بيروت تعيد للخزف قيمته الفنية

فكما هو رائج حاليا، بات التعامل مع الخزف مرتبطا بتصنيعه لغايات الاستخدام المنزلي كأوعية مطبخ أو أشكال للزينة.
وحتى في هذا الإطار أمست صناعة الخزف شبه منقرضة في لبنان لولا مصنعين اثنين في الميناء بطرابلس وآخر في راشيا في البقاع يعملان في ظروف صعبة تقاوم الانقراض.
ومن هذا المنطلق استقطب المعرض الذي أقامته "جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت" في مركزها ببيروت اهتماما كبيرا، وأثرى الثقافة العامة بمشاهدات تعكس قيمة فن تشكيلي لا يلم به سوى عدد قليل من المهتمين.

من بين الفنانين المشاركين في المعرض نتالي خياط التي صنعت الخزف والبورسلان.
وقالت الفنانة خياط -التي درست فن الخزف في مونتريال بكندا عام 1995-إنها تعتبر الخزف فنا تعبيريا مستقلا، وبدا ذلك جليا في أعمالها التي طغى عليها اللون الأبيض، كما بدا واضحا اعتمادها على الدولاب بطريقة حديثة في صناعة قطعها الخزفية.
أما زميلتها أمال كامل -التي درست الفن في بيروت وتتلمذت لدى رائدتي الخزف الفني دوروثي كاظمي وهيلدا سكامانغا- فقد تابعت دورات في محترفات فرنسا وبريطانيا، وجعلت من أعمالها باليد قطعا منزلية يمتزج فيها الوظيفي والجمالي في آن معا.
وينطبق الأمر نفسه على أمل عصام مريود التي تخرجت في الجامعة الأميركية في بيروت عام 1975، ونالت الدكتوراه في العلوم التطبيقية في باريس وتابعت العديد من الدورات في محترفات أوروبا، ولها العديد من المعارض الفردية والجماعية في سوريا ولبنان ودول العالم.
وشاركت مريود في المعرض بأعمال اقتربت فيها من أسلوب بيكاسو كما هو الحال بالنسبة لزميلتها سمر مغربل الحائزة على شهادة الدبلوم في الخزف من جامعة غولد سميث في لندن، التي استخدمت التركيب الشبيه بالنحت لصناعة تماثيلها من رجال ونساء سجنتهم بين جدران مرتفعة وكأنها تشير إلى الحياة كسجن كبير.
كما لفتت أعمال كاثرين عبود -التي تحمل شهادة دكتوراه في الرياضيات من جامعة جورج واشنطن والمتخصصة في تاريخ الخزف القديم والعمارة- الاهتمام بأعمالها التي عبرت فيها عن الذاكرة التاريخية المشرقية عندما قدمت رسوما لسفن فينيقية على القطع الخزفية.