُهُ
يَمْضِي وَالعَارُ يُجَلِّلُهُ            مَهْزُوما تَلْفَحُهُ النَّارُ
وَلَّى وَالفَجْرُ يُطارِدُهُ            وَشُعَاعُ الشَّمْسِ يُبَدِّدُهُ
وَدَوِيُّ الرَّعْدِ يُهَدِّدُهُ              وَغَدًا سَيَهُبُّ الإِعْصَارُ
وَلَّى وَالرُّعْبُ يُحَاصِرُهُ         وَيَدُ الأَبْرَارِ تُدَمِّرُهُ

وَحِجَارَةُ غَزَّه تُمْطِرُهُ           لَهَبا لِتَعُودَ لَنَا الدَّارُ
خَرَجَتْ أَشْبَالُكِ يَا غَزَّه       مِنْ رَحْمِ الأَرْضِ المُهْتَزَّه
فَازْدَادَ بِهِمْ وَطَنِي عِزَّا           وَبِهِمْ يَعْتَزُّ الأَحْرَارُ
بِدَمِي وَزَئِيرِ القَسَّامِ              وَالبَنَّا وَالغَضَبِ الهَامِي
وَلَهِيبِ اليَاسِينِ الحَامِي           وَلَّى يَعْلُوهُ البَتَّارُ
فَرَّ المُحْتَلُّ وُلَنْ يَبْقَى              أَبَدًا فِي الضِّفَّةِ وَالأَقْصَى
وَجِبَالُ فِلَسْطِينَ الكُبْرَى           يَحْمِيهَا الرَّبُّ الجَبَّارُ
يَا غَوْرَ الضَّفَةِ فَلْتَطِبِ            سَيَزُولُ ظَلامُك بِالشُّهُبِ
وَبِعَصْفِ النَّاسِفِ مِنْ غَضَبِي    حِصْنُ المُحْتَلِّ سَيَنْهَارُ
يَا غَزَّه هَذِي رَايَتُنَا              غَرَّاءُ وَفِيهَا عِزَّتُنَا
اللهُ القَاهِرُ غَايَتُنَا                 وَالمِيتَةُ فِي اللَّهِ شِعَارُ
أَبْشِرْ يَا أَقْصَى بِالفَرَجِ            سَتُضَاءُ سَمَاؤُكَ بِالسُّرَجِ
وتلالُكِ حيفَا فابتهجي             وَغَدًا سَتُطِلُّ الأَقْمَارُ
يا هذا العالمُ فلتسمعْ              أصواتَ العزةِ إذْ تصدعْ
وغدا بالقاصف والمدفعْ          ودمي تأتيك الأخبارُ

 

__________________________________________

 

عادل عبد الباقي الحلبي، صحفي، البحرين 

من لغزة ينتصر

 

قل من لغزة ينتصر

قل لي بربك يا عُمر؟

القدس يبكى مُنتحِب

وبيتُ لحمِ مُلتهِب

وشر غاسِقنا وقب

ثم الحياة لمن كفر

وضمير أمتنا أحتطب

أليس في الدنيا بشر؟

أليس في الدنيا عرب؟

أليس فيهم مُعتَبِر؟

أليس فيهم مُنتظِر؟

قل من لغزة ينتصر

قل لي بربك يا عُمر؟

 

——-

 

هم أحرقوا شمسَ النهار ِ

وأطفئوا نورَ القمر

قصفوا الديارَ

مع المساجدَ والمعابدَ

والبوادي والحضر

هدموا البيوتَ وأحرقوا

كل الشجر

باتت شوارعنا جحيم

والمساكن كالصريمِ

كأنها حقاً سقر

قل من لغزة ينتصر

قل لي بربك يا عُمر؟

 

——-

 

أطفالنا قد قتِلت

والمآذن هُدِمت

والمصاحف مُزِقت

والنار فيها تستعِر

 بالله قولي أمتي؟

 ماذا بقي من غزتي؟

 غير أناتِ الحجر!

 وخيط صُبحِ ينتحِر

 والعُرب تشدو أنتِي

 يا ويلتى .. يا ويلتى

 قتِل النشيد علي الوتر

 قل من لغزة ينتصر

قل لي بربك يا عُمر؟

 

——

 دماؤنا صارت وهن

 ووليدُنا أسفاً .. بُقِر

 وشهيدنا لم يندفِن

 ولا نريد سوى

 الكَفن!

 في كل شبرِ  ..

ألف قبر

والقنابل كالمطر

ويل العروبة كلهم

أعجازُ نخلِ مُنقعر

أليس فيهم من يَغر؟

 قل من لغزة ينتصر..

لله درُك يا عُمر؟

لله درُك يا عُمر؟

لله درُك يا عُمر؟

 

__________________________________________

 

مصطفى أيت خويا لحسن، طالب جامعي،المغرب

أصحاب الفيل

 

أبصرت قدوم الغول

الموت يسابق الغبار

الغراب يقتات على

بيض الحمام

والنهار يئن ويحتضر

هرولت الشمس إلى منفاها

خوفا على نهديها

وأشباه الرجال بالرجال

ضاجعوا الصمت

وبني أمتي خرجوا من كل فج عميق

فحجوا إلى كهف أهل الكهف

في شهر محرم

عفوا يا غزة

غفرانك يا غزة

يا منبع العزة

ويا رحم الشهداء

عذرا فقد علمون أن

الشجب والتنديد موضة العصر

وزرعوا فينا الإدمان

على تدخين صكوك الغفران

وتناسى شيوخ قبائلنا

أنك الثورالأبيض

أصحاب الفيل

ألم يجعل كيدكم في تضليل؟

وأرسل عليكم

طيرا آبابيل ترميكم

بحجارة من سجيل

فجعلكم  كعصف ماكول

فلماذا عدتم؟

لماذا عدتم؟

ألتسرقوا الحليب من

أثداء أمهاتنا

أم لتقطفوا كل طفل

يسبح باسم الوطن

أم لتمسحوا سورة الفيل من المصاحف

أقصفوا

إدبحوا

أقتلوا

فمنا

ألف يا سين

ألف صلاح

ألف عمر

مبثوثون في ذكرياتكم

نتلحف وصاياهم

حاملين أكفانكم

أينما تولوا وجوهكم فتم

وجهنا

سيفنا

نشيدنا

أصحاب الفيل

أصحاب الغول

أصحاب أبي الهول

متى كان الموت

في سبيل الوطن

إرهابا

إرهابا

إرهابا

متى كان الموت

في سبيل غزة

إرهابا

إرهابا، إرهابا

 

__________________________________________

 

نعيمة بلفارسي، مستشارة تربوية، المغرب

 

أما آن الأوان

أن ينهض مارد الأمة الجبار

أما آن الأوان

أن ينفض عن ظهره الغبار

ألم يزلزله صوت الدمار

ألم يرده نحيب الثكالى

وتغرقه دماء الكبار والصغار

ألم يسمع هدير الأمة في مشارق ومغارب الأقطار

ماذا أطعموه، ماذا سقوه

بل ماذا زرعوا في رأسه من أفكار

حتى صار لا يميز بين الأشرار والأخيار

حتى صار كفزاعة الأطيار

أين شرفه، أين عزته، أين القرار

أم تلكم مجرد شعار

كيف ولماذا وإلى متى سيبقى متواريا عن الأنظار

أما آن الأوان

 أن ينهض مارد الأمة الجبار

هل أنسوه مخالبه، هل أنسوه أنيابه، أم ضاعت في الجوار

وعدوه بشرعية

هي، ليتمكنوا من أمرهم ثم يرموه وراء الأسوار

ويسوقوه كما تساق الحمير والبغال والأبقار

إنهض، إنهض، يا مارد الأمة الجبار

لقد سايرتهم في شرعيتهم ومشيت معهم حتى آخر المشوار

فماذا جنيت، غير الذل والهوان والإنكسار

هذا يومك، فارفع عنك وعن أمتك الحصــار

 اغسل عارك بدم الأبرار

أرفع رأسك، ورد لأسمك الاعتبار

كفى تخاذلا، كفى من الأعذار وترقيع الأعذار

قد تبين الرشد من الغي، فأين القلوب و الأبصار

إنهض، إنهض، يا مارد الأمة الجبار

فقد صرت على شفى جرف هار، وبيدك الاختيار

إما الهاوية، وإما  العزة والإكبار

إنهض، إنهض، يا مارد الأمة الجبار

إنهض، إنهض، يا مارد الأمة الجبار

 

الرئيسية 1  2  3  4  5  6  7  8  9  10  11  12  13  14  15  16  17  18  19  20  21  22  23  24  25  26  27  28  29  30  31 32 33  34  35

المصدر : الجزيرة