ليالي بشارشيا بسراييفو مهرجان يجمع الأصالة والمعاصرة

إبراهيم القديمي-سراييفو
اكتسب مهرجان ليالي بشارشيا السنوي بسراييفو شهرة كبيرة في دوراته السابقة التي بلغت 12 دورة، حيث استقطب نحو 150 ألف شخص لمتابعة فعالياته.
وأصبح لزاما على وزارة الثقافة والرياضة التي تسهر على تنظيمه سنويا أن تحافظ على مستواه من حيث دقة التنظيم وشمولية الفعاليات التي يحتويها مهرجان هذا العام بلياليه الإحدى والثلاثين والبالغة 38 فعالية بحضور 1600 مشارك.

وقال مدير المهرجان للجزيرة نت إن ليالي بشارشيا يستقطب زواره من جميع الشخصيات السياسية والثقافية والفنية من البوسنة والعالم.
وأضاف خالد كوبوروفيتش أن المهرجان الـ13 يحظى باهتمام كبير من قبل المسؤولين، وظهر ذلك في فعاليات الافتتاح في الأول من يوليو/ تموز الجاري.
غياب عربي وإسلامي
وأوضح مدير المهرجان أنه خلافا عن الأعوام السابقة غابت الدول العربية والإسلامية عن المشاركة بمهرجان هذا العام الذي يحمل شعار (الأصالة والمعاصرة ) واقتصر الأمر على عشرين دولة قدمت من أوروبا وأميركا وأستراليا والهند واليابان.
وتشمل الفعاليات الأوبرا والباليه والعروض المسرحية والفلكلور الشعبي والليالي الأدبية والحفلات الموسيقية الكلاسيكية والشعبية والإنشاد الديني والصوفي والتصوير الفوتوغرافي ومعرض الفنون التشكيلية وعروض الأزياء والمأكولات الشعبية، إضافة للعادات المتوارثة للدول المشاركة وللشعب البوسني من خلال تجسيد منزل بوسني قديم يضم عادات انقرضت يعود أصلها إلى القرن الـ17.

مهرجان ليالي بشارشيا أصبح قبلة للفنانين الكبار والفرق الموسيقية القادمة من مختلف بقاع الأرض كفرقة (بابيروس إن) الفرنسية التي تقدم الفلكلور الأوروبي القديم من خلال الموسيقى البلقانية والرومانية والمقدونية وموسيقى الغجر وموسيقى الجاز والرقصات الشعبية.
وتسمح إدارة المهرجان للجمهور البوسني وزائري البلاد بدخول جميع الفعاليات مجانا والتي تقدم في الأماكن المكشوفة بالهواء الطلق كالمسرح الرئيسي ببشارشيا، بما يحقق الهدف المنشود الذي يسعى إليه القائمون على المهرجان وهو تحقيق الصداقة مع شعوب العالم المختلفة.
يهود البوسنة
وحسب مدير المهرجان، فقد كان ليهود البوسنة الذين يعيشون في البلاد منذ سقوط غرناطة حضور هذا العام للتعريف بثقافتهم من خلال مأكولاتهم الشعبية وأغانيهم القديمة التي تم عرضها في متحف اليهود الواقع وسط المدينة.

الفن التشكيلي حاضر بقوة في ليالي بشارشيا حيث قدم 13 فنانا بوسنيا نماذج من أعمالهم الراقية في النحت والغرافيك والرسم على القماش بالزيت والتصوير الفوتوغرافي.
ولا تزال فعاليات المهرجان تتواصل حتى نهاية الشهر رغم الصعوبات المالية الكبيرة التي يواجهها وفقا لكوبوروفيتش، حيث اعتمدت وزارة الثقافة مبلغ 150 ألف يورو موازنة للمهرجان، وهو مبلغ ضئيل لا يسد التطلعات غير أن تعهدات الجهات الراعية ساهمت في سد العجز.
ومن المقرر أن يقدم المنشد الصوفي التركي أحمد أوزخان يوم غد حفلة في الساحة الرئيسية بمصاحبة فرقته.
وسيقدم الشعراء يوم 14 من الجاري ليلة عابقة بالشعر البوسني في منطقة كولوبرا خان، ويوم 18 ينتظر الجمهور الاطلاع على فلكلور الدول المشاركة مثل إسبانيا وكرواتيا والهند وماليزيا وسلوفاكيا وقبرص التركية والبوسنة، وفي الثلاثين سيكون هناك مهرجان الغناء البوسني القديم (سيفدلانكا).