"أسلاك شائكة" معرض تشكيلي لفلسطين بالكويت

جهاد سعدي-الكويت
لم يكن صعبا على ريشة الفنان التشكيلي عمر بدور اجتذاب جمهور من طلبة جامعة الكويت وزوار من الخارج ليتسمروا أمام عدد من اللوحات الفنية التي حاكت معاناة وأمل الشعب الفلسطيني.
ففي معرضه "أسلاك شائكة" في بهو كلية العلوم بجامعة الكويت جسد بدور على هامش أسبوع الأقصى الذي أقامه الاتحاد الوطني لطلبة الكويت الأسبوع الماضي، معاناة الشعب الفلسطيني المحاصر دون نسيان جانب الأمل المشرق بالنصر والتحرير.
وقال بدور الذي يأمل الدعم والمساندة لعمل معرض خاص بقضية القدس والأقصى للجزيرة نت إن "أفكاري في اللوحات غالبا ما تتحدث عن فلسطين وخاصة في المعرض الأخير، فأنا أرسم المعاناة والألم لكن دون نسيان الأمل بطبيعة الحال".
وأضاف أنه "رغم مسحة الحزن التي تعتري لوحاتي للبرهة الأولى فإني أعلم أن لا قنوط من رحمة الله وأن الأزمات مهما اشتدت فالأمل باق، وأحاول توزيعه على أغلب لوحاتي ولا أفقده، ولن أفقده ما دام هناك حياة".

الصرخة وبكاء الفرس
وفي لوحة تحمل اسم "الصرخة" تبدو صورة لقبة المسجد الأقصى المبارك وهو متشقق، وتبرز من القبة صورة وجه يصرخ بألم شديد، كناية عن الحفريات التي تتم تحت المسجد.
ويقول بدور عن هذه اللوحة التي حازت على إعجاب ملحوظ "اخترت اللون البنفسجي المائل إلى الزرقة والسواد للكناية عن شدة الألم"، وتابع "الصرخة جاءت شديدة وكأن هناك من يعمل بمبضع في جسد هذا الإنسان فانطلقت مدوية في فضاء مليء بالألم".
ويلفت انتباه الزائر اللوحة الأكبر في المعرض لفرس يبكي حسرة وهو ينظر إلى القدس، فلا يوجد من يسرجه ويتقدم به نحو تحرير المسرى.
وكذا تغمر الزائر بالإعجاب لوحة "عرس الشهيد" التي تحكي عن عروس يصلها خبر استشهاد زوجها ليلة زفافها، فيتحول لون ثوبها من الأبيض إلى الأحمر القاني والنساء خلفها متوشحات بالسواد.
وتعبر لوحة أخرى عن حالة الأسير الفلسطيني وهو معصوب العينين، ومع ذلك تظهر صورة المسجد الأقصى على العصبة رغم الألم والدم الذي يملأ وجهه.
التجريد وفلسطين
وتظهر لوحة خاصة حملت اسم "الانتفاضة" صورة شاب يحمل حجراً، ورغم أن اليد مدمية وتغطيها الجراح فإنها قابضة على الحجر ويتقدم المقاوم بشكل مستمر إلى الأمام مخلفاً وراءه زهورا متناثرة تترك الأمل على طريق المقاومة والتحرير.

واشتمل المعرض أيضا على لوحتين لصلاح الدين: الأولى وهو مهموم حزين على الأقصى، والأخرى تمثله الحاضر والأمل وهو يشير إلى القدس ويخرج من عباءته الطوفان نحو التحرير.
ويوضح البدور أن غالبية أعماله "تشرح نفسها بنفسها"، وقال إنه يحاول "انتهاج نهج تجريدي في بعضها" ليرضي كافة الأطياف.
وقال إن "العمل التجريدي سهل لو أفسحنا له فسحة من التفكير وخصصنا له وقتا معينا للتمعن".
واستطرد "أحاول التقريب والتشكيل في أعمالي، وبما أن همي الأكبر هو فلسطين فأنا أرسم من أجل فلسطين وأهل فلسطين وأخص بالذكر رجال غزة الشجعان ونساء غزة الصابرات".
ولفت إلى أنه يرسم لفلسطين لأنها مغتصبة، وليحرض العرب والمسلمين على الوقوف بجانبها وعدم نسيانها بوصفها قضيتهم الأولى، ومساهمة متواضعة منه لرفع الحصار عن شعبها المجاهد.
يشار إلى أن المعرض الذي اختتمت فعالياته السبت، ضم 40 لوحة تعبيرية خاصة بالقضية الفلسطينية بالقطع الكبير والمتوسط، ويعد المعرض الأول من نوعه بهذا الشكل والتخصيص الذي يعقد في الكويت.