ساركوزي يضع حجر الأساس لجناح الفنون الإسلامية باللوفر

عبد الله بن عالي-باريس
وضع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الأربعاء حجر الأساس لبناء قسم خاص بالفنون الإسلامية في متحف اللوفر الواقع في قلب العاصمة باريس، بحضور رجل الأعمال السعودي الأمير الوليد بن طلال.
وكان رئيس الجمهورية السابق جاك شيراك هو الذي أصدر سنة 2003 مرسوما يقضي بإنشاء جناح ثامن في اللوفر مخصص للفنون الاسلامية.
دعم حوار الثقافات
واعتبر ساركوزي في كلمة ألقاها بالمناسبة أن الهدف من تشييد قاعتين للفنون الإسلامية بأكبر متحف بالعالم هو رغبة فرنسا في تعريف جمهورها وزوارها بإبداعات المسلمين الفنية، مؤكدا أن "التحف التي ستعرض في جناح الفن الإسلامي تظهر للكل أن الإسلام يعني التقدم والعلم ورهافة الحس وأن حضارته تعد من أقدم وأعرق وأرقى حضارات العالم".
وأوضح الرئيس الفرنسي أن هذا المسعى يرمي إلى الإسهام في الحوار بين الثقافات، مؤكدا أن "أي مواجهة بين الشرق والغرب ستكون طامة كبرى على البشرية".

معرض عراقة الحضارات
ولا يعرض اللوفر إلا آثار الثقافات العريقة التي كان لها تأثير قوي في تاريخ فرنسا. فهو لا يضم الأعمال المنتجة في أوروبا بعد 1848، كما يترك لمتاحف أخرى أقل صيتا عرض فنون آسيا وأفريقيا.
وتبلغ كلفة بناء وتأثيث القاعتين 86 مليون يورو تتحمل الحكومة الفرنسية عشرين مليونا، وتبرع بن طلال بمبلغ 17 مليونا، فيما تعهد متبرعون عموميون وخواص آخرون بالدعم المالي.
وستنطلق أشغال بناء صالات الفن الإسلامي في سبتمبر/ أيلول المقبل، على أن يتم تدشينها نهاية 2010. وسيشيد القسم في باحة فيسكونتي الواقعة في قلب المتحف الذي يستقبل أكثر من ثمانية ملايين زائر كل سنة.
مقتنيات إسلامية مهمة
وأوضحت المحافظة الرئيسية لقسم الفنون الإسلامية صوفي ماكاريو أن بناء القاعات الجديدة سيمكن من مضاعفة المساحة المخصصة لعرض التحف الأثرية الإسلامية، معتبرة أن وجود تلك القاعات بين الأجنحة الرئيسية للمتحف سيجعل الإقبال عليها كبيرا.
وفي معرض ردها على سؤال للجزيرة نت، أفادت ماكاريو أن اللوفر يتوفر منذ النصف الثاني للقرن الـ19 على تشكيلة نادرة من الآثار الاسلامية تضم أكثر من عشرة آلاف قطعة فنية أبدعها مسلمون بأصقاع مختلفة خلال الفترة الفاصلة بين ظهور الإسلام و سقوط الأندلس بالقرن الـ15 الميلادي.

وأكدت المحافظة أن بعض تلك التحف كانت تزين القصور الملكية والكنائس في فرنسا إبان القرون الوسطى، وأن الجزء الأكبر منها منح للمتحف من قبل مؤرخين وهواة آثار أوروبيين.
ويرى المهندس المعماري الفرنسي رودي ريسيوتي الذي أوكلت اليه مع زميله الإيطالي ماريو بليني مهمة تصميم القاعات، أن الجناح سيعيد الاعتبار للآثار الفنية الفرنسية الإسلامية التي غيبت أو همشت في دور الثقافة الفرنسية إثر الحروب التحررية التي خاضتها شعوب عربية ضد الاستعمار الفرنسي في خمسينيات القرن الماضي.
ويتجلى إعجاب الفرنسيين بالمورث الثقافي والفني للمنطقة العربية بإقبال نخبهم على التظاهرات المختلفة التي يحتضنها معهد العالم العربي بباريس الذي يستقبل حوالي مليون زائر كل عام، وميل نسبة كبيرة منهم لقضاء إجازاتهم بالدول العربية.