الحارة المصرية تتألق بمعرض الفن التشكيلي بالقاهرة

بدر محمد بدر-القاهرة
احتضن معرض التشكيلية المصرية مشيرة رمزي لوحاتها التي سمتها رؤى من الحياة وقد أقامته يوم الخميس في قاعة الكلمة بساقية الصاوي بالقاهرة, ويستمر حتى نهاية مايو/ أيار الجاري.
لوحات المعرض تحكي تفاصيل الحياة الطبيعية للحارة المصرية برجالها ونسائها وأطفالها وشيوخها وشبابها, كما تصور مآذنها الممتدة في الفضاء الفسيح ومبانيها الضيقة, وأيضا تصور البحر الهادئ أحيانا والثائر أحيانا أخرى بسمائه الصافية وصخوره وأمواجه وقواربه, أما زهور الفنانة مشيرة فهي تحمل عبق الماضي, وخلفياتها جميعا بين ألوان الأسود والبني والرمادي, وفيها مسحة من الحزن الوقور.
المدرسة الواقعية
" التشكيلية إيمان العبد: الأعمال الفنية المعروضة رائعة ونابعة من إحساس حقيقي مرهف وقد بذلت فيها الفنانة مجهودا كبيرا " |
مشيرة رمزي قالت إنها تنتمي للمدرسة الواقعية بما تحويه من التركيز على علاقة الأضواء والظلال, وعلاقة الكتلة بالفراغ، وتميل للألوان الداكنة الغامقة، وتركز في أعمالها على البحر الكلاسيكي والورد والمصريات.
الجزيرة نت تجولت بالمعرض واستطلعت آراء الجمهور, تقول التشكيلية هدى أبو المجد إنها أعجبت بالألوان المتناسقة الهادئة دون صخب خاصة لوحة الشمعدان التي توحي بعبق الماضي ومرور السنين، كما أعجبها لوحتين للحصان لعمق عيونه التي تبدو حقيقية, أما ألوان لوحات البحر فتشعرها بوقت انبلاج الفجر.
الأم المكافحة
واتفق عدد من زوار المعرض على عمق ودفء وأصالة اللوحات، ومنهم التشكيلية إيمان العبد التي أكدت أن الأعمال الفنية المعروضة رائعة ونابعة من إحساس حقيقي مرهف, بذلت فيها مشيرة مجهودا كبيرا، وأعجبها لوحة الأم المصرية المكافحة التي تحتضن ابنها، ولوحة أطفال وهم يمسحون الأحذية، وهذا يعكس كفاح البسطاء والفقراء.
وترى شريفة عثمان أن المعرض رائع والألوان والأحاسيس تنساب في اللوحات بسلاسة، وفيها أناقة وصدق وإتقان وكفاءة عالية، وتشير إلى لوحة الحارة المصرية مؤكدة أن رسمها يعكس مهارة الفنانة, وهذا واضح أيضا في رسم البحر كأنه يتحدث, في صورة كأنها فوتوغرافية حقيقية وليست مرسومة.
الشموع المنطفئة

وتوقفت أمينة بدوي عند لوحات الشموع المنطفئة والتي بدت لها كدموع متحجرة، والضوء فيها خافت يوحي بشيء من الحزن, ومع الشموع توجد كتب توحي بالفكر والكلمة.
وتوقفت الزائرة أيضا عند لوحة الريف وفيها سلم وشجر مكسو بضوء الفجر, وهو تصوير يوحي بالبهجة والأمل, والأشياء المكسورة في الحارة تعبر عن كفاح الفقراء. كما عبرت عن إعجابها بلوحة فيها باب مصنوع على الطراز العربي, تمنت وجوده بكل بيت إحياء للتراث الإسلامي.