مصر ضيف شرف معرض جنيف الدولي للكتاب والصحافة

جناح مصر ضيف شرف معرض جنيف الدولي للكتاب والصحافة
الجناح المصري قدم تغطية شاملة للحياة الثقافية في مصر عبر مراحل التاريخ (الجزيرة نت)

تامر أبو العينين-جنيف

 
تحل مصر هذه الأيام ضيفا على معرض جنيف الدولي للكتاب والصحافة في دورته الثانية والعشرين، بتغطية شملت جوانب متعددة تحاول تقديم صورة متكاملة عن الحياة الثقافية في مصر عبر مراحل مختلفة من التاريخ.
 
ويضم الجناح المصري في المعرض، الذي بدأت فعالياته الأربعاء الماضي وتستمر حتى الأحد المقبل، إصدارات باللغة الفرنسية ولغات أوروبية مختلفة حول الحضارة المصرية بتنوعها من الفرعونية إلى العصر الحديث مرورا بالعصور القبطية والإسلامية.
 
ويقول رئيس مجلس إدارة هيئة الكتاب المصرية الدكتور ناصر الأنصاري للجزيرة نت إن "مشاركة مصر كضيف شرف فرصة لتقديم الثقافة العربية والمصرية إلى الرأي العام الأوروبي" الذي يحرص على زيارة مثل تلك الفعاليات.
 
ويؤكد الأنصاري أن الكلمة والكتاب والصورة هي إحدى الأدوات الهامة في حوار الحضارات والثقافات الضرورية للعرب وللغرب في آن واحد بهدف الوصول إلى ميثاق مشترك للقضايا الإنسانية الموجودة في العالم، وحتى لا يظل العرب "متهمين بالتخلف ودعم الإرهاب".
 
أهمية الترجمة
 الأنصاري يرى ضرورة ترجمة الفكر العربي ولكن بقلم أبنائه ومفكريه (الجزيرة نت)
 الأنصاري يرى ضرورة ترجمة الفكر العربي ولكن بقلم أبنائه ومفكريه (الجزيرة نت)

وقد تبارت دور النشر المشاركة في تقديم ترجمات لكبار الأدباء والمبدعين المصريين والعرب، حيث يؤكد الأنصاري أن "فهم الآخر يجب أن يكون عبر قراءتي له وعنه ولكن بقلم أبنائه ومفكريه وليس بقلم المستشرقين والمستعربين".

 
ونوه الأنصاري -رئيس لجنة إعداد وتنظيم الجناح المصري بالمعرض- إلى أن الترجمات المعروضة هي نتيجة "مشروع طموح داخل هيئة الكتاب لتقديم الفكر العربي مترجما بجميع اللغات الحية، وننقله إلى العالم عبر تلك المعارض الهامة".
 

ويضيف "إذا كانت الكتب الأدبية مرآة للمجتمع، فهناك فروع أخرى لا بد للقارئ الغربي أن يعرف عبرها وجهة النظر العربية مثل قضايا العولمة والهوية الثقافية وما يوصف بالإرهاب".
 
تكامل ثقافي
وتصاحب المعرض مجموعة من الأنشطة الثقافية حاول منظموها أن تعكس واقع الثقافة المصرية الراهن وتراثها الثقافي والحضاري.
 
فقد قدم الجناح المصري في حفل الافتتاح عرضا تفاعليا بالوسائط المتعددة بعنوان "بانوراما التراث" جمع في آن واحد بين جوانب مختلفة من تاريخ البلاد الثقافية والاجتماعية والبيئية في تسلسل تاريخي من إنتاج مركز توثيق التراث الطبيعي والحضاري التابع لمكتبة الإسكندرية.
 
في حين تناقش الندوات المشاركة للمعرض موضوعات من بينها الخصوصية الثقافية والعولمة، والفن التشكيلي في مصر، ودور نجيب محفوظ في تطوير الرواية العربية، وتوفيق الحكيم وتطور المسرح المصري، والمرأة في الثقافة العربية، وأثر الترجمة في حوار الحضارات، وآثار مصر القديمة، وفن الخط العربي في الحضارة العربية.

كما يشاهد زوار المعرض خمسة أفلام لمخرجين يمثلون ثلاثة أجيال مختلفة في مسيرة السينما المصرية الحديثة، وهي "القاهرة 30″ للمخرج صلاح أبو سيف، و"الأرض" ليوسف شاهين، و"يوميات نائب في الأرياف" لتوفيق صالح، و"المومياء" لشادي عبد السلام، و"يا دنيا يا غرامي" لمجدي أحمد علي.
 
ورغم أن الأنصاري يرى أن مصر تلعب دورا كبيرا في الحفاظ على الحضارة الإسلامية وهو ما يتطلب جهودا كبيرة من مثقفيها، فإنه أكد أهمية التكامل الثقافي العربي في جميع المجالات لأن "نتيجة مثل هذا التكامل ستعم على الجميع، فالقواسم المشتركة بين العالم العربي كثيرة وليس أفضل من الثقافة كي تحتضنها".

المصدر : الجزيرة