سيناريو جاهز قصيدة لم تنته لمحمود درويش

استضاف مهرجان نظمته بلدية رام الله في الضفة الغربية بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لتأسيسها الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي قدم مجموعة من القصائد أمام الجمهور.
وقدم الشاعر درويش (67 عاما) أثناء افتتاح مهرجان "وين عَ رام الله" بقصر رام الله الثقافي أمام جمهور تابعه مباشرة ليلة البارحة وجمهور آخر تابعه عبر شاشات كبيرة وضعت خارج القصر قصيدته الجديدة سيناريو جاهز، وهي قصيدة ناقصة افترض فيها سقوطه مع عدوه في حفرة واحدة.
وأوضح درويش في قصيدته الناقصة التي يدعو شاعرا آخر لإكمالها أن السقوط مع العدو في حفرة واحدة يجعلهما شريكين في شرك واحد في لعبة الاحتمالات، حيث ينتظر كلاهما حبل النجاة قائلا "ننتظر الحبل حبل النجاة تمضي حدة وحافة الحفرة الهاوية إلى ما تبقى لنا من حياة وحرب إذا ما استطعنا النجاة".
ووصف الشاعر افتراق مصير الشريكين في الحفرة منتظرا أن يعثر المنقذون عليهما ويمدونهما بحبل النجاة "فيقول أنا أولا وأقول أنا أولا، سيشتمني وأشتمه دون جدوى فلم يصل الحبل بعد" مضيفا "أنا وهو خائفان معا ولا نتبادل أي حديث عن الخوف أو غيره فنحن عدوان".
وبعد أن تساءل ماذا سيحدث لو أن أفعى أطلت عليهم من مشاهد هذا السيناريو لتبتلع الخائفين معا أنا وهو ماذا سيحدث؟ أجاب أنهما سيتحدان لقتل الأفعى لكن دون عودة لتبادل عبارات التهنئة، لأن الغريزة ليس لها أيديولوجيا.
وأنهى درويش قصيدته التي انتهت بدون أن تكتمل قائلا "هرب الوقت منا وشذ المصير عن القاعدة ها هنا قاتل وقتيل يموتان في حفرة واحدة ونسيت البقية".
وقرأ درويش أشعارا أخرى من ضمنها قصيدة لاعب النرد التي قال فيها "أنا لاعب النرد أربح حينا وأخسر حينا". وقصائد قديمة مثل على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
وتعتبر سيناريو جاهز، هي أول قصيدة يلقيها درويش مباشرة منذ ثلاث سنوات أمام الجمهور، وكان قد نشر العامين الماضيين قصيدتين في الصحافة الفلسطينية هما أنت منذ الآن غيرك، وعلى محطة قطار سقط عن الخريطة.