العلم والثقافة والدين في ملتقى الجزيرة الثاني

المنتدى الفكري الثاني حول العلم والثقافة ومستقبل الإنسان تنظيم مركز الجزيرة للدراسات-كاميرا الجزيرة نت

جان ستون: هذه أول مرة يعقد فيها ملتقى من هذا النوع بالعالم العربي (الجزيرة نت)

سيدي أحمد ولد أحمد سالم-الدوحة

افتتح مساء اليوم بفندق شيراتون في الدوحة المنتدى الفكري الثاني المنظم من طرف مركز الجزيرة للدراسات تحت عنوان "العلم والثقافة ومستقبل الإنسان.. كيف تجدد المعرفة والإيمان والعمل وجه العالم".

وقد أثارت الجلسة الافتتاحية جملة من المفاهيم من أبرزها علاقة العلم بالدين وطبيعة هذه العلاقة التي بين أصحاب الكلمات الافتتاحية والعروض الأربعة التي تلتها أنها ليست علاقة صدام وتنافر بل علاقة تكامل وتناغم.

حوار العلم والدين

"
حمد بن ثامر أكد أن  شبكة الجزيرة ستظل حريصة على أن تبقى رسالتها الإعلامية قائمة على مبدأ أن للإنسان الحق في معرفة الحقيقة
"

وقد أوضح رئيس مجلس إدارة شبكة الجزيرة الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني في كلمته الافتتاحية حرص شبكة الجزيرة على أن تظل رسالتها الإعلامية قائمة على مبدأ حق الإنسان في معرفة الحقيقة، وأن يظل فضاء الجزيرة ملتقى للأفكار التي تدفع بالإنسانية نحو مزيد من التحاور والتفاهم.

كما بين الأمين العام لجامعة باريس المتعددة التخصصات جان ستون أن هذا المنتدى له خصوصية زمانية وأخرى مكانية.

فميزته الزمانية أنه يأتي في فترة زمنية تفرض تحاورا بين العلم من جهة والأنساق الثقافية والدينية من جهة أخرى.

أما ميزته المكانية فهو أول ملتقى من نوعه يلتئم في دولة عربية إذ سبقته منتديات مماثلة في مقر منظمة اليونسكو بباريس وفي جامعة هارفارد بأميركا.

وتأكيدا لمنزلة حوار العلم والدين في هذا الملتقى ذكر رئيس فريق البحث في "العلم والدين في الإسلام" عبد الحق برونو غيدردوني أن العلم لا بد له من محتوى أخلاقي.

الخوف من العلم
ومع أن العلم هو أساس الحضارة المعاصرة فإنه، كما أكد مدير مركز الجزيرة للدراسات الدكتور مصطفى المرابط، بقدر ما فتح من آفاق كانت مجهولة خلق إشكالات وأضرارا. فلم يعد العلم كما كان في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين جالب خير ونعمة، بل صار مع نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحالي مصدر ضير ونقمة.

مصطفى المرابط (يمين) أكد أن العلم وحده لم يعد قادرا على قيادة العالم (الجزيرة نت)
مصطفى المرابط (يمين) أكد أن العلم وحده لم يعد قادرا على قيادة العالم (الجزيرة نت)

واستشهد الدكتور المرابط بعدة مقولات توضح القلق إزاء بعض التطورات العلمية والخوف على مصير الإنسانية، منها مثلا مقولة الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو الذي قال إن القرن الـ17 هو قرن الرياضيات والـ18 قرن الفيزياء والـ19 قرن البيولوجيا والقرن العشرين قرن الخوف.

كما أشار إلى مقولة الفيزيائي ألبيرت أينشتاين الذي قال "لا أدري كيف ستكون الحرب العالمية الثالثة، لكن أعرف أن الحرب العالمية الرابعة سيدركها القليل من الناس وسيتصارعون بالعصي والحجارة".

وفي هذا السياق جاءت فكرة هذا المنتدى -كما يقول الدكتور المرابط- الذي تنادت إليه كوكبة من العلماء من مشارب شتى وثقافات مختلفة لكي يبينوا مدى مسؤولية العالم التي لا تقف عند حد الإلمام بالمعارف بل الجمع بين العلم والعمل.

وختم المرابط كلمته بالتأكيد على أن العلم وحده لم يعد قادرا على قيادة العالم فلا بد له من أن يتكامل مع القيم الروحية والثقافية.

عروض افتتاحية
وقد تلت كلمات الافتتاح عروض قدمتها مجموعة من العلماء الباحثين، قدم أولها حامل جائزة نوبل في الكيمياء الأميركي روالد هوفمان، وقدم الثاني صاحب جائزة نوبل في الفيزياء الأميركي تشارلز تاونز، وقدم الثالث الأستاذ الفخري بجامعة أكسفورد البريطاني كيث وورد، وكان العرض الأخير من تقديم عالم الفلك الجزائري والأستاذ في الجامعة الأميركية بالشارقة نضال قسوم.

ويشارك في هذا المنتدى الدولي، الذي جاء ثمرة تعاون مشترك بين شبكة الجزيرة وجامعة باريس المتعددة التخصصات، ثلاثون باحثا وعالما وأكاديميا من بعض الجامعات والمؤسسات العربية والأجنبية.

المصدر : الجزيرة

إعلان