جدليّة الأغنية والشعر المقاوميْن في تكريم خليفة وموراني

صلوخ يتوسط رئيس الجامعة أحمد ناصر معن يساره وماريا موراني فمرسال خليفة عن يساره. - الجزيرة نت

هدف الاحتفال هو تكريم علميْن مبدعيْن من أعلام الاغتراب (الجزيرة نت)

نقولا طعمة-بيروت

الاحتفال الذي أقامته الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم تكريما للفنان مرسيل خليفة والنائبة الكندية/اللبنانية ماريا موراني، أثار مواضيع وإشكاليّات.

ورغم أن الجهة المقيمة للاحتفال أرادت تكريم علميْن من أعلام الاغتراب كجزء من اهتمامها، بحسب ما صرّح به رئيسها أحمد ناصر للجزيرة نت، فإن المعيار المعتمد هو ما قدمه المحتفى بهما لقضية بلادهما في العالم، فيما وصفه ناصر "بالدور المقاوم".

رئيس الجامعة: لن ينسى لبنان موقف موراني المشرف أثناء العدوان الآثم في يوليو/تموز 2006 (الجزيرة نت)
رئيس الجامعة: لن ينسى لبنان موقف موراني المشرف أثناء العدوان الآثم في يوليو/تموز 2006 (الجزيرة نت)

وقال ناصر "دأبت الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم على تكريم المبدعين الذين يهتمون بالشأن العام في بلاد الانتشار.. مرسيل خليفة له ربع قرن في العمل الفني المقاوم في المهجر. وهو أحد أشهر الفنانين الذين رفعوا اسم لبنان، والعرب في العالم".

وعن ماريا موراني، قال "امرأة من بلادي. لن ينسى لبنان موقفها المشرف أثناء العدوان الآثم في يوليو/تموز 2006، حيث استشهدت عائلة بأكملها من مواطنيها الكنديين من أصل لبناني، فما كان من ماريا إلاّ أن هبّت مستنهضة التنديد بالعدوان".

وصرّح فوزي صلوخ للجزيرة نت قائلا "ليس كثيرا تكريم علميْن من أعلام لبنان، وجه في البرلمان الكندي وآخر له شهرته العالمية. وأهمية تكريمهما أنهما خدما لبنان وبالأخص مقاومته".

وقال إن موراني جاءت خلال أحداث 2006 إلى لبنان مع وفد كندي، وكشفت له وحشية العدوان، وما تعرّض له لبنان بكافة أبنائه ومناطقه. و"نقدر أيضا الأعمال التي يقوم بها فناننا العالمي الملتزم مرسيل خليفة، وهو رسول للبنان في كلّ أصقاع المعمورة، حمل هموم وطنه إلى مسارح العالم".

خليفة ودرويش

مرسيل خليفة: لا أعرف ماذا كان سيحلّ بفني لو لم تكن قصائد محمود درويش (الجزيرة نت)
مرسيل خليفة: لا أعرف ماذا كان سيحلّ بفني لو لم تكن قصائد محمود درويش (الجزيرة نت)

خليفة كان شديد التأثر لغياب الشاعر محمود درويش، خصوصا بعدما استمع لشهادة لدرويش عرضت على شاشة مسرح الاحتفال في قصر اليونسكو، أعرب درويش فيها عن مواءمة غير مقصودة بين شعره وفن خليفة.

وعلّق خليفة للجزيرة نت "لا أعرف ماذا كان سيحلّ بفني لو لم تكن قصائد محمود درويش".

وأضاف "محمود توأم قلبي، لقد غنيت له قصيدة أمي. ربما هي المرة الوحيدة التي خجل فيها درويش ورحل وترك لأمه الدمع، ولم يترك لها شعرا لترثيه. وهو كالكائن الخرافيّ الساحر، هناك من يحدّث الناس عنه وكأنه يروي من حكايات جدته".

مشيرا إلى أنه منذ البداية أحسس بأن شعر محمود درويش "أنزل عليّ ولي.. أو هو كان جسرا للحب في هذا العالم المتوحش.. كم سنحتاج إلى قصائده التي لم تكتب بعد.. سنشتاق إليه كثيرا.. نحبه..، طوبى له، سيظلّ عطر حضوره ساطعا". وختم بعبارة "الحياة جميلة بمحمود درويش".

الجامعة الثقافية اللبنانية تكرم ضيفيها لدورهما المقاوم (الجزيرة نت)
الجامعة الثقافية اللبنانية تكرم ضيفيها لدورهما المقاوم (الجزيرة نت)

الأغنية المقاومة
ترك رحيل درويش وكلام خليفة بصماته على الاحتفال، وطرح واقع الفن المقاوم.

أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية الدكتور حسن منيمنة تحدّث للجزيرة نت بقوله "يرتبط الفن المقاوم بالشعر المقاوم، وقد عرفنا صعودا كبيرا للشعر في السبعينيات مع صعود قضية الثورة والتحرير والمقاومة. وبرز على جوانب هذا الصعود عدد من المغنين الذين تلقوا الأشعار ولحنوها وغنوها".

وأضاف "بعد خروج الثورة الفلسطينية من لبنان، شعرنا بتراجع للشعر والفن المقاوميْن، لكنّهما لا ينتهيان. ولا بدّ من أن تتأثر القصيدة والأغنية المقاومة بتراجع القضايا التي كانت ناهضة بهما".

وأعرب زهير قيس للجزيرة نت عن اعتقاده أن "أغنية المقاومة تراجعت بعض الشيء، والدليل أن الإعلام لم يعد يهتم ببثها".

وقال "جمهور أغنية المقاومة موجود وسيبقى. والكلام المقاوم تراجع أمام كلام من نوع آخر. لنرجع إلى أغاني وأناشيد ما بعد 67، وشعر المقاومة الفلسطينية واللبنانية. إنه لا يموت". منيمنة أنهى بقوله إنّ "الجمهور لم يعد يتلهف على أغنية المقاومة كالسابق". وختم قيس قائلا "تراجع تفاعل الشعب مع الأغنية المقاومة بسبب الانقسامات الطائفية في لبنان".

المصدر : الجزيرة