الصوفية بالبوسنة إغراق في الدين وابتعاد عن السياسة

ابراهيم القديمي-سراييفو

ويرى أستاذ التصوف والعقيدة بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة سراييفو أنه لم يبق في البلاد من الطرق الصوفية الاثنتي عشرة سوى أربع فقط هي المولوية والنقشبندية والرفاعية والقادرية.
وقال سامر بجليروفيتش للجزيرة نت رغم أن المولوية كان لها السبق بتأسيس أول تكية بالبلاد سنة 1462 فإن أتباع النقشبندية هم الأكثر عددا (80%) تليها الرفاعية (15%) ثم المولوية فالقادرية، وقد تزايدت أعداد التكايا الصوفية حتى بلغ عددها حاليا 17 تكية ثمان منها في سراييفو.
وحسب بجليروفيتش فقد كان لشيوخ ومريدي الصوفية في حرب البلقان الأخيرة دور إيجابي حيث شاركوا في حمل السلاح لمقاومة العدوان الصربي على بلادهم، وكانوا أول من انضم إلى الكتيبة المسلمة بالجيش البوسني في ذلك الوقت.
أوراد الذكر
ولا يوجد ثمة خلاف بأوراد الذكر والحركات بين الطرق الصوفية الأربع إلا من بعض الفروق البسيطة، ويقول مسؤول تكية حاج سنان آغا للجزيرة نت إن أذكار القادرية نسخها مؤسس التكية سلاح الدار أثناء زيارته بغداد قبل عدة قرون "وما زلنا نتوارثها منذ ذلك الحين".
وأضاف "لدينا أيام مباركة نحتفي بها في تكيتنا مثل يوم بدر وليلة القدر والمعراج وليلة البراءة ويوم عرفة والعيدين وعاشوراء والسنة الهجرية الجديدة وشهر رمضان".

أما في النقشبندية فتقرأ الأوراد قبل صلاة الفجر أو بعدها فرادى وجماعات وبتكليف من شيخ الطريقة، في حين يطلب شيخ الرفاعية من الحاضرين قراءة الصمدية (قل هو الله أحد) تسع مرات كما أوضح هاليلاجيتش.
وفي الوقت الذي تسمح فيه القادرية بحضور النساء حلقات الذكر الأسبوعية في مكان مستقل مخصص لهن، تمنع الرفاعية وجود النساء في التكايا.
أفعال خاطئة
ورغم تمتع الطرق الصوفية باحترام كبير بالأوساط المثقفة فإنه في أعقاب الحرب الأخيرة ظهر من طلبة العلم البوسنيين من ينكر على الصوفيين طقوسهم كتمسحهم بالأولياء وابتهالاتهم المقرونة بالدف، كما يقول المواطن مسعود ميليتش.
غير أن هاليلاجيتش رفض هذا الطرح واعتبر أن حركات الجسم يمنة ويسرة من قبيل ذكر الجوارح لله تعالى، وتابع "نحن نتبع سبيل سيدنا محمد ونهتم بتربية النفس في المقام الأول ونحاول معرفة الله من خلال أنفسنا ومخلوقاته المبثوثة في الكون في إطار الشريعة الغراء التي تجيز استخدام الدف مع الشعر الهادف".