خبراء يحذرون من تدني مهارات القراءة لدى الشباب العربي

بدر محمد بدر-القاهرة
ناقش خبراء وأكاديميون وتربويون على مدى يومين أكثر من عشرين بحثا علميا في المؤتمر العلمي الثامن الذي أقامته الجمعية المصرية للقراءة والمعرفة تحت عنوان "ماذا يقرأ الأطفال والشباب؟ ولماذا يقرؤون؟ ولمن يقرؤون؟" في دار الضيافة بجامعة عين شمس.
وحذر هؤلاء من تدني مهارات القراءة لدى الشباب العربي بشكل كبير, وطالبوا الجهات المعنية والمراكز العلمية بالتحرك لمعالجة هذه الأزمة التي تؤثر على حاضر ومستقبل الأمة العربية.
وفي البداية أرجع رئيس المؤتمر وأستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس فتحي يونس، تدني الميول القرائية إلى أن الطفل العربي مغيب ولا قرار له ولا رغبات في مناهج المدرسة العربية, لافتا إلى أن مليون طالب جامعي في مرحلة واحدة يدرسون ذات المناهج وكأنهم "زكائب" (أكياس كبيرة) تعبأ لا فرق بينها.
" إحصائية اليونسكو تشير إلى أن متوسط قراءة الطفل في العالم العربي خارج المنهج الدراسي لا يتجاوز ست دقائق في السنة " |
الطريق الذهبي
وشدد أستاذ الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة عاطف العراقي على أن القراءة هي الطريق الذهبي نحو الثقافة, وأبدى مخاوفه من أن تقتل الثقافة الإلكترونية الإبداع وتقضي عليه "لأنها تجعل الإنسان مفعولا به وليس فاعلا, كما يحدث مع الكتاب التقليدي الذي نحاوره".
ولفت العراقي في حديثه للجزيرة نت إلى أن نسبة القراءة في تراجع وانحسار، موضحا أن "جيل التلفزيون والساندويتش لم يعد لديه صبر على التعلم, ويتلقى من مصادر بها أخطاء فادحة علمية ولغوية وتاريخية".
والأزمة في تقدير العراقي "بدأت بتراجع اللغة العربية الفصحى, وأصبح الطالب لا يريد بذل أي عناء أو مشقة لتحصيل المعلومة".
وفي دراسة مسحية تحليلية عن واقع القراءة لدى الأطفال في الوطن العربي, حذرت أستاذة المناهج وطرق تدريس اللغة العربية بجامعة طنطا نادية أبو سكينة مما وصفته "بمرض تفشى في المجتمع العربي, وهو كره أطفالنا للقراءة مع البقاء لساعات أمام التلفاز".
واستشهدت الباحثة بإحصائية لمنظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) تشير فيها إلى أن متوسط قراءة الطفل في العالم العربي لا يتجاوز ست دقائق في السنة, خارج المنهج الدراسي.
أين كتب الأطفال؟
وقالت نادية إن الأرقام العالمية بها حقائق محبطة, منها أن الطفل الأميركي نصيبه من الكتب في العام 13260 كتابا، والطفل الإنجليزي 3838 كتابا، والطفل الفرنسي 2118، والإيطالي 1340 كتابا، والروسي 1485 كتابا, بينما الطفل العربي لا نكاد نجد له رقما ولو هزيلا يمثل نصيبه في عالم الكتب، فالمكتبة العربية شبه خالية من كتب الأطفال، حيث بلغ عدد كتب الأطفال الصادرة في أحد الأعوام 322 كتابا فقط.
" الآباء والمعلمون أكثر الناس مقاومة لتغيير وتطوير المناهج الدراسية " |
وأشار بحث عن العلاقة بين الميول القرائية وبعض مهارات التفكير الناقد بين طلاب جامعة أبو ظبي إلى انشغال الشباب بالقراءة الإلكترونية وتفضيلهم لها وعزوفهم عن القراءة الحرة، حيث يهتم الذكور بالمواقع الدينية والحوارية والرياضية، بينما تهتم الإناث بالمواقع التعليمية والدينية.
وأرجع بحث بعنوان "أبناؤنا ماذا يقرؤون؟ وكيف يقرؤون؟" مشكلة الانصراف عن القراءة إلى قصور مهارات الفهم القرائي، ما يوقع الأبناء فريسة الإغواء أو التضليل أو خطأ التأويل, مشيرا إلى أن الآباء والمعلمين أكثر الناس مقاومة لتغيير وتطوير المناهج الدراسية.
وأشار التربوي غانم البسطامي إلى أن تسرب ما يزيد عن 50% من التعليم, يأتي بسبب الضعف القرائي.
وأكد البسطامي في بحثه أن وضع برامج لمن يعانون الضعف القرائي تعتمد على منهجية الحوار والتثقيف الشعبي, يشجع الأطفال المتسربين على العودة إلى التعليم وتطوير بناهم القرائية والمعرفية.