"لا يدوم اغترابي" فيلم فلسطيني يؤرخ للنكبة والتمسك بالعودة

لقطات من الفيلم الوثائقي

العين ترنو إلى تراب فلسطين رغم مرور ستين عاما، لقطة من لا يدوم اغترابي (الجزيرة نت)
 

توفيق عابد-عمان
 
تستعد المخرجة الفلسطينية صبا أبو فرحة للاشتراك بفيلمها الجديد "لا يدوم اغترابي" في مهرجان نوتردام الدولي للأفلام الوثائقية بهولندا منتصف مايو/أيار الجاري. وتهدف من وراء هذا الفيلم إلى إيصال رسالة إلى العالم عن معاناة اللاجئ الفلسطيني في مخيمات الشتات، وأنه رغم كل ما يلاقيه لا يزال يحلم بالعودة ويتمسك بالهوية ويعشق تراب الوطن رغم مرور ستين عاما على النكبة.
 
الفيلم مدته ثلاثون دقيقة وتم تصويره في مخيمي البقعة شمال عمان، والعودة قرب الزرقاء، ومن المقرر عرضه أيضا ضمن فعاليات "محترف رمال" وسط عمان بذكرى النكبة.
 
تأريخ للنكبة
وعن مضمون الفيلم ورسالته تحدث المنتج عصام حجاوي للجزيرة نت قائلا إن الفيلم يسلط الضوء على تاريخ النكبة الفلسطينية، وكيف تم التهجير، ولماذا جرى، وإلى أين وصلت القضية الفلسطينية، عبر السرد التاريخي للمحطات الرئيسة التي مرت بالقضية منذ عام 1948 وحتى 2008.
 
ويؤكد حجاوي أن الفيلم اختزل السنوات الستين رغم صعوبة الأمر ليذكر العالم بنكبة فلسطين. ويشدد عبر مشاهد الفيلم أن فلسطين التي رويت بدماء أبنائها لن تتحرر إلا بالتوحد والمقاومة الباسلة.
 
الوطن هو الهوية

المخرجة صبا أبو فرحة (الجزيرة نت)
المخرجة صبا أبو فرحة (الجزيرة نت)

أما مخرجة الفيلم صبا أبو فرحة فإنها تحاول الإطلالة من خلال الفيلم على مشاعر الجيل الثالث للنكبة لا سيما الشباب منهم، وتقول للجزيرة نت إن ما أردت قوله في الفيلم إن الوطن هو الهوية الحقيقية لأي إنسان.

 
وتضيف أبو فرحة أن الفكرة المحورية لهذا العمل الفني بسيطة وتدور حول قصة شاب فلسطيني يرتدي "الجينز" ويدخل مخيم العودة قرب الزرقاء -الذي هو رمز لمخيمات الشتات في الدول العربية- محاولا البحث عن هويته وأصله وكيانه خاصة أنه يعتبر من الجيل الثالث الذي هجر عن أرض الآباء والأجداد لكنه لم يفقد ارتباطه العاطفي رغم فقدانه الارتباط المادي المباشر بأرض وتراب الوطن بسبب سياسة التهجير التي اتبعتها إسرائيل مستخدمة كل الوسائل ومن بينها آلتها العسكرية الشرسة منذ عام 1948.
 
وتواصل أبو فرحة حديثها بالقول إن هذا الشاب يطرح أسئلة على نفسه عن قضية التهجير والتوطين خارج الأرض والمجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين من 1948 وحتى 2008 ويقارن مخيم اليوم بالأمس وهل ما زال حلم العودة متجذرا في كيان ساكنيه أم لا؟
 
المجازر الإسرائيلية
وتؤرخ المخرجة الشابة بفيلمها "لا يدوم اغترابي" لما ارتكبته إسرائيل من مجازر بحق الشعب الفلسطيني والتي وصلت إلى قرابة مائتي مجزرة حتى مارس/آذار 2008 على حد وصفها.
 
وتختتم حديثها بالقول إن فريق العمل في الفيلم قد حاول تفنيد ما يردده البعض من أن شباب اليوم الذين يعيشون في المخيمات لا يريدون العودة لوطنهم، وخلصنا إلى أنه بالرغم من المآسي فإن حلم العودة قائم في نفوس فلسطينيي المهجر بكل فئاتهم العمرية وعبرنا عن ذلك من خلال لقطة لطفلة ترتدي الكوفية الفلسطينية وأيضا عبر أغان فلوكلورية  تتغنى بالوطن الأم للفنان الشعبي "أبو عرب".                                                
المصدر : الجزيرة

إعلان