نقابة الفنانين تشارك في مهرجان الأردن والمقاطعة متواصلة

محمد النجار-عمان
استعاد مهرجان الأردن جزءا من عافيته إثر إعلان نقابة الفنانين الأردنيين توقفها عن مقاطعته ودعوة الفنانين العرب للمشاركة في المهرجان، بينما تتواصل دعوات للتمسك بالمقاطعة.
ودعت النقابة -في بيان أصدرته الخميس عقب أسابيع من دعوتها النقابات والفنانين العرب للمقاطعة- الفنانين العرب للمشاركة في المهرجان الذي يبدأ في الثامن من يوليو/تموز الجاري، ويستمر حتى التاسع من الشهر المقبل.
" اعتبر نقابيون وسياسيون أن تراجع نقابة الفنانين عن مقاطعة المهرجان جاء على خلفية ضغوط هائلة تعرضت لها " |
خلفيات التراجع
وربطت النقابة تراجعها عن الدعوة لمقاطعة المهرجان بالتصريحات التي أدلى بها العاهل الأردني عبد الله الثاني قبل أيام لوكالة الأنباء الرسمية حمل فيها على نشر أخبار حول تنظيم المهرجان من قبل شركة "ببلسيز" الفرنسية التي تنسب إليها النقابات الإشراف على احتفالات إسرائيل بالذكرى الستين لقيامها في مايو/أيار الماضي.
وكانت ببلسيز نفت في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية أي دور لها في تنظيم مهرجان الأردن، الذي أدت الدعوات لمقاطعته لإعلان فنانين ونقابات عربية في لبنان وسوريا ومصر مقاطعته بناء على دعوة النقابات الأردنية.
ومن جهتها أعلنت وزارة السياحة الأردنية أنها تعاونت مع شركة "ضيوف المساء" الفرنسية في التعاقد مع الفنانين المشاركين في المهرجان.
وأكد نقيب الفنانين الأردنيين شاهر الحديد للجزيرة نت أن حديث الملك عبد الله الثاني الذي حمل الحكومة مسؤولية موقف النقابة أزال الغموض عن كل ما يتعلق بالمهرجان.
ولفت إلى أن تأكيد الحكومة سابقا وجود دور لشركة ببلسيز في المهرجان دفع النقابة للدعوة لمقاطعته، مشيرا إلى أن الحقائق التي عرضها الملك أمام الرأي العام وعدم وجود جهات إسرائيلية ضمن منظمي المهرجان دفع النقابة لإلغاء المقاطعة.
وفي المقابل اعتبر نقابيون وسياسيون أن تراجع نقابة الفنانين جاء على خلفية "ضغوط هائلة تعرضت لها".
وقال الكاتب والناشط في حركة اليسار الاجتماعي ناهض حتر للجزيرة نت إن النقابة تعرضت لضغوط "تفوق قدرتها على الاحتمال" دفعتها للتراجع عن موقفها.
وأضاف أن سبب الضغوط التي تعرضت لها النقابة جاء من كون مقاطعتها تعني أن المهرجان لن يقام حيث إن كل المشاركين يحتاجون موافقتها.
وكانت حركة اليسار الاجتماعي وحزب الوحدة الشعبية نظما اعتصاما قبل أيام أمام وزارة السياحة للمطالبة بإلغاء المهرجان، وقالت لافتات رفعت إن المهرجان سعي للتطبيع مع إسرائيل من بوابة الثقافة.

استمرار المقاطعة
وفي سياق متصل أكد عضو لجنة مقاومة التطبيع في النقابات المهنية الأردنية المهندس ميسرة ملص للجزيرة نت أن نقابة الفنانين تعرضت لضغوط دفعتها للتراجع عن المقاطعة نافيا في الوقت ذاته تغير موقفهم مضيفا "قمنا يوم الخميس بمخاطبة النقابات العربية لتأكيد المقاطعة".
وفي الوقت الذي أكدت فيه أوساط نقابية مطلعة أن نقيب الفنانين شاهر الحديد قدم استقالته -لم يفصح عن أسبابها- الأربعاء لمجلس النقابة ورفضها، عاد الحديد فأكد أن النقابة ستسعى لإنجاح المهرجان، مضيفا أنه اتصل بنقباء الفنانين العرب ودعاهم لحضور الافتتاح الأسبوع المقبل.
وأشار إلى أن "أسباب المقاطعة انتهت لوجود تأكيدات بعدم مشاركة الشاب خالد الذي غنى أمام بيريز في روما عام 2002 أثناء مجازر جنين في الضفة الغربية".