انتقادات لعروض بمهرجان مكناس المسرحي تناولت العنف

ركز كثير من العروض المسرحية المقدمة في الدورة العاشرة لمهرجان المسرح بالمغرب على قضايا العنف والإرهاب والهجرة والحدود، في حين تناول كتاب ومخرجون هذه القضايا بطرق مختلفة.
وبينما اعتبر بعض النقاد تلك الأعمال جزئية في التناول وتسعى لإرضاء الغرب، دافع عنها أصحابها بحجة أنها واقع موجود.

إرهاب وتنصير ومخدرات
وتحكي مسرحية "فالصو" قصة شاب جزائري يعاني من البطالة فيسقط في براثن العنف والإرهاب، ثم يفلت منه ليسقط في أحضان التنصير، لينخرط بعد ذلك في شبكة المخدرات.
وقال الشاعر والكاتب عبد الرحمن عبد الوافي معلقا إن هناك انحيازا واضحا لإقناع المشاهد بأن الفقر والبطالة من أهم أسباب التطرف والانحراف.
واستبعد عبد الوافي -وهو مؤلف مسرحي أيضا- في حديث للجزيرة نت، إمكانية الانتقال من جماعات إسلامية متشددة إلى شبكات التنصير في بلد إسلامي مثل الجزائر.
من جهته دافع الزبير بن بوشتى عن مسرحيته مضيفا للجزيرة نت "لسنا ضد اختيارات الناس وأفكارهم ولكل واحد أن يؤمن بما شاء"، مضيفا أنه ضد استغلال أوضاعهم واستقطابهم لخدمة أغراض سياسية.
أما مسرحية "الأقدام البيضاء" فتصور حوارا بين مهاجر مغربي تخلص من الفقر يعود لزيارة بلده وبين آخر راغب في الهجرة، حيث تركز الحوار حول الفقر والهجرة السرية والهوية.
" وصف نقاد معالجة التطرف بالقصور في عدد من المسرحيات، إذ تعمد بعض المؤلفين والمخرجين تغييب صوت الاعتدال الذي نجح في إخراج أفراد وجماعات من التطرف " |
تغييب الاعتدال
وتحدثت مسرحية "حياة وحلم وشعب في تيه دائم" عن أستاذة جامعية متخصصة في أعمال الشاعر المغربي خير الدين، يسافر ابنها الوحيد إلى فرنسا لدراسة الطب فتنقطع أخباره حتى أصيب في حادث سير عائدا إلى المغرب، لتكتشف أمه في غيبوبته انضمامه إلى جماعة إسلامية سرية في فرنسا، فتقرر إنقاذه.
وعبر حوار متبادل بين البطلين "يتحرر" الابن و"يتعافى" ويسترجع قيمه التي تربى عليها وفق تعاليم وأفكار خير الدين.
ووصف الكاتب عبد الوافي معالجة التطرف بالبتراء والناقصة في عدد من المسرحيات، إذ تعمد بعض المؤلفين والمخرجين تغييب صوت الاعتدال وهو الصوت الذي حقق نجاحا في إخراج أفراد وجماعات من آفة التطرف والتشدد والتكفير والإرهاب.
هجرة وحدود
وتناولت كذلك مسرحية "حديقة معلقة" التي تجري وقائعها شمال المغرب قضايا الهجرة، وصورت حوارا بين حارس حدود وزميله عن حراسة الحدود ووظيفتها، حيث يتعاطف الحارسان مع المهاجرين السريين.
وتخطى أحد الحارسين الحدود وتعلق الآخر بفتاة تسعى للهجرة ليساعدها مهاجرا معها بعد قتل المحقق الذي تجاوز وظيفته ليتحدث عن الأصوليين وتشددهم.
الأيديولوجيا والتسامح
أما "تمارين في التسامح" فهي لوحات سريعة من مواقف متناقضة تدعو إلى التسامح مع الآخر مهما كان مخالفا أو خصما في الانتماء العقدي أو السياسي أو الميل الجنسي.
واعترف مخرج المسرحية حسن مراني علوي في جلسة مناقشة لها أن الأيديولوجيا هي دافعه لاختيار مسرحية الكاتب والشاعرعبد اللطيف اللعبي –المعروف بخصومته للحركات الإسلامية- فضلا عن لغتها الواضحة والشاعرية.